الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

إدانة روسيا في "العدل الدولية".. بايدن يعلن دعم أوكرانيا بأسلحة جديدة

إدانة روسيا في "العدل الدولية".. بايدن يعلن دعم أوكرانيا بأسلحة جديدة

شارك القصة

تقرير يلقي الضوء على مسار المفاوضات الروسية الأوكرانية (الصورة: غيتي)
على وقع المحاولات الدولية لإنهاء الحرب، أكدت منظمة الصحة أنها لم تشهد من قبل عددًا كبيرًا من الهجمات على منشآت الرعاية الصحية مثل الذي تتعرض له أوكرانيا حاليًا.

تطوي الحرب الروسية على أوكرانيا أسبوعها الثالث، في وقت تستمر فيه العمليات العسكرية على وقع المساعي الدبلوماسية لإنهاء العمليات العسكرية بين البلدين الجارين.

وتعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأربعاء بتخصيص سلسلة من المساعدات المالية للأفراد والشركات من أجل التعامل مع حزم العقوبات الغربية على موسكو، في وقت أكد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن تقديم المزيد من المساعدات لأوكرانيا.

على الأرض، يستمر تقدّم القوات الروسية نحو العاصمة كييف، وسط اتهامات لموسكو باستهداف المدنيين.

مواجهة العقوبات الغربية

مقرًا بأن الوضع "ليس سهلًا" وبارتفاع معدلات التضخم، تعهد الرئيس الروسي بزيادة "رواتب الموظفين الحكوميين والمعاشات التقاعدية وإزالة العقبات الإدارية أمام الأعمال التجارية".

وخلال اجتماع حكومي بث على التلفزيون، قال بوتين: إن موسكو أحبطت "الحرب الخاطفة" الاقتصادية الغربية التي تهدف إلى "تدمير" روسيا.

وحاول الرئيس طمأنة المواطنين، قائلًا: "اقتصادنا وموازنة الدولة والشركات الخاصة لديها كل الموارد اللازمة لأداء المهام على المدى الطويل".

واعتبر أنه "حتى في الوضع الحالي، يجب أن نتوصل إلى خفض الفقر والتفاوت الاجتماعي".

ووصف الوضع الراهن بأنه "اختبار" يجب أن "يرص صفوف" كل الروس، مؤكدًا أنه سيتم تجاوزه. وقال: "بكرامة وبالعمل الجاد والعمل المشترك والدعم سنتغلب على كل الصعوبات".

كما أكد أن الشركات الخاصة يجب أن تمارس "دورًا أساسيًا لتجاوز المشاكل الراهنة". ومن أجل تحقيق ذلك، وعد "بأقصى قدر من الحرية في تنظيم المشاريع"، مطالبًا حكومته "بإلغاء الحواجز الإدارية".

وأكد أيضًا أن المناطق والشركات ستستفيد من خطوط ائتمان إضافية وأن طلبيات الدولة ستزداد.

وندد بوتين بشدة بالعقوبات التي استهدفت احتياطي الدولة الروسية.

وأضاف بوتين: أن "الاقتصاد الروسي سيتكيف بالتأكيد مع الوقائع الجديدة"، واعدًا أيضًا بمساعدة للقطاع الزراعي الذي يعد أساسيًا للبلاد.

مساعدات أميركية جديدة

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن عن مساعدات عسكرية جديدة بقيمة مليار دولار وإرسال أسلحة ذات مدى أبعد إلى أوكرانيا الأربعاء، مؤكدًا على دعم الولايات المتحدة "غير المسبوق" لحليفتها في حربها مع روسيا.

ويشمل التمويل الذي تم إقراره في وقت تضيّق القوات الروسية الخناق على العاصمة الأوكرانية المحاصرة كييف، مبلغًا قدره 200 مليون دولار تم تخصيصه نهاية الأسبوع، إضافة إلى 800 مليون دولار كتمويل جديد ضمن حزمة مساعدات أقرّها الكونغرس الأسبوع الماضي.

وقال بايدن: "هذه تحويلات مباشرة للمعدات من وزارة دفاعنا إلى الجيش الأوكراني لمساعدته في وقت يقاتل ضد هذا الغزو". كما أعلن عن مساعدة أميركية لأوكرانيا للحصول على "أنظمة إضافية مضادة للطائرات بمدى أبعد".

وكما كان متوقعًا، لم يشر بايدن إلى فكرة فرض الغرب منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، والتي رفضها حلف شمال الأطلسي مرارًا خشية تصعيد من شأنه أن يجر الحلف إلى مواجهة مباشرة مع القوات الروسية.

واختار البيت الأبيض زيادة مساعداته العسكرية إلى أوكرانيا معلنا بأنها ستحصل على 800 نظام مضاد للطائرات من طراز "ستينغر" و9000 سلاح مضاد للدبابات و7000 سلاح خفيف و20 مليون قطعة ذخيرة.

