الجمعة 13 Sep / September 2024

أسلحة بريطانية لأوكرانيا وزيلينسكي يزور الجبهة.. ما الهدف من قصف كييف؟

أسلحة بريطانية لأوكرانيا وزيلينسكي يزور الجبهة.. ما الهدف من قصف كييف؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش أسباب الهجوم الروسي مجددًا على العاصمة الأوكرانية كييف (الصورة: رويترز)
أكدت وزارة الدفاع البريطانية في بيان أن أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (M270 MLRS) ستزيد بشكل كبير قدرات القوات الأوكرانية.

بهدف مواجهة الهجوم الروسي، تعتزم المملكة المتحدة تزويد أوكرانيا بقاذفات صواريخ يصل مداها إلى 80 كيلومترًا، على ما أعلنت وزارة الدفاع البريطانية الإثنين.

وأكدت الوزارة في بيان أن أنظمة إطلاق الصواريخ المتعددة (M270 MLRS) "ستزيد بشكل كبير قدرات القوات الأوكرانية".

طلب الدعم العسكري

واتُخذ هذا القرار "بتنسيق وثيق" مع الولايات المتحدة التي أعلنت من جهتها الأسبوع الماضي أن حزمة المساعدات الجديدة التي سترسلها إلى أوكرانيا للتصدي للهجوم الروسي تشمل خصوصًا راجمات صواريخ طراز "هيمارس".

وما انفك الأوكرانيون يطالبون منذ أسابيع بقاذفات صواريخ متعددة تسمح لهم بضرب المواقع الروسية. وحرصًا منه على تجنب اعتبار الولايات المتحدة طرفًا في الحرب، استبعد الرئيس الأميركي جو بايدن تسليم أنظمة قاذفات صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا يمكن أن تصل إلى روسيا، رغم الطلبات المتكررة من كييف للحصول على أسلحة كهذه.

في المقابل، حذّر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأحد من أن موسكو ستستهدف مواقع جديدة إذا سلّم الغرب صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا.

وكانت وكالات إخبارية روسية نقلت عن بوتين قوله: إنه إذا تم تسليم صواريخ إلى أوكرانيا "فسنستخلص النتائج المناسبة ونستخدم أسلحتنا لضرب مواقع لم نستهدفها حتى الآن"، دون أن يحدد الأهداف التي يتحدث عنها.

من جهته، صرّح وزير الدفاع البريطاني بن والاس: "إذا حافظ المجتمع الدولي على دعمه فإن أوكرانيا يمكنها الانتصار".

وأضاف: "إستراتيجية روسيا تتغير، ودعمنا يجب أن يتغير أيضًا"، مشددًا على أن هذه الأسلحة الجديدة ستتيح للأوكرانيين "حماية أنفسهم بشكل أفضل من الاستخدام الوحشي للمدفعية البعيدة المدى التي استخدمتها قوات بوتين بشكل عشوائي لهدم المدن".

وبلغ الدعم العسكري البريطاني لأوكرانيا حتى الآن أكثر من 750 مليون جنيه إسترليني (874 مليون يورو).

زيلينسكي يزور بلدتين قرب جبهة القتال

وعلى الصعيد الميداني، زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الأحد بلدتين قرب جبهة القتال ضد الجيش الروسي بعد أن التقى مع القوات في منطقة زابوريجيا.

وفي تسجيل مصور ليلي، قال زيلينسكي: "بعد الزيارة ذهبت مع رئيس مكتبي إلى الشرق. كنا في ليسيتشانسك وسوليدار".

وأضاف: "أنا فخور بكل من التقيت به وكل من صافحته وكل من تواصلت معه وعبرت عن دعمي".

وتقع ليسيتشانسك في إقليم لوغانسك فيما تقع سوليدار في إقليم دونيتسك. ويشكل الإقليمان منطقة دونباس، محور تقدم روسيا في شرق أوكرانيا.

وسبق لزيلينسكي أن زار خطوط الجبهة في مايو/ أيار في منطقة خاركيف.

