تختتم اليوم الأحد فعاليات النسخة الأولى من المهرجان الوطني لفن "الملحون" في مدينة القنيطرة بالمغرب.
ويعد الملحون من أشهر وأعرق الأنماط الموسيقية، حيث نشأ في منطقة تافيلالت في الجنوب الشرقي للمغرب، ثم تطور وتشكلت ملامحه الفنية في مدن أخرى بالمملكة.
ويتميز فن الملحون بإيقاعاته الخاصة وبأشعاره الزجلة المعبرة عن قضايا الوطن بمختلف تشعباتها.
وخرج الملحون من الأمسيات الشعبية لمنطقة تافيلالت، قبل أن يصير فنًا عربيًا له مناسباته وطقوسه، إذ إنه تشكل من ممثلين عن فرقه من مدن كثيرة، لينتشر بذلك على خارطة البلد.
وفي دورته الأولى لم يحتف المهرجان بفن الملحون فحسب، بل كرم رواده أيضًا، منهم الفنانة ماجدة اليحياوي التي تتلمذت على أشهر رواد هذا الفن قبل أن تصبح بدورها من أشهر سفرائه.
وفي حديث لـ"العربي"، تقول الفنانة اليحياوي: إن "تكريمي هو تكريم للتراث المغربي، وهو وقفة مع حضارتنا، ومع هويتنا الثقافية، ولهذا تجد أن كل الحضور سعيد بهذا اللقاء لأننا نتكلم اللغة نفسها ولدينا الأحاسيس نفسها".
فن الملحون
وتعود البدايات الأولى لفن الملحون إلى قرون خلت، فقد انطلق من الجنوب الشرقي للبلاد قبل أن يتطور في كبريات المدن التاريخية مثل مكناس وفاس ومراكش وسلا والرباط وغيرها.
"فن الملحون".. فرصة للتعريف بأشهر أنماط الموسيقى المغربية #المغرب تقرير: يوسف البقالي pic.twitter.com/X2bqsxdEwh
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) August 27, 2023
قصائده متعددة الأغراض ومواضيعه تشكل في أغلب الأحيان وثائق تاريخية تروي أجزاء من تاريخ المغرب السياسي والاجتماعي، وتوثق يوميات الناس ومعاشهم.
هو فن عريق شكل على امتداد سنين طويلة ديوانًا مفتوحًا متسلسلًا يرصد أحوال الناس ويومياتهم على فترات تاريخية واجتماعية مختلفة.
وفي حديث سابق لـ"العربي"، قال عبد المجيد فنيش مدير مهرجان مقامات: إن "الملحون متجذر في المغرب وتتناقله الأجيال حتى وصل إلى الجيل الحاضر، خاصة وأنه خلق لنفسه تكيفا مع كل الأزمنة، ولم يتوقف عند الأغراض التقليدية في الشعر".