كما ستزوّد واشنطن كييف بمئة طائرة مسيّرة قال بايدن عنها: "إنها تعكس التزامنا إرسال أحدث أنظمتنا إلى أوكرانيا".

مطالب أوكرانية للغرب

في السياق نفسه، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، الولايات المتحدة بتقديم مزيد من الدعم العسكري لبلاده لمواجهة الهجوم الروسي.

جاد ذلك خلال كلمة ألقاها زيلينسكي عبر الإنترنت، أمام الكونغرس الأميركي، بشأن العملية العسكرية الروسية التي تشنها موسكو على أوكرانيا.

وقال: "تقديم المزيد من المساعدات العسكرية يساعد على حماية مجالنا الجوي". وأشار إلى أن موسكو "حولت سماء أوكرانيا لمصدر لهلاك الآلاف".

ودعا زيلينسكي واشنطن لتكثيف العقوبات المفروضة على روسيا لردعها عن عمليتها العسكرية، بما يشمل سحب كل الأعمال الأميركية منها.

وشبه زيلينسكي الرعب الذي يشعر به الأوكرانيون جراء الهجوم الروسي بـ"هجمات بيرل هاربور و11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة".

وتابع: "هذا رعب لم تشهده أوروبا، ولم يشاهد منذ 80 عامًا".

وتوجه زيلينسكي إلى الرئيس الأميركي جو بايدن قائلًا: "أن تكون قائد العالم هو أن تكون قائد السلام".

دعوة من الناتو لموسكو

على صعيد المواقف أيضًا، قال أمين عام حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ بعد اجتماع لوزراء دفاع دول الحلف: "ندعو روسيا لسحب قواتها، لكن لا خطط لدينا لنشر قوات من حلف شمال الأطلسي على الأرض في أوكرانيا".

وأضاف: "على الأرض، يجب أن يتضمن وضعنا الجديد عددًا أكبر بكثير من القوات في الجزء الشرقي للتحالف، في درجة أعلى من التأهب مع المزيد من المعدات والإمدادات المتمركزة مسبقًا".

وتابع: نحن نواجه واقعًا جديدًا لأمننا. يجب علينا إذًا إعادة ضبط دفاعنا الجماعي والردع على المدى الطويل".

وأردف ستولتنبرغ قائلًا: "لا نريد أن تمتدّ الحرب إلى أبعد من أوكرانيا". وأشار إلى أن "الوضع قد يزداد سوءًا وقد يتحوّل إلى حرب بين حلف شمال الأطلسي وروسيا".

ولدى سؤاله عن قرار الرئيس الأوكراني التخلي عن طلب الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، أشار ستولتنبرغ إلى أن أوكرانيا "دولة ذات سيادة"، موضحًا أن "الأمر متروك لحكومتها لتقرر ما إذا كانت ترغب في أن تصبح عضوًا في الناتو أم لا. وليس على روسيا أن ترفض".

وأشار إلى أن "مئات الآلاف من الجنود هم في حالة تأهّب، أكثر من مئة ألف جندي أميركي يتواجدون في أوروبا وأكثر من 40 ألف جندي هم تحت القيادة المباشرة للناتو في الجزء الشرقي من الحلف".

الواقع الميداني

ميدانيًا، أعلنت سلطات مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة الأربعاء أن القوات الروسية قصفت مسرحًا يؤوي "مئات" المدنيين.

وقالت سلطات ماريوبول على تلغرام: "دمّرت روسيا عمدًا مسرح الدراما، حيث يختبئ مئات الأشخاص".

ونشر مسؤولون صورة من مبنى المسرح، الذي تدمّر قسم في منتصفه بالكامل بينما تصاعدت أعمدة الدخان من الركام. وأفاد مسؤولون بأن قنبلة ألقيت على المبنى من طائرة.

وتحاول سلطات المدينة تحديد عدد الضحايا، لكن تعرّض أحياء سكنية إلى القصف يعرقل جهودها في هذا الصدد.

وجاء في البيان الرسمي: "يستحيل العثور على كلمات تصف مستوى الاستخفاف والقسوة التي يدمّر الغزاة الروس من خلالها السكان المسالمين لمدينة أوكرانية مطلة على البحر".

بدوره، أعلن المدعي العام الأوكراني الأربعاء أن عشرة أشخاص قتلوا بنيران القوات الروسية في وقت سابق اليوم، أثناء انتظارهم في طابور للحصول على الخبر في مدينة تشيرنيغوف الواقعة شمالًا.

