طوى العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ80، وسط استمرار مجازر الاحتلال وقصف المدنيين في القطاع، تزامنًا مع مطالبات أممية بمحاكمة إسرائيل بسبب جرائمها.
وأمام هذا العدوان، استمرت المقاومة الفلسطينية في تصديها للقوات الإسرائيلية المتوغلة في القطاع، حيث أكدت استهداف جنود الاحتلال بعدد من العمليات النوعية.
كتائب القسام تستهدف قوات الاحتلال
في هذا السياق، أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، مساء الإثنين، إيقاع 40 جنديًا إسرائيليًا بين قتيل وجريح، كانوا متحصنين بأحد المنازل في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة.
وقالت الكتائب في بيان على "تلغرام": "تمكن مجاهدو القسام من استهداف قوة صهيونية خاصة مكونة من فصيل معزز قوامه 40 جنديا متحصنة في أحد المنازل في منطقة جباليا البلد شمال قطاع غزة بقذائف الـ TBG المضادة للتحصينات".
وأوضحت "القسام" أن جميع أفراد القوة الإسرائيلية سقطوا بين "قتيل وجريح".
إصابات إسرائيلية في غزة
وفي الجانب الإسرائيلي، أعلنت مستشفى "سوروكا" استقبال 18 جنديًا أصيبوا أثناء القتال بقطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، وصفت حالة أحدهم بالخطيرة، وفق إعلام عبري.
جاء ذلك وفق بيان للمستشفى الواقعة بمدينة بئر السبع (جنوب)، نقلته القناة السابعة الإسرائيلية.
وقال المستشفى: "استقبلنا 18 جريحًا من القتال في غزة خلال الـ 24 ساعة الأخيرة"، موضحة أن "حالة أحد الجنود الجرحى وُصفت بالخطيرة".
ولفت إلى أن "هناك 49 جنديًا مصابون يتلقون العلاج حاليًا في أقسام مختلفة بالمستشفى، حالة 16 منهم خطيرة".
وفي وقت سابق الإثنين، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، مقتل اثنين من جنوده، وإصابة آخر بجروح خطيرة، في معارك بشمالي قطاع غزة.
مطالبات بمحاكمة إسرائيل
من جهة أخرى، أمل المقرر الأممي المعني بالحق في السكن بالاكريشنان راجاغوبال أن "توافق المحكمة الجنائية على إنشاء محكمة لجرائم إسرائيل في غزة".
وقال راجاغوبال، في حديث إلى "العربي": يمكن الرجوع إلى مرجعيات قانونية بالجمعية العامة إذا فشلت جهود محاكمة إسرائيل.
كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها قادت بعثة إلى مستشفيات بالكاد تعمل في شمال غزة خلال نهاية الأسبوع، ووصفت اليأس المتزايد والجوع الذي دفع سكانًا لافتكاك إمدادات من شاحنة مساعدات.
وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس عبر منصة "إكس"، إن المنظمة التابعة للأمم المتحدة وشركاءها سلموا مساعدات، من بينها وقود، إلى مجمع الشفاء المدمر في مدينة غزة، الذي كان في السابق أكبر منشأة طبية وأكثرها تقدمًا في القطاع الفلسطيني.
وأوضح تيدروس أن المشاركين في بعثة 23 ديسمبر/ كانون الأول شاهدوا "يأسًا متزايدًا بسبب الجوع الحاد".
الاحتلال يؤكد استمرار عدوانه
إسرائيليًا، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أنه زار قطاع غزة الإثنين، مؤكدًا "تكثيف القتال ضد حركة حماس"، وفق تعبيره.
وقال نتانياهو في اجتماع كتلة الليكود في البرلمان الإسرائيلي: "أنا الآن عائد من غزة. نحن لا نتوقف، نواصل القتال وسنكثفه في الأيام المقبلة وسيكون قتالًا طويلًا ولم يقترب من نهايته"، وفق بيان أصدره الحزب.
بدوره، زعم وزير الأمن يوآف غالانت، بـ"عدم السماح بعودة الوضع على الحدود اللبنانية لما قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي"، متحدثًا عن "إبعاد مقاتلي "حزب الله" عن الخط الحدودي".