وقال الجنرال السابق في الجيش الأسترالي ميك راين: إن "توجه زيلينسكي إلى ساحة المعركة أعطاه لمحة عامة مهمة عن العمليات العسكرية وسمح له بتعزيز الروح المعنوية لقواته في الخطوط الأمامية".

معركة السيطرة على "سيفيرودونتسك"

في غضون ذلك، قتل أمس الأحد جنرال روسي في شرق أوكرانيا، حسبما أفاد مراسل لإحدى القنوات الإعلام الروسي، مما يزيد من الخسائر البشرية التي مُنيت بها موسكو في كبار الضباط.

ولم يذكر التقرير، الذي نشره مراسل التلفزيون الحكومي ألكسندر سلادكوف على تطبيق تلغرام، متى وأين قُتل الجنرال رومان كوتوزوف، كما لم يصدر تعليق حتى الآن من وزارة الدفاع الروسية.

من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية تدمير مدرعات ودبابات سلمتها دول أوروبية إلى أوكرانيا في ضربات جوية استهدفت العاصمة كييف.

من جانبه، نفى رئيس الشركة العامة الأوكرانية للسكك الحديدية المزاعم الروسية، مؤكدًا أن 4 صواريخ روسية أصابت مصنعًا لتصليح مقطورات الحبوب بهدف حرمان البلاد من تصدير منتجاتها إلى الغرب.

إلى ذلك، اشتدت معركة السيطرة على مدينة سيفيرودونتسك الشرقية ذات الأهمية الإستراتيجية، مع إعلان حاكم منطقة لوغانسك سيرغي غايداي في مقابلة بثت على منصات التواصل الاجتماعي أن "قواتنا المسلحة طهّرت نصف" هذه المدينة الصناعية من القوات الروسية، مضيفًا أن "نصف المدينة بات تحت سيطرة قواتنا".

أسباب الهجوم الروسي على كييف

وفي هذا الإطار، أوضح الأكاديمي والباحث السياسي خليل عزيمة، أن الهجوم مجددًا على كييف جاء نتيجة الضربات القاسية التي تتعرض لها موسكو في سيفيرودونيتسك خلال اليومين الأخيرين، كما أن روسيا تريد من هذه الخطوة إعادة توسيع دائرة الحرب، مضيفًا أن الهجوم يأتي أيضًا نتيجة استمرار الدول الغربية والولايات المتحدة بإمداد أوكرانيا بالسلاح.

وفي حديث لـ"العربي" من العاصمة الألمانية برلين، لفت إلى أن روسيا ليست بالقوة اللازمة لإعادة استهداف كييف، مشيرًا إلى إمكانية فتح جبهة شمالية غربية في أوكرانيا، إذا استطاعت بيلاروسيا إقناع جيشها بالمشاركة في العملية العسكرية الروسية.

لكنه قال إن ذلك يعتمد على الأوضاع الميدانية في الجنوب الشرقي لا سيما في دونباس الأوكرانية، حيث تتقدم القوات الروسية ببطء في تلك المناطق نظرًا للمقاومة الأوكرانية بالإضافة لتزيدها بالأسلحة الغربية.

وتعد المدينة الأكبر التي ما تزال خاضعة لسيطرة القوات الأوكرانية في منطقة لوغانسك التابعة لدونباس، حيث تتقدّم القوات الروسية تدريجيا بعدما انسحبت أو هُزمت في أجزاء أخرى من البلاد، بما في ذلك كييف.

وقتل آلاف المدنيين وأجبر الملايين على الفرار من ديارهم منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

وتسيطر القوات الروسية حاليًا على خمس الأراضي الأوكرانية، بحسب كييف، بينما فرضت موسكو حصارًا على الموانئ المطلة على البحر الأسود، ما أثار مخاوف من أزمة غذاء عالمية. وتعد أوكرانيا وروسيا من بين أكبر الدول المصدّرة للقمح في العالم.

وأفادت الأمم المتحدة بأنها تقود مفاوضات مكثّفة مع روسيا للسماح بمغادرة شحنات محاصيل الحبوب الأوكرانية البلاد.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close