السبت 21 Sep / September 2024

هل تعاني من النسيان؟.. دراسة تحثك على تجنب الكادميوم

هل تعاني من النسيان؟.. دراسة تحثك على تجنب الكادميوم

شارك القصة

يؤدي التعرض لمعدن الكادميوم إلى قتل الخلايا العصبية في الدماغ - غيتي
يؤدي التعرض لمعدن الكادميوم إلى قتل الخلايا العصبية في الدماغ - غيتي
يعد معدن الكادميوم الثقيل الذي تطلقه الأنشطة الصناعية والزراعية في البيئة مادة مسرطنة معروفة ويمكن أن تساهم في الضعف الإدراكي وفي تطور الخرف.

وجد باحثون أن معدن الكادميوم الثقيل شديد السميّة، والذي يجد طريقه إلى الجسم من خلال تدخين السجائر، واستنشاق الهواء الملوث والطعام، يؤثر بشكل الكبير على الذاكرة والقدرة الإدراكية لدى الأشخاص، وفقًا لدراسة جديدة نُشرت في مجلة "نيورولوجي ساجيستس". 

وبحسب موقع "ميديكال نيوز توداي" الذي كشف تفاصيل الدراسة، فقد فحص الباحثون بول 2172 شخصًا، أكثر من نصفهم من الإناث وما يقرب من 40% منهم من "السود"، بمتوسط 10 سنوات للمتابعة، ووجدت "ارتباطًا إيجابيًا كبيرًا" للكادميوم في بول الأشخاص "البيض".

وفي كل عام، خضع المشاركون لاختبارات التفكير والذاكرة، وعلى مدار فترة متوسطها 10 سنوات، أصيب 195 شخصًا بضعف إدراكي.

الكادميوم يرفع خطر الضعف الإدراكي

ولم يجد الباحثون أي ارتباط بين مستويات الكادميوم والضعف الإدراكي في مجموعة الدراسة الشاملة. لكن خطر الإصابة بالضعف الإدراكي تضاعف لدى المشاركين "البيض" الذين لديهم تركيزات أعلى من الكادميوم في بولهم. وفي المقابل، لم يكن هناك مثل هذا الارتباط للمشاركين "السود".

ويمكن تفسير هذا التناقض في احتمالات التدهور المعرفي، وفقًا لمؤلفي الدراسة، باختلاف معدلات استهلاك التبغ، بحسب "مديكال نيوز توداي". 

ويعد الكادميوم مادة مسرطنة معروفة ويمكن أن تساهم في تطور الخرف. وتساهم الأنشطة الصناعية والزراعية بإطلاقه في البيئة. وهو يؤثر على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، حيث إن الكادميوم قادر على تعطيل مستويات الكالسيوم في الدماغ، وكذلك تنشيط مسارات الإشارات المرتبطة بالالتهاب وموت الخلايا العصبية.

تساهم الأنشطة الصناعية في إطلاق مادة الكادميوم المسرطنة في الجو- غيتي
تساهم الأنشطة الصناعية في إطلاق مادة الكادميوم المسرطنة في الجو- غيتي

وحتى لو بكميات صغيرة، يعد الكادميوم سامًا للبشر، حيث يمكن أن يخترق حاجز الدم في الدماغ ويبقى بداخله وقد يتراكم على مدى حياة الشخص.

عوامل اقتصادية واجتماعية

وينقل "مديكال نيوز توداي" عن ديفيد ميريل، الطبيب النفساني المعتمد في طب الشيخوخة في مركز "بروفيدنس سانت جون الصحي" في سانتا مونيكا بكاليفورنيا، والذي لم يشارك في الدراسة، قوله: "إن خصائص الكادميوم تجعله مميزًا بشكل خاص، فعمر الكادميوم طويل، لذا يمكن أن يتراكم في الدماغ على مدى فترة من الزمن ويسبب مشاكل في الوظيفة الإدراكية تدريجيًا".

وتشرح اختصاصية التغذية ميلاني ميرفي ريختر أن الكادميوم يدخل في المقام الأول إلى الإمدادات الغذائية من خلال التربة، وأن العوامل الاجتماعية والاقتصادية تلعب دورًا في تعرض السكان لمستويات أعلى من الكادميوم، حيث يرتفع التعرض لهذه المادة في المناطق الصناعية أو المناطق التي بها التعدين الكثيف أو ممارسات زراعية معينة.

كذلك ترتفع نسبة الكادميوم في البلدان التي تعاني من مستويات عالية من تلوث الهواء والانبعاثات الصناعية. 

علاقة الكادميوم بالخرف

إلى ذلك، لاحظ مؤلفو الدراسة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات للحصول على فكرة أكثر وضوحًا لتأثير الكادميوم على المجموعات السكانية المختلفة.

وأشاروا إلى الحاجة إلى "قياس التعرض للكادميوم بشكل متكرر، وأحجام عينات أكبر، ومدة أطول" في الأبحاث المستقبلية، حتى يتمكنوا من تكوين تفسيرات للتناقض العنصري.

وقالت ميريل: "إن ارتفاع معدلات الخرف ارتبط بارتفاع نسبة الكادميوم في بيئات هؤلاء السكان". وأضافت: "إن المناطق في الولايات المتحدة وخارجها التي لديها مستويات بيئية أعلى من الكادميوم أظهرت ارتفاعًا في معدلات الإصابة بالخرف، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لإنشاء علاقة سببية مباشرة".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
Close