كشف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأحد، أن بلاده فقدت نحو 6 مليارات دولار أميركي من إيرادات قناة السويس، بسبب التوترات الجيوسياسية في المنطقة.
وردت تصريحات السيسي في كلمة له خلال حفل تخرج دفعة جديدة من طلبة أكاديمية الشرطة، حيث أشار إلى أن "قناة السويس فقدت 50 – 60% من إيراداتها أي أكثر من 6 مليارات دولار، بسبب التوترات في المنطقة خلال الشهور الثمانية الماضية".
وزاد: "التطورات الجارية خطيرة على الحدود الشرقية (غزة) والجنوبية (السودان) والغربية (ليبيا)، ومعها قد تتسع رقعة الصراع، فعلينا أن نكون حذرين". وقال: "أطمئنكم أننا بخير والأمور من جيد لأفضل، وندير أمورنا بشكل يحفظ بلدنا ويحافظ على المنطقة ما أمكن دون التورط في أي أحداث قد تؤثر على الأمن والاستقرار".
ولفت السيسي إلى أن المنطقة والعالم يمران بظروف صعبة جدًا في الفترة الحالية، مؤكدًا أن مصر تمارس سياسة تتسم بالتوازن والاعتدال والموضوعية .
أزمة البحر الأحمر
وألقت "تداعيات أزمة البحر الأحمر" بظلالها على عائدات قناة السويس التي تراجعت بنسبة 23,4% في العام المالي 2023/24 مقارنة بالعام المالي السابق له مسجلة 7,2 مليارات دولار، بحسب بيان من هيئة المجرى الملاحي الدولي خلال شهر يوليو/ تموز الماضي.
فمنذ نوفمبر/ تشرين الثاني، يستهدف الحوثيون بالصواريخ والمسيّرات سفنًا تجارية في البحر الأحمر وبحر العرب مرتبطة بإسرائيل أو متّجهة إلى موانئها، وذلك دعمًا للفلسطينيين في قطاع غزة الذي يشهد عدوانًا إسرائيليًا متواصلًا منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وبحسب البيان، فقد سجّلت القناة" خلال العام المالي 2023/24 عبور 20148 سفينة محققة إيرادات قدرها 7,2 مليارات دولار مقابل عبور 25911 سفينة خلال العام المالي 2022/23 بإيرادات قدرها 9,4 مليارات دولار".
وفي مصر، تبدأ السنة المالية من مطلع يوليو/ تموز كل عام وتمتد حتى نهاية يونيو/ حزيران من العام التالي.
وكان الرئيس المصري قد أكّد في فبراير/ شباط تراجع عائدات قناة السويس بنسبة تتراوح بين 40 و50%، بسبب اضطراب حركة الملاحة في البحر الأحمر، وأتى ذلك وسط أزمة اقتصادية حادة شهدتها مصر بسبب نقص النقد الأجنبي.
وتشكّل عائدات المجرى الملاحي، الذي يربط البحرين الأحمر والمتوسط وتم افتتاحه في العام 1869، أحد أبرز مصادر النقد الأجنبي في مصر، ويؤمن عبور 10% من حركة التجارة البحرية الدولية.
