أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي بإخفاقه الأمني خلال عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول.
فقد أشار جيش الاحتلال في تقرير نشره، الخميس، إلى أنه لم يتمكن من حماية مستوطني كيبوتس بيئيري، إحدى المستوطنات الإسرائيلية، والقواعد العسكرية، التي تعرضت لأسوأ أضرار في عملية "طوفان الأقصى".
ووفقًا لإحصاءات إسرائيلية، قتل في الهجوم على بئيري أكثر من 100 واحتجز أسرى من هذا التجمع في قطاع غزة، ولا يزال 11 منهم هناك، حيث يبلغ عدد سكان الكيبوتس نحو ألف إسرائيلي.
"الجيش تدخل بعد ساعات في بئيري"
وقال جيش الاحتلال، إن التحقيق تناول سلسلة الأحداث والقتال وسلوك القوات الأمنية خلال يوم الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية.
وخلص التحقيق إلى أن الجيش لم يكن مستعدًا لسيناريو التسلل الكبير لمسلحين إلى إسرائيل، ولم تكن لديه قوات كافية في المنطقة، ولم تكن لديه الصورة الكاملة للأحداث حتى الظهر، أي بعد بضع ساعات من بدء الهجوم، بالإضافة إلى أنه لم يحذر سكان بئيري بالصورة الملائمة وأن قتاله لم يكن منسقًا.
لكن التحقيق لم يجد خطأ في إطلاق دبابة النار على منزل كان عناصر المقاومة يحتجزون فيه نحو 15 رهينة، وهو حادث أثار انتقادات في إسرائيل لتعريض المدنيين للخطر.
وجاء في ملخص الجيش: "بعد سماع دوي إطلاق النار من المنزل وإعلان الإرهابيين نيتهم قتل أنفسهم والرهائن، قررت القوات اقتحامه من أجل إنقاذ الرهائن"، وفق قوله.
وأضاف الملخص: "وجد الفريق أن المدنيين داخل المنزل لم تصبهم قذائف الدبابة"، إلا أنه يتعين إجراء مزيد من التحقيقات لتحديد الكيفية التي لقي بها الرهائن حتفهم في ظل وجود علامات تشير إلى أن المسلحين قتلوهم".
ودعا وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الخميس إلى إجراء تحقيق رسمي في الإخفاق الأمني والفشل الاستخباراتي والعملياتي في هجوم السابع من أكتوبر.
وقال غالانت إن التحقيق يجب أن يشمله هو نفسه ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. ورفض نتنياهو دعوات سابقة لفتح تحقيق رسمي.
وقدم الجيش تقريره إلى سكان بئيري، وكثير منهم بين عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تركوا منازلهم منذ هجوم السابع من أكتوبر.
"استعادة الشعور بالأمان"
وقالت ميري جاد ميسيكا إحدى ساكنات تجمع بئيري: "لم أكن بحاجة إلى كل هذه التفاصيل". وأضافت: "ما يهمني هو سبب ما حدث، والكيفية التي يمكننا بها منعه من الحدوث مجددًا، والكيفية التي يمكننا بها إعادة رهائننا، والكيفية التي يمكننا بها الشعور بالأمن من جديد".
وقال سكان بيئيري في بيان: إن "التحقيق كان معمقًا وساعد أعضاء التجمع على فهم تعقيدات المعارك في مختلف المناطق. نعتبر أن من المهم جدًا أن يتحمل الجيش مسؤولياته في فشله الكامل في حمايتنا وطلبه العفو لأنه تركنا على مدى ساعات، فيما كنا نتعرض لهجوم مؤذ غير مسبوق".
وأحد الأسئلة التي طرحت في التقرير، بحسب بيان بيئيري، هو عدم وجود إجابات على عدة نقاط "حساسة" مثل السبب الذي أدى إلى هذا الهجوم وواقع أن الجنود المتمركزين أمام المجمع السكني لساعات لم يدخلوا في قتال مع عناصر حماس فيما كان "التجمع يحترق وسكانه يستنجدون طلبًا للمساعدة".