أطلق الحوثيون صاروخًا من اليمن مباشرة نحو وسط إسرائيل، وتحديدًا إلى تل أبيب الكبرى. المسافة تزيد عن ألفين وأربعين كيلومترًا، وبقياس الزمن هي أحد عشر دقيقة ونصف.
وأكد الإعلان العسكري الحوثي، نجاح الصاروخ في الوصول إلى هدفه دون أن تتمكن القبة الحديدية والدفاعات الإسرائيلية من اعتراضه.
وكشف الحوثيون عن دخول المرحلة الخامسة من العمليات التي أطلقتها الجماعة حيّز التنفيذ ردًا على حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، لتؤكد أن تطوير القوة الصاروخية يعكس جاهزية الحوثيين العسكرية لمواجهة ما وضعوه في إطار التحديات بالمعركة مع إسرائيل، بينما توعد زعيم الجماعة بمزيد من الضربات النوعية في المستقبل القريب.
"ثمن باهظ سيدفعه الحوثيون"
توعد صنعاء قابله وعيد من تل أبيب، فقد لوّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة الحكومية بثمن باهظ سيدفعه الحوثيون مقابل هذا الهجوم.
كما لم يفوّت نتنياهو الإشارة إلى المواجهة المفتوحة في الجبهات المتعددة، التي تخوضها إسرائيل مع ما وصفه بـ "محور الشرّ الإيراني".
وقد أعلنت قوات الجيش وسلاح الجو الإسرائيلي، فتح تحقيقات مكثفة لمعرفة أسباب فشل القبة الحديدية والدفاعات الجوية في اعتراض الصاروخ الحوثي، رغم إطلاق عدة صواريخ اعتراضية باتجاهه.
وأشار الإعلان العسكري إلى انفجار المقذوف في الجو قبل سقوط شظاياه في محيط مطار بن غوريون.
هكذا، يمثل تصعيد جماعة الحوثي الأخير جزءًا من صورة أوسع لتصاعد التوترات الإقليمية، حيث يتزامن هذا الهجوم مع اشتباكات متزايدة على جبهة لبنان وحديث إسرائيلي عن اقتراب ساعة توسيع التصعيد على هذه الجبهة، ما يعزز المخاوف من نشوب مواجهة إقليمية شاملة تدفع جميع الأطراف إلى الزج بأسلحة جديدة وأساليب متنوعة مع الترديد الدائم بتعزيز الجاهزية ورفع حالة التأهب.
"معادلة الردع"
وضمن هذا السياق، قال حزام الأسد، عضو المكتب السياسي لجماعة أنصار الله الحوثي، إن الاستهداف الجديد هو "باكورة الاستهداف بصاروخ فرط صوتي، لافتًا إلى تجاوزه أنظمة الرادار الإسرائيلية. وأشار إلى أنه "يأتي ضمن معادلة الردع والرعب ضد الكيان".
وأكد في حديث إلى التلفزيون العربي من صنعاء، أن لهذه العملية ما بعدها طالما استمر العدوان والحصار على غزة.
ولفت إلى أن "أميركا وإسرائيل تحاولان التقليل من القدرات التسليحية اليمنية"، مشددًا على أن التقنيات العسكرية اليمنية صناعة يمنية 100%. وأضاف: "كلّما طال أمد العدوان وكذلك الصراع مع الإدارة الأميركية في البحر الأحمر والعربي وخليج عدن.. إلا وتطورت التقنيات العسكرية وتجاوزت المنظومات الاعتراضية بمختلف أنواعها".
"الرد قريب"
بدوره قال جاكي خوري الخبير بالشأن الإسرائيلي، إن "نتنياهو تحدث عن الرد الأليم - بوجهة نظره - على الحوثيين، مذكرًا بما حصل في المرة الأولى عندما اخترقت طائرة مسيّرة الأجواء الإسرائيلية وضربت مبنى في قلب مدينة تل أبيب، فرد إسرائيل بعملية وصفها حينها الجيش الإسرائيلي بالنوعية، من خلال قصف ميناء الحديدة.
وعليه، أشار خوري في حديث إلى التلفزيون العربي من الناصرة، إلى أن الرد الإسرائيلي سيأتي خلال فترة قريبة".
لكنه لفت إلى أن ما يشغل الرأي العام والمنظومة السياسية والعسكرية في إسرائيل منذ ساعات الصباح هو سبب عدم نجاح الدفاعات الجوية في إسقاط الصاروخ الذي أُطلق من اليمن، رغم البيان الذي أشار إلى أنه تم رصده منذ اللحظة الأولى.
"كاسر للتوازن"
من جانبه اعتبر، العميد منير شحادة، المنسق السابق للحكومة اللبنانية لدى "اليونيفيل"، أن اليمن أظهر مجددًا أنه يمتلك قدرات عالية في تصنيع وامتلاك مقذوفات حديثة.
وأضاف شحادة في حديث للتلفزيون العربي من بيروت، أن امتلاك اليمن صاروخًا فرط صوتي هو "كاسر للتوازن وللردع الإسرائيلي".
واعتبر أنه "لا يمكن لإسرائيل أن تجعل هذا الموضوع يمر مرور الكرام، لأنه يجعل كيانه مستباحًا".
وبرأيه، فإن "الصاروخ فرط صوتي ومن قبله الطائرة المسيّرة التي استهدفت تل أبيب في وقت سابق جعلت من كل مكان في إسرائيل مستهدفًا، فلم يعد هناك من مكان آمن في هذا الكيان".