أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية اليوم الإثنين أن تل أبيب أخطرت الأمم المتحدة رسميًا، بإلغاء الاتفاقية التي تنظم علاقاتها مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) منذ عام 1967.
وأقرت إسرائيل في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، قانونًا يحظر على الأونروا العمل في البلاد، ويمنع السلطات الإسرائيلية من التعاون مع الوكالة التي تقدم المساعدات والخدمات التعليمية لملايين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة وغزة.
وفيي هذا الإطار، قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو دينة، إن "حكومة الاحتلال الإسرائيلي بإبلاغها الأمم المتحدة بشكل رسمي بقطع العلاقات مع وكالة "الأونروا"، تضرب بعرض الحائط جميع الأعراف والمواثيق والقرارات الدولية والقانون الدولي الإنساني".
وأضاف أن إسرائيل ماضية في استهداف "الأونروا"، بهدف تصفية قضية اللاجئين وشطب حق العودة، وعرقلة أنشطتها ودورها، داعيًا العالم إلى اتخاذ خطوات جادة وملموسة على أرض الواقع ضد إسرائيل، ومحملًا حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة لهذا القرار.
ودأبت إسرائيل على انتقاد الأونروا واتهمتها بالتحامل على تل أبيب، قائلة إنها تعمل على إدامة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني من خلال الإبقاء على الفلسطينيين في وضع لاجئ دائم.
وتزعم إسرائيل أن موظفين في الأونروا ساهموا في هجوم "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وأن "جهاز التربية التابع للوكالة يدعم الإرهاب والكراهية"، وهو ما ثبت عدم صحته. ونفت الأونروا صحة ادعاءات إسرائيل، وأكدت الأمم المتحدة أن الوكالة تلتزم الحياد وتركز حصرًا على دعم اللاجئين.
وأثار التشريع قلق الأمم المتحدة وبعض حلفاء إسرائيل الغربيين الذين يخشون من تفاقم الوضع الإنساني المتدهور بالفعل في غزة. ولا يحظر التشريع بشكل مباشر عمليات الأونروا في الضفة الغربية وغزة، وكلاهما يعتبر بموجب القانون الدولي "خارج إسرائيل"، ولكن تحت الاحتلال.
حرمان الأطفال من التعليم
وقال سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون إنه على الرغم من الأدلة القاطعة "التي قدمناها إلى الأمم المتحدة والتي تسلط الضوء على كيفية اختراق حماس للأونروا لم تفعل الأمم المتحدة شيئا لمعالجة هذا الواقع".
من جانبه، قال المفوض العام لوكالة (أونروا) فيليب لازاريني، يوم أمس الأحد، إن التركيز يجب أن ينصب على التوصل إلى اتفاق لإنهاء الصراع بقطاع غزة، "بدلاً من التركيز على حظر الوكالة أو إيجاد بدائل لها".
وأضاف في بيان نشره على حسابه عبر منصة إكس، أن "تفكيك الأونروا في غياب بديل قابل للتطبيق سيحرم الأطفال الفلسطينيين من التعلم".
وحتى أكتوبر/ تشرين الأول 2023، قدمت الأونروا التعليم لأكثر من 300 ألف فتى وفتاة في غزة، ما يشكل نصف مجموعة أطفال المدارس بالقطاع، حسب المصدر نفسه.
وتأسست الأونروا بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية للاجئين الفلسطينيين في مناطق عملياتها الخمس، الأردن، وسوريا، ولبنان، والضفة الغربية، وقطاع غزة.