رصد فريق "العربي" اليوم الخميس مكان ومحيط المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مستشفى الأمل، ومقر الهلال الأحمر الفلسطيني في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وأسفرت تلك المجزرة المروّعة، مساء أمس الأربعاء، عن استشهاد 30 فلسطينيًا وإصابة العشرات منهم، حيث قال مراسل "العربي" أحمد البطة، إن الاحتلال تعمد قصف هذه المنطقة المكتظة بالسكان غربي خانيونس، والتي تعج بالمباني السكنية المليئة بالنازحين، من خلال قصف مدفعي متواصل.
"لم أعرفهم وسط الأشلاء"
وأفاد مراسل "العربي" بأن حصيلة الشهداء كانت لتكون أكبر، حيث لم تنفجر بعض القذائف، فيما روى شاهد عيان لـ"العربي" التفاصيل المروّعة للحظة وقوع المجزرة، وقال: "كنا موجودين كمجموعة من المدنيين أمام منزلنا، دخلت لجلب المياه، لأعود وأرى القذائف وقد حولتهم إلى أشلاء، لقد علقت تلك الأشلاء على الجدران".
وتابع الشاهد: "ليس للناس هنا علاقة بالمقاومة، هم مدنيون، ولم أعرف خلال تلك اللحظة لمن تعود تلك الأشلاء، سواء لأخي أو جاري، أو صديقي، لقد استشهد أخي، و7 من جيراني، غير المارين، والنازحين، وقد انتشرت ألعاب الأطفال على الطريق، بعد أن طارت من النوافذ".
ورصدت كاميرا "العربي" الدمار الذي خلفته القذائف مكان المجزرة، وآثار الدماء على الإسفلت وعلى الجدران، في منطقة تعد كما يدعي جيش الاحتلال أنها "منطقة آمنة"، رغم أنها تتعرض على مدار الساعة لقصف بالقذائف من قبل الجيش الإسرائيلي وصواريخ طائراته، وفق ما أفاد مراسل "العربي".
مجازر متنقلة
ودخل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الـ83، مع ارتفاع أعداد الشهداء الفلسطينيين، والذي بلغ 21110 فلسطينيًا بينهم 8800 طفل و6300 امرأة، فيما قالت مصادر صحية، إنّ الاحتلال ارتكب 16 مجزرة بحق عوائل بكاملها، راح ضحيتها 195 شهيدًا و325 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية فقط.
وأفاد مراسل "العربي" باستشهاد 17 فلسطينيًا على الأقل في غارات إسرائيلية ليلية على مناطق وسط القطاع، حيث تشتد الاشتباكات بين المقاومة الفلسطينية والقوات الإسرائيلية المتوغلة في أكثر من محور داخل القطاع.
بدورها، قالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا": إنّ الاحتلال استهدف سيارة مدنية كانت تنقل جرحى من دير البلح ما أدى إلى استشهاد جميع ركابها. وأفادت مصادر محلية للوكالة نفسها باستشهاد 7 فلسطينيين على الأقل في غارة على منزل بمخيم النصيرات وسط القطاع.