وقال غالانت: "لن نسمح بعودة الوضع على الحدود اللبنانية مثلما كان حتى 6 أكتوبر".
وأضاف: "نضرب حزب الله بشكل قاس للغاية، لديهم نحو 150 قتيل، لديهم الكثير من الأصول التي استهدفت".
وضع إنساني متفاقم
على صعيد متصل، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن 180 نازحة فلسطينية في مراكز الإيواء تضع مولودها يوميا في ظروف "غير آمنة"، فيما يعاني نحو 900 ألف طفل نازح من خطر "الجفاف والمجاعة والأمراض".
جاء ذلك في كلمة للمتحدث باسم الوزارة أشرف القدرة، خلال مؤتمر صحفي، عقده في مستشفى الهلال الإماراتي بمدينة رفح، جنوبي القطاع.
وأضاف القدرة: "إن 50 ألف سيدة حامل في مراكز الإيواء بلا غذاء ولا رعاية صحية وإن نحو 180 أخرى تضع مولودها يوميًا في ظروف غير آمنة وغير إنسانية".
وأوضح أن حوالي "900 ألف طفل في مراكز الإيواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وأمراض الجهاز الهضمي والتنفسي والأمراض الجلدية وفقر الدم".
وبيّن أن "70% من مرضى الفشل الكلوي يتعرضون لمخاطر صحية كارثية نتيجة القصف والنزوح وصعوبة وصولهم للخدمة غسيل الكلى وخاصة شمال غزة".
تصعيد على جبهة لبنان
وعلى جبهة لبنان، أعلن حزب الله استهدافه تجمعًا لجنود الاحتلال في محيط ثكنة ميتات الحدودية بالأسلحة المناسبة.
وكان الحزب قد نشر مقاطع أظهرت استهدافه قرية صلحة المحتلة جنوبي لبنان، دعمًا للفلسطينيين والمقاومة في قطاع غزة، وردًا على الاعتداءات الإسرائيلية على جنوبي لبنان.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام - لبنان، استهداف مراكز للاحتلال على الحدود بعدد من الصواريخ.
وكان مراسل "العربي" من القدس المحتلة قد أفاد بـ"تطور الوضع في الجبهة الشمالية الإسرائيلية، وعلى وجه الخصوص مع تزايد تبادل القصف بين حزب الله وجيش الاحتلال".
وقال مراسلنا أحمد جرادات: إن هذه الجبهة ولدّت خلافًا داخل كبينت الحرب وتحدثت عنه وسائل إعلام إسرائيلية في الأيام الأخيرة، حيث كان هناك مقترح للذهاب لضربة استباقية ضد حزب الله. لكن نتنياهو أوقف هذا القرار الذي تقدم به الوزير المتطرف إيتمار بن غفير".
البابا: وضع إنساني يائس في غزة
وعلى صعيد المواقف الدولية، أدان البابا فرنسيس في رسالة الميلاد الإثنين "الوضع الإنساني اليائس" للفلسطينيين في غزة، داعيًا لوقف العدوان على غزة والإفراج عن المحتجزين الذين ما زالوا في القطاع.
وقال: "أناشد أن تتوقف العمليات العسكرية، وتبعاتها المرعبة، بسقوطٍ للضحايا المدنيين الأبرياء، أطلب أن يتمّ معالجة الوضع الإنساني اليائس من خلال السماح بوصول المساعدات".
من جهتها، انتقدت النائبة الأيرلندية في البرلمان الأوروبي كلير دالي مجددًا رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بسبب موقفها من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، واصفة إياها بـ "سيدة الإبادة الجماعية".
واتهمت دالي، خلال خطابها في البرلمان الأوروبي الإثنين، فون دير لاين بتجاوز السياسات الخارجية "لتشجيع نظام فصل عنصري وحشي".
وأضافت: "مع هؤلاء المدافعين عن الديمقراطية مثل فون دير لاين، أعتقد أنني سأعبر عن رأي العديد من المواطنين الأوروبيين عندما أقول: لا شكراً لك، يا سيدة الإبادة الجماعية".
