اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن دول الغرب تسببت بمفاقمة الأزمة الروسية-الأوكرانية، منتقدًا على وجه الخصوص طريقة تعاطي الرئيس الأميركي جو بايدن معها، لافتًا إلى أنّ الأخير لم يظهر حتى الآن نهجًا إيجابيًا لخفض التوتر.
وتأتي تصريحات أردوغان التي أدلى بها خلال رحلة العودة من كييف أمس الخميس، في وقت يسعى فيه إلى استضافة قمة روسية-أوكرانية لتهدئة مخاوف الغرب من غزو روسي محتمل لأوكرانيا.
اتهامات متبادلة
ودعا الكرملين، اليوم الجمعة، إلى "عدم التسليم" باتهامات الولايات المتحدة لموسكو بالتخطيط لتصوير هجوم أوكراني مفبرك يستهدف الروس، لتبرير غزو روسي للدولة المجاورة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف ردًا على سؤال حول هذه الاتهامات: "أوصي بعدم التسليم بما يقوله أحد في هذه المسائل، وخصوصًا وزارة الخارجية" الأميركية".
وكان الناطق باسم البنتاغون جون كيربي قال أمس الخميس: "لدينا معلومات أنّ الروس يريدون على الأرجح فبركة ذريعة للغزو".
واتّهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة "زملاء غربيين" بتلفيق اتّهامات. وقال في تصريحات تلفزيونية: إنّ "الطبيعة الوهمية لمثل هذه الفبركات، وثمّة المزيد منها كل يوم، جليّة لأي خبير سياسي على قدر ما من الخبرة".
#برايس يؤكد أن #الولايات_المتحدة تعمل على ردع أي عدوان روسي ضد #أوكرانيا#روسيا تابعوا المزيد عبر البث المباشر للتلفزيون العربي على يوتيوبhttps://t.co/VLgRtlgjsi pic.twitter.com/hFOp6WaSYD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 4, 2022
وساطة تركية
وفي تصريحات للصحافيين على متن الطائرة خلال عودته من أوكرانيا، قال أردوغان: "أنظار العالم موجهة للتطورات في دونباس والمناطق الحدودية، آمل ألا يفارق السلام المنطقة". وأردف: "نرغب في عقد اجتماع رفيع بين السيدين بوتين وزيلينسكي".
ووجّه الرئيس التركي بعضًا من أشدّ انتقاداته للمواقف الأوروبية والأميركية بشأن الأزمة، وقال: "للأسف فإن الغرب لم يقدّم حتى الآن أيّ مساهمة نحو حلّ هذه المسألة. يمكنني القول إنّهم يفاقمون الأمور فحسب"، مضيفًا أنّ نظيره الأميركي "لم يتمكّن حتى الآن من إظهار مقاربة إيجابية".
وأضاف: "أبلغنا الرئيس الأوكراني زيلينسكي أننا مستعدون للمساهمة في خفض التوتر". وتابع: "في حال تكليفنا بدور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، بعد لقائي ببوتين، فإننا نقبل هذه المهمة وسنعمل على أداء المسؤولية الملقاة على عاتقنا".
تحفظ روسي
وأشاد الرئيس التركي بالمستشارة الألمانية السابقة أنغيلا ميركل وطريقة تعاطيها مع ملف أوكرانيا، معتبرًا أن أوروبا تعاني من "مشكلات كبيرة على مستوى القيادة".
ولم يفوت الرئيس التركي انتقاد التغطية الإعلامية العالمية للأزمة، ونقلت عنه شبكة "سي إن إن تورك" قوله: "أعتقد أنّ التصعيد الإعلامي الدولي للمسألة بين أوكرانيا وروسيا سبّب ضررًا أكثر منه نفعًا".
وكان أردوغان قد وقّع مع زيلينسكي اتفاقًا لتوسيع إنتاج قطع غيار في أوكرانيا، لطائرة تركية مقاتلة من دون طيار، أثار بيعها إلى كييف غضب موسكو.
وفي هذا الإطار، قال مراسل "العربي" صابر أيوب، من دونباس: إنه "على الرغم من أن تركيا على مسافة واحدة من أوكرانيا وروسيا، لكن في الوقت نفسه هناك تحفظات روسية كثيرة على تركيا في الملف الأوكراني من بينها المطالب المستمرة لأنقرة بضرورة أن تستعيد أوكرانيا شبه جزيرة القرم التي كان يقطنها حوالي مليونين من تتار القرم ذوي القومية التركية.
