استهدف حزب الله اللبناني للمرة الأولى الأربعاء مقر وزارة الأمن الإسرائيلية في تل أبيب بسرب من المسيرات الانقضاضية النوعية.
وأفاد الحزب في بيان أنه شن "عند الساعة 3:30 من بعد ظهر اليوم" و"للمرة الأولى، هجومًا جويًا بسرب من المُسيّرات الانقضاضية النوعية، على قاعدة الكرياه في مدينة تل أبيب، وأصابت أهدافها بدقة".
وأضاف أن القاعدة تشكّل مقرًا لوزارة الأمن وهيئة الأركان العامة الإسرائيلية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء أن وابلًا كثيفًا من الصواريخ أطلق من لبنان صوب إسرائيل.
اعتراض مسيرات
وقال الجيش في بيان إنه بعد انطلاق صفارات الإنذار في عدد من المناطق وسط إسرائيل، تم رصد نحو خمسة مقذوفات قادمة من لبنان.
وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت، عصر الأربعاء، اعتراض مسيرتين أطلقتا من لبنان وتسببتا في إطلاق صفارات الإنذار بمناطق واسعة شمالي إسرائيل.
ودوت صفارات الإنذار في عدة مناطق، بينها مدن عكا وصفد ونهاريا، ومحيط حيفا. وأشار مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة إلى أن صفارات الإنذار دوت في أكثر من 70 موقعًا بين حيفا وتل أبيب.
في غضون ذلك، شدد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس مساء الأربعاء، على أنه لن يسمح بتسوية مع لبنان لا تتضمن نزع سلاح "حزب الله" وانسحابه إلى ما وراء نهر الليطاني، مواصلا تصريحاته التصعيدية والمتشددة المعروفة عنه.
ويتناقض هذا الموقف من كاتس مع ما ادعاه وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في مؤتمر صحفي الإثنين، عندما قال إنه "تم إحراز تقدم" في مفاوضات وقف إطلاق النار مع لبنان.
وزير الأمن الإسرائيلي يصعد
وفي كلمة خلال زيارته الأولى لمقر القيادة الشمالية بالجيش رفقة رئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد المنطقة اللواء أوري غوردين، قال كاتس: "ضربنا حزب الله بقوة، لذلك علينا الآن أن نواصل ضربه بكل قوتنا لتحقيق ثمار النصر"، وفق إذاعة الجيش الإسرائيلي.
وأضاف: "لن نقوم بأي وقف لإطلاق النار، ولن نرفع أقدامنا عن الدواسة، ولن نسمح بأي تسوية لا تتضمن تحقيق أهداف الحرب، وهي: نزع سلاح حزب الله، وانسحاب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني، وخلق الظروف الملائمة لعودة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان".
وتابع الوزير الإسرائيلي المعين حديثًا: "علينا قبل كل شيء ضمان حق إسرائيل في العمل بمفردها ضد أي نشاط إرهابي"، على حد زعمه، في إشارة إلى مطالبات من تل أبيب بأن يسمح لها أي اتفاق مع لبنان لوقف الحرب بالعودة إلى هناك حال تعرضها إلى أي تهديد منه.
وكان الجيش الإسرائيل جدد هجماته الجوية على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية بيروت.
وفي بيان عصر الأربعاء، قال الجيش الإسرائيلي: "استكملت طائرات حربية لسلاح الجو بتوجيه من هيئة الاستخبارات العسكرية موجة جديدة من الغارات في منطقة ضاحية بيروت الجنوبية، استهدفت مستودعات أسلحة ومقر قيادة عسكرية كان يستخدمها حزب الله".
وادعى أن "هذه الغارات تأتي في إطار الضربات، التي تستهدف قدرات حزب الله، لتنفيذ مخططات ضد قوات الجيش والجبهة الداخلية في إسرائيل، وفي إطار الجهود الرامية لتدمير مواقع إنتاج وتخزين الأسلحة التي أقامها حزب الله على مدار السنين الأخيرة في قلب بيروت"، وفق تعبيراته.
ولم يعلق "حزب الله" على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي، إلا أنه نفى في بيانات سابقة وجود مستودعات أسلحة أو مواقع صواريخ ضمن الأحياء السكنية في ضاحية بيروت.