تعهد وزير الخارجية الإيراني الجديد عباس عراقجي بالعمل على إعادة بناء علاقات بلاده مع الدول الأوروبية، شريطة تخلي الأخيرة عن "نهجها العدائي".
ودعا عراقجي إلى الحوار مع الاتحاد الأوروبي من أجل حل قضايا ثنائية، وذلك عقب اتصال هاتفي مع مسؤول السياسة الخارجية في التكتل.
ففي تصريح لصحفيين أجانب في وقت متأخر أمس الخميس بشأن السياسة الخارجية التي سيتبعها بعد توليه منصبه، قال عراقجي: "سنحاول إعادة بناء العلاقات مع الدول الأوروبية، ولكن لتحقيق ذلك يتعين عليهم التخلي عن نهجهم العدائي وبذل الجهود لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، ورفع العقوبات".
وشدد على أنه يهدف إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، والعودة إلى منصة التجارة الدولية بحسب ما ذكرت وكالة "تسنيم" للأنباء.
إدارة التوتر مع واشنطن
كما أشار وزير الخارجية الإيراني الجديد، إلى أنه يخطط لإدارة التوتر مع الولايات المتحدة في هذا الصدد.
وتدهورت العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وإيران في السنوات الأخيرة، ويتهم التكتل الأوروبي طهران بعدم كبح نشاطها النووي وتقديم الدعم لحركة "حماس" ودعم حرب روسيا في أوكرانيا وارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان.
وأوضح عراقجي أن تنمية العلاقات "تتطلب حوارًا لحل قضايا بين الطرفين وتصحيح السياسات الخاطئة للدول الأوروبية".
وعام 2015 وقعت إيران ومجموعة (5+1) وهي الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا، إضافة إلى ألمانيا، اتفاقًا يقضي بتنظيم ومراقبة الأنشطة النووية لطهران مقابل رفع العقوبات عنها.
لكن واشنطن انسحبت من الاتفاق أحاديًا في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب عام 2018، وبدأت إعادة فرض العقوبات على إيران، وإثر ذلك أوقفت طهران تدريجيًا التزاماتها في الاتفاق واتخذت سلسلة خطوات، بما فيها تخصيب اليورانيوم عالي المستوى مرة أخرى.
بوريل: الحوار ضروري لخفض التوترات
من جانبه، قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل على منصة "إكس" إنه ناقش مع نظيره الإيراني "آفاق تجديد التواصل حول جميع الملفات ذات الاهتمام المشترك".
وأوضح أن المحادثات تناولت "ضرورة خفض التصعيد وضبط النفس" إضافة إلى "وقف التعاون العسكري" مع روسيا ضد أوكرانيا ومنع الانتشار النووي.
وتابع بوريل أن مثل هذا "الحوار البناء .. ضروري لنزع فتيل التوترات الإقليمية".
وعُرف عراقجي بانفتاحه على الغرب، ودوره المحوري في المباحثات التي أدت الى إبرام الاتفاق الدولي بشأن البرنامج النووي الإيراني عام 2015.