الأربعاء 11 Sep / September 2024

دراسة علمية تجيب.. إلى أي درجة قد تجنب الوقاية الإصابة بمرض الخرف؟

دراسة علمية تجيب.. إلى أي درجة قد تجنب الوقاية الإصابة بمرض الخرف؟

شارك القصة

يعاني عشرات الملايين في مختلف أنحاء العالم من الخرف - غيتي
يعاني عشرات الملايين في مختلف أنحاء العالم من الخرف - غيتي
يعتبر مرض الزهايمر أشهر أنواع الخرف وأكثره انتشارًا، ويتسبّب عمومًا بتدهور دائم في ذاكرة المرضى وقدرتهم على التحدث.

كشفت دراسة كبيرة الدور المهم الذي تؤديه الوقاية في أمراض الخرف، مثبتةً أنّ ملايين الإصابات يمكن تجنّبها من خلال العمل على عوامل مؤثرة كالتدخين أو التلوث، مع العلم أنّ الوقاية لا فائدة لها في عدد كبير من الحالات.

وانتهت الدراسة التي نُشرت نتائجها أمس الأربعاء في مجلة "ذي لانست"، إلى أنّ "الوقاية ضد الخرف لها إمكانات كبيرة".

ويعاني عشرات الملايين في مختلف أنحاء العالم من الخرف. ومرض الزهايمر هو أشهر أنواعه وأكثره انتشارًا، ويتسبّب عمومًا بتدهور دائم في ذاكرة المرضى وقدرتهم على التحدث.

وتهدف الدراسة التي تجمع أحدث المعارف بشأن هذا الموضوع، إلى أن تكون مرجعًا. وتأتي في أعقاب تقرير سابق نُشر عام 2020، وسبق أن أكّد أهمية الوقاية.

وأشار الباحثون آنذاك إلى أنّ 40% من حالات الخرف كانت مرتبطة بنحو 12 عامل خطر ذات طبيعة مختلفة جدًا، ومنها انخفاض مستوى التعليم، ومشاكل في السمع، والتدخين، والبدانة، وتلوث الهواء، والاكتئاب، والعزلة، وصدمات الرأس، وارتفاع ضغط الدم.

هل هناك علاج فعّال للخرف؟

وفي ضوء أحدث الأبحاث، أُضيف عاملا خطر جديدان هما فقدان البصر وارتفاع نسبة الكوليسترول. وأكّد معدّو الدراسة "إمكانية تجنّب نحو نصف حالات الخرف من خلال التنبّه إلى عوامل الخطر الأربعة عشر".

ويأتي هذا التركيز على الوقاية في وقت لا يزال الخرف يفتقر إلى علاج دوائي فعّال، رغم عقود من الأبحاث بهذا الخصوص.

ومنذ العام الفائت، تمت الموافقة على علاجين لألزهايمر في الولايات المتحدة، هما "ليكانيماب" من مختبرات "بايوجن" و"دونانيماب" من شركة "إيلاي ليلي". وهذان العقاران يكافحان تكوين لويحات الأميلويد في الدماغ، والتي تُعتبر إحدى الآليات الرئيسية للمرض.

لكنّ تأثيرهما يبقى متواضعًا مقارنة بالآثار الجانبية الخطرة وتكلفتهما العالية. وعلى عكس السلطات الصحية الأميركية، رفض الاتحاد الأوروبي الأسبوع الفائت السماح بطرح عقار "ليكانيماب"، بينما لا تزال الإجراءات المتعلقة بـ"دونانيماب" معلّقة.

وفي حين يأمل بعض الباحثين أن يمهّد عقارا "ليكانيماب" و"دونانيماب" الطريق لعلاجات فعّالة أكثر، يفضل آخرون التركيز على الوقاية بدل التأمّل بالعلاجات.

وكانت نتائج تجارب على عقار "دونانيماب"، منتصف العام الماضي قد كشفت عن قدرته على إبطاء تدهور صحة مريض الزهايمر، مشكلًا بارقة أمل جديدة دفعت بالعلماء للقول إنهم دخلوا مرحلةً جديدة في علاج هذا المرض.

وقد عمل العقار على إبطاء التدهور المعرفي والوظيفي الناجم عن الإصابة بهذا المرض، بنسبة 35%.

ووفقًا لنتائج الاختبارات أيضًا، لم تظهر على 47% من المرضى المشاركين أي علامات على تقدم الزهايمر بعد مرور عامٍ كامل.

اتخاذ تدابير مبكرة

ويوضح طبيب الأعصاب مسعود حسين في حديث إلى "المركز الإعلامي للعلوم" في بريطانيا (SMC)، أنّ مكافحة عوامل الخطر "قد تكون مربحة أكثر بكثير من ابتكار علاجات موضعية تبيّن في المرحلة الراهنة أنها مخيبة للآمال".

وقد تلقّى أطباء الأعصاب الذين لا يتناقشون كثيرًا بمسألة الوقاية، الدراسة المنشورة في مجلة "ذي لانست" بإيجابية. ودعا البعض إلى الأخذ في الاعتبار إمكانية العمل على نصف حالات الخرف من خلال اتخاذ تدابير مبكرة.

وتثير بعض النقاط المنهجية الحذر. ففي البداية، يقرّ معدّو الدراسة أنفسهم بعدم إمكانية جزم أنّ عوامل الخطر هذه تتسبّب بشكل مباشر بالخرف، ويتساءلون: "أليس الخرف مثلًا ما يسبّب الاكتئاب؟".

كذلك، من الصعب فصل عوامل معينة عن أخرى، حتى لو حاول المعدّون دمج هذه الفكرة في حساباتهم. فعلى سبيل المثال، ثمة ارتباط بيني يجمع الاكتئاب والعزلة، أو تعاطي التبغ وارتفاع ضغط الدم.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي - أ ف ب
Close