الجمعة 13 Sep / September 2024

أول انتخابات أميركية تتأثر بالذكاء الاصطناعي.. تخوف من تداعيات التزييف

أول انتخابات أميركية تتأثر بالذكاء الاصطناعي.. تخوف من تداعيات التزييف

شارك القصة

جرى تداول تسجيل مصوّر يسخر من مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية "التزييف العميق"- رويترز
جرى تداول تسجيل مصوّر يسخر من مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية "التزييف العميق"- رويترز
يحذّر باحثون من إمكانية استخدام التزييف بواسطة التكنولوجيا لجذب الناخبين الأميركيين باتّجاه مرشّح ما أو دفعهم للوقوف ضدّه أو حتى تجنّب الانتخابات كليّا.

تثير المعلومات السياسية المضللة التي يغذيها الذكاء الاصطناعي القلق حيال إمكانية التلاعب بالناخبين مع احتدام سباق الرئاسة الأميركية.

فعلى صفحات التواصل الاجتماعي تم تداول تسجيل مصوّر يسخر من مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس بالاعتماد على تقنية "التزييف العميق"، كما انتشرت لقطات للرئيس الأميركي جو بايدن تمّت معالجتها وهو يقول التعابير النابية وصورة مزيفة لتوقيف المرشح الجمهوري دونالد ترمب. 

وفي إطار ما تم وصفها بأول انتخابات أميركية تتأثّر بالذكاء الاصطناعي في نوفمبر/ تشرين الثاني، يحذّر باحثون من إمكانية استخدام التزييف بواسطة التكنولوجيا لجذب الناخبين نحو مرشّح ما أو دفعهم للوقوف ضدّه أو حتى تجنّب الانتخابات كليًّا، ما يثير القلق في بيئة تعاني في الأساس من الاستقطاب الشديد.

دعوات لتوفير الحماية من الذكاء الاصطناعي التوليدي

وبسبب موجة المعلومات المضللة، تجددت مؤخرًا الدعوات لعمالقة التكنولوجيا الذين تراجع العديد منهم عن مراقبة محتوى مواقع التواصل الاجتماعي، لتعزيز الحماية حول الذكاء الاصطناعي التوليدي قبل الانتخابات.

والأسبوع الماضي، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة لمشاركته تسجيلًا مصوّرًا يعتمد على تقنية "التزييف العميق" يظهر نائبة الرئيس هاريس التي ستكون مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليونًا على "إكس". 

ويصف صوت في التصوير يقلّد صوت هاريس الرئيس جو بايدن بـ"الخرف" ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف "ألف باء الحكم". ولم يحمل التسجيل أي مؤشر على أنه مجرّد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقًا أن التسجيل المصوّر كان هدفه السخرية فحسب.

وقبل أسابيع، أظهرت صورة تمّت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الشرطة وهي توقف ترمب بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلّق بأموال تم دفعها لإسكات نجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز. لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا بأن الصورة اعتمدت على تقنية "التزييف العميق".

"توتر حزبي" 

ونقلت وكالة "فرانس برس" عن المؤسس المشارك لـCivAI لوكاس هانسن قوله إن "هذه الأمثلة الأخيرة تدل إلى حد كبير على الكيفية التي سيتم من خلالها استخدام التسجيلات المعتمدة على التزييف العميق في السياسة من الآن فصاعدًا".

وأضاف: "بينما تعد المعلومات المضللة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي مصدر قلق بكل تأكيد، فإن تطبيقها على الأرجح سيتم عبر الصور والتسجيلات المصوّرة المفبركة الهادفة لإثارة الغضب ومفاقمة التوتر الحزبي".

واستعرض هانسن كيف يمكن لروبوت دردشة واحد يستخدم الذكاء الاصطناعي أن يؤثر على نسب مشاركة الناخبين عبر إصدار مجموعة كبيرة من التغريدات الكاذبة.

غضب حيال العملية الانتخابية

ويحذّر مراقبون من أن هذا النوع من التزييف على نطاق واسع يحمل خطر إثارة الغضب في الأوساط العامة حيال العملية الانتخابية.

ووفق استطلاع نشرته العام الماضي مجموعة "أكسيوس" الإعلامية وشركة "مورنينغ كونسالت" للمعلومات التجارية، يتوقّع أكثر من 50% من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024. 

وأقرّ حوالي ثلث الأميركيين بأن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع. وذكرت عدة شركات تكنولوجيا عملاقة أنها تعمل على أنظمة تصنّف المحتوى المولّد عبر الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا في أبريل/ نيسان، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.

تابع القراءة
المصادر:
فرانس برس
Close