شنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد الإثنين هجومًا عنيفًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، معتبرًا أن الحكومة الحالية "تقوض أمن الدولة" وأنه بدلًا من حل مجلس الحرب يجب حل الحكومة الحالية.
واتهم لابيد رئيس الوزراء بأنه "يبيع الجنود الإسرائيليين"، في ظل الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وتأتي تصريحات لابيد غداة إبلاغ نتنياهو حكومته اعتزامه حل مجلس الحرب وإقامة "منتدى صغير" للتشاور، وفق وسائل إعلام عبرية.
كما يأتي تعليق لابيد عشية انعقاد لجنة الداخلية والأمن البرلمانية الثلاثاء لبحث قانون تجنيد المتدينين اليهود "الحريديم"، استعدادًا لعرضه للتصويت بالقراءتين الثانية والثالثة قبل أن يصبح قانونًا نافذًا.
لابيد: خيانة للجيش الإسرائيلي
في التفاصيل، فقد كتب لابيد عبر منصة "إكس": "غدًا تبدأ لجنة الشؤون الخارجية والأمن مناقشات قانون التهرب والرفض. هذه خيانة للجنود، وخيانة لجنود الاحتياط، وخيانة للطبقة الوسطى الإسرائيلية، وخيانة للجيش الإسرائيلي".
وأضاف زعيم المعارضة: "الحكومة الإسرائيلية تقوض أمن الدولة. نتنياهو يبيع جنودنا. هو وابتسامته".
وتنعقد لجنة الخارجية والأمن البرلمانية الثلاثاء لتحضير مشروع قانون تجنيد المتدينين اليهود للتصويت عليه بالقراءتين الثانية والثالثة، وذلك على وقع احتجاجات تطالب بأن ينطبق التجنيد الإجباري على كل الإسرائيليين بإسقاط حكومة نتنياهو.
والإثنين الماضي، صادق الكنيست بالقراءة الأولى، على مشروع القانون بأغلبية 63 صوتًا مقابل معارضة 57 .
أزمة تجنيد "الحريديم"
ووفق بيان للكنيست، يقترح مشروع القانون المطروح "نموذجًا جديدًا للتجنيد في الجيش لطلاب المدارس الدينية وخريجي المؤسسات التعليمية الدينية، بما في ذلك تحديث الهدف لعدد الرجال الأرثوذكس المتدينين الذين سيتم تجنيدهم سنويًا، مع زيادة بطيئة للغاية في معدلات التجنيد".
كما يقترح مشروع القانون "خفض السن الحالي للإعفاء من الخدمة الإلزامية لطلاب المدارس الدينية الحريدية، ويسمح بتقصير الخدمة للحريديم الذين يشاركون في التدريب المهني و/أو يؤدون الخدمة المدنية الوطنية بدلاً من الخدمة في الجيش الإسرائيلي"، وفق البيان.
وحاليًا، يتمكن "الحريديم" عند بلوغ 18 عامًا، وهو سن الالتحاق بالخدمة العسكرية للجميع بإسرائيل، من تجنب التجنيد في الجيش عبر الحصول على تأجيلات متكررة لمدة عام واحد بحجة الدراسة بالمدارس الدينية، إلى حين وصولهم إلى سن الإعفاء من التجنيد الذي هو 26 عامًا حاليًا.
ومن شأن مشروع القانون الجاري إقراره أن يخفض سن الإعفاء من الخدمة الإلزامية للطلاب الحريديم من 26 عامًا إلى 21.
وبينما تعارض الأحزاب الدينية تجنيد الحريديم، فإن الأحزاب العلمانية والقومية تؤيّده وتطالب المتدينين بالمشاركة في "تحمّل أعباء الحرب"، ما تسبب لنتنياهو في إشكالية تهدد ائتلافه الحاكم.
"نتنياهو يقدم رشاوى سياسية"
في السياق ذاته، نقل مراسل "العربي" أحمد جرادات قول يائير غولان رئيس حزب العمل الإسرائيلي والنائب السابق لرئيس الأركان، أن نتنياهو يقدّم "رشاوى سياسية".
ويقصد غولان وفق جرادات التلميح إلى أن رئيس الحكومة يحاول رشوة الائتلاف الحكومي، وتحديدًا طرفين فيه وهما حزبا "شاس" و"يهدوت هتوراة" وكلاهما لليهود المتدينين.
ويوضح مراسلنا أن هذين الحزبين يرفضان أي تجنيد لليهود، ويطالبان بدل ذلك بتجنيد عدد قليل من المتدينين مقابل تفرغ البقية للدراسة الدينية.
ويردف جرادات: "حصلت هذه الأحزاب على ميزانيات طائلة منذ تحالفها مع نتنياهو في حكوماته المتتالية، ومن هنا يأتي مصطلح الرشوة السياسية التي يقدمها رئيس الوزراء لهم".
ويشكل المتدينون اليهود نحو 13% من عدد سكان إسرائيل البالغ قرابة 9.7 ملايين نسمة، وهم لا يخدمون في الجيش، ويقولون إنهم يكرّسون حياتهم لدراسة التوراة.