السبت 5 أكتوبر / October 2024

وفاء العديني وجوليا رمضان.. شاهدتان على مأساة شعبين تغتالهما إسرائيل

وفاء العديني وجوليا رمضان.. شاهدتان على مأساة شعبين تغتالهما إسرائيل

شارك القصة

قتلت إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة 174 صحفيًا آخرهم الصحفية وفاء العديني- مواقع التواصل
قتلت إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة 174 صحفيًا آخرهم الصحفية وفاء العديني - مواقع التواصل
استهدف الاحتلال منزل الصحفية وفاء العديني في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة والناشطة جوليا رمضان شرقي صيدا جنوب لبنان.

سعت إسرائيل جاهدة، على مدار عام كامل لإسكات الصوت الفلسطيني وحصار الرواية الفلسطينية في وسائل الإعلام العالمية، ومنع وسائل الإعلام من نشر الحقيقة، وتكريس روايته والترويج لما يرتكبه من جرائم إبادة في حق الشعب الفلسطيني.

وفي سبيل ذلك، قتلت إسرائيل خلال حربها على قطاع غزة 174 صحفيًّا، معظمهم في استهدافات مباشرة، وهو الرّقم الذي لم تسجله أيّ دولة خلال الحروب في العصر الحديث.

استشهاد وفاء العديني في غزة

وفاء العديني، صحفية في قطاع غزة، ركزت نشاطها على نشر تقارير باللغة الإنكليزية، وإجراء مقابلات مع ناشطين أجانب، وتنظيم مؤتمرات وأنشطة مختلفة عبر الإنترنت باللغة الإنكليزية، لنقل الواقع الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي. 

فالدور المؤثر لوفاء في نشر الرواية الفلسطينية دوليًا، جعلها هدفًا لجيش الاحتلال. فقد انضمت وفاء إلى قافلة الشهداء الصحفيين في غزة، ليبلغ عددهم 175 صحفيًّا.

استهدف الاحتلال منزل الصحفية في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، لتذهب هي وزوجها وطفلاها ضحية للقصف.

وقد نعى منتدى الإعلاميين الفلسطينيين الصحفية، مشيرًا إلى أنها سخّرت حياتها وكرّست جهدها لنقل معاناة شعبها المظلوم، مؤكدًا أنه باستشهادها فقد الإعلام الوطني الفلسطيني صوتًا حرًا نابضًا بالحب لفلسطين وشعبها المناضل من أجل الحرية وتقرير المصير.

وكان لخبر استشهاد الصحفية وفاء وقعه على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبّر الصحفي كيت كلارينبرج عن ألمه لفقد وفاء وقال: "الصحفية الشجاعة التي خدعت الموت لفضح الإبادة الجماعية الصهيونية، وألهمت ودرَّبت أجيالًا جديدة من رواة الحقيقة، قد قتلت اليوم على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.. لقد تألمت كثيرًا".

وعلّقت الصحفية بيثاني ريلي قائلة: "تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ مقتل الصحفية وفاء العديني وزوجها وطفليها، لقد عملت مع وفاء على مدى سنوات، وهي امرأة طيبة وشجاعة بشكل لا يصدق، وكانت لا تكلّ ولا تملّ من العمل على إبقاء فلسطين في أعين الرأي العام وفضح جرائم إسرائيل.

أمّا محمد شعبان فيقول: "وفاء لم تكن صحفية فحسب، بل كانت تحتضن وتدعم الناس الطموحين وتأخذ بيد الكثير في تحقيق أهدافهم. لم يعمل أحد في الإعلام الأجنبي إلا وقد تعامل معها لطيب أثرها وحسن عملها وعطائها المستمر. نتوجع لفقد الأحبة لكنها أقدار الله فوق كل شيء". 

غارات إسرائيلية تقتل جوليا رمضان في لبنان

وليست الأصوات الفلسطينية وحدها المستهدفة من قبل الاحتلال، حيث تختلف الجغرافيا ويختلف الأشخاص، لكنّ القاتل واحد. فجوليا رمضان، شابة لبنانية في الثامنة والعشرين من عمرها، عرفت بنشاطاتها الإنسانية، إذ شرعت في تأمين المساعدات للنازحين اللبنانيين مع بدء العدوان الإسرائيلي على البلاد، وأسست منصة خاصة لذلك الغرض.

ولم تسلم جوليا التي تعيش مع عائلتها في عين الدلب شرق صيدا، من جرائم إسرائيل، خلال عملها في بيتها على نشر نداءات مساعدة من أجل النازحين في صيدا، لإنقاذهم بأسرع وقت.

لكنّ غارات الاحتلال لم تمهلها طويلًا، واستشهدت هي وأفراد من أسرتها في قصف استهدف منزلها بعد أن ظلت وقتًا طويلًا تطلب المساعدة وهي تحت الركام، غير أنَّ حالتها تدهورت سريعًا. وعندما وصلت فرق الإنقاذ، كانت جوليا قد لفظت أنفاسها الأخيرة بسبب الاختناق.

"ملاك عين الدلب"

وتحوّلت جوليا، التي كرست آخر أيامها للعمل الإنساني، اليوم إلى رمز على وسائل التواصل الاجتماعي بعد استشهادها، وأطلق عليها روّاد المنصات  لقب "ملاك عين الدلب". 

وقد علّق المدون محمد البطاط قال: "الجريمة التي ارتكبتها جوليا رمضان هي وأمها جنان أنها كانت توزع الأكل على النازحين قبل أن تغتالهم يد الحقد الصهيونية. من فلسطين إلى لبنان القاتل واحد".

وكتب محاضر جوليا الجامعي محمد عبد الله: "بكل حزن وأسى، أكتب رثاء تلميذتي التي  فقدناها اليوم، من غادرتنا باكرًا، تركت فراغًا في قلوبنا لا يملؤه زمن. لقد تركت فينا أثرًا لا يُنسى، بضحكتك وإصرارك. سنظل نذكرك بكل حب، ونعمل على تحقيق ما كنت تسعين إليه. رحمك الله، وأنت في قلوبنا إلى الأبد".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close