على وقع الحرب الروسية على أوكرانيا، أجرى رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، اليوم الثلاثاء، زيارة إلى روسيا التقى خلالها الرئيس فلاديمير بوتين كأول رئيس عربي يلتقي هذا الأخير منذ بدء الحرب قبل أقل من ثمانية أشهر.
وعقد الرئيسان جلسة محادثات ثنائية في مدينة سانت بطرسبورغ الروسية. ووفق السفارة الإماراتية في موسكو فإن "زيارة الشيخ محمد بن زايد إلى روسيا تتم في إطار نية الإمارات للإسهام بقسطها في إحلال السلام والاستقرار في العالم والمنطقة".
وتعد زيارة رئيس الإمارات إلى روسيا الثالثة خارجيًا منذ توليه منصبه في 14 مايو/ أيار الماضي، بعد فرنسا في يوليو/ تموز وسلطنة عُمان سبتمبر/ أيلول الماضي.
وخلال اللقاء، قال الرئيس الروسي، إن بلاده والإمارات تعملان بشكل نشط في إطار "أوبك+" من أجل تحقيق استقرار في أسواق الطاقة العالمية، وإن تحركات المجموعة ليست موجهة ضد أي طرف.
ومنذ إعلان الحرب على أوكرانيا، تغيّرت إمدادات النفط وتقلّبت إثر ذلك الأسعار التي ألقت بظلالها على الأسواق ومعدلات التضخم.
ووصل الأمر حد إعلان تحالف "أوبك +" على تخفيض إنتاج النفط إلى مليوني برميل يوميًا، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي جو بايدن للإعراب عن خيبة أمله تجاه القرار، واصفًا إياه بـ"القصير النظر".
من جانبه، أشار الرئيس الإماراتي خلال لقاء نظيره الروسي، إلى زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين في السنوات الأخيرة رغم ظروف جائحة كوفيد-19، وتزايد عدد السياح الروس الذين يزورون الإمارات.
ولفت إلى أن هناك 4000 شركة روسية تعمل في الإمارات، معربًا عن أمله في مضاعفة مؤشرات التعاون بين البلدين في السنوات المقبلة.
مساعٍ إماراتية لخفض التصعيد بأوكرانيا
ويوم أمس الإثنين، أعلنت الإمارات، أن اللقاء يأتي "ضمن مساعٍ إماراتية لخفض التصعيد العسكري بالأزمة الأوكرانية"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية (وام).
وأكدت الإمارات على "استعدادها التام لدعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا"، مجددة موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي.
وما تزال الحرب في أوكرانيا مشتعلة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي، والتي أخذت تداعيات أكبر عقب ضم روسيا أربع مناطق أوكرانية محتلة غالبيتها جزئيًا وهي لوغانسك ودونيتسك وخيرسون وزابوريجيا.
تصعيد في ساحة أوكرانيا
وعقب ذلك، شنت روسيا ضربات جوية طويلة المدى على البنية التحتية للطاقة والجيش في أوكرانيا، واعتبرت الأمم المتحدة، أن القصف الروسي "قد يمثل انتهاكًا" لقانون الحرب وجرائم حرب إذا تبيّن أن الأهداف المدنية استُهدفت عمدًا.
وأمام التصعيد، دعت تركيا التي تعد طرفًا مقبولًا من موسكو وكييف، اليوم الثلاثاء إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا في أقرب وقت ممكن، مشيرة إلى أن تواصل الحرب يبعد الطرفين أكثر عن المسار الدبلوماسي.
ولطالما حاول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جمع نظيريْه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإجراء محادثات سلام في إسطنبول.