وقال مكتب المدعي العام في بيان: "أطلق عناصر من القوات المسلحة الروسية النار على أشخاص ينتظرون في طابور للحصول على خبز قرب محل بقالة، في حي سكني في تشيرنيغوف. ووفقًا للبيانات الأولية قتل عشرة مدنيين".

وأضاف المصدر، أنه تم فتح تحقيق في "جرائم قتل عن سابق تصور" ارتكبت باستخدام "أسلحة نارية"، دون تقديم مزيد من التفاصيل.

وقصفت القوات الجوية الروسية بعنف تشيرنيغوف ذات الموقع الإستراتيجي شمال كييف بالقرب من الحدود مع بيلاروسيا المتحالفة مع روسيا، بعد بدء الهجوم الروسي في 24 فبراير/ شباط.

كما أكد الجيش الأوكراني أن ضربات روسية ضد مدنيين فارين من مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا؛ خلفت الأربعاء "قتلى" وجرحى بينهم طفل أصيب بجروح خطيرة.

وكتب الجيش على تلغرام: إن هجمات صاروخية أصابت قافلة مدنيين في طريقها من ماريوبول إلى زابوريجيا.

وأضاف: "تشير حصيلة أولية إلى وجود وفيات".

وفي ما يخص عمليات الإجلاء، وبعد سلسلة من الإخفاقات، بسبب عدم توقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، تسارعت عمليات الإجلاء في ماريوبول، حيث يفتقر سكان الميناء الإستراتيجي إلى الماء والغذاء.

وأثار القصف الروسي على جناح ولادات في هذه المدينة الأسبوع الماضي احتجاجا دوليا.

وتستخدم قوافل السيارات ممرا إنسانيا يربط ماريوبول بزابوريجيا شمالًا عبر بيرديانسك، ويبلغ حوالي 270 كلم.

استهداف منشآت صحية

من جهة أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية الأربعاء أنها لم تشهد من قبل عددًا كبيرًا من الهجمات على منشآت الرعاية الصحية مثل الذي تتعرض له أوكرانيا حاليًا.

وقال مدير الطوارئ في المنظمة مايكل راين للصحافيين خلال مؤتمر صحافي: "أصبح نظام الرعاية الصحية هدفًا. لقد بدأ يشكل جزءا من إستراتيجية وتكتيكات الحرب. هذا غير مقبول تمامًا، إنه مخالف للقانون الإنساني الدولي".

وأضاف: "لازلنا في البداية، ولم نشهد قط في أي مكان في العالم مثل هذا العدد الكبير من الهجمات على نظام الرعاية الصحية".

ووثقت المنظمة وقوع 43 هجومًا على منشآت صحية وسيارات إسعاف وطواقم صحية في أوكرانيا منذ بدء الهجوم.

وحذر من "وصول هذه الأزمة إلى نقطة باتت معها منظومة الصحة في أوكرانيا على شفا الهاوية".

وأكد أن نظام الرعاية الصحية الأوكراني يحتاج إلى الدعم، وتساءل: "لكن كيف ننشر طواقم بينما البنى التحتية الطبية مستهدفة؟".

من جهته قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس للصحافيين: إن "أولوية منظمة الصحة العالمية تبقى دعم الطواقم والنظام الصحي ليواصلوا تقديم الرعاية وتلبية الاحتياجات العاجلة".

وأضاف: "ننسق نشر 20 فريقا للطوارئ الطبية مؤلفًا من خبراء من بلدان عدة، في انتظار طلب رسمي للمساعدة من وزارة الصحة الأوكرانية. وافتتحنا مكتبًا في بولندا لدعم عملياتنا في أوكرانيا وتنسيق الاستجابة لاحتياجات اللاجئين في مجال الصحة".

قرار من محكمة العدل الدولية

من جهتها، أمرت محكمة العدل الدولية الأربعاء روسيا بـ"تعليق" هجومها على أوكرانيا، معربة عن "قلقها العميق" حيال استخدام موسكو للقوة.

وقالت القاضية جوان دونوهيو لمحكمة العدل الدولية في لاهاي: إن "على جمهورية روسيا الاتحادية فورًا تعليق العمليات العسكرية التي بدأتها في 24 فبراير في أراضي أوكرانيا"، بانتظار قرار نهائي في القضية.

وتابعت القاضية: "إن المحكمة تدرك جيدًا حجم المأساة الإنسانية في أوكرانيا" و"تشعر بقلق عميق إزاء استخدام القوة الروسية الذي يثير مشاكل خطيرة جدًا في القانون الدولي".

وقال ممثل أوكرانيا أنطون كورينيفيتش في جلسة استماع: "يجب وقف روسيا، وللمحكمة دور تلعبه في وقف ذلك".

ورفضت روسيا حضور جلسات محكمة العدل الدولية للنظر في القضية يومي في السابع والثامن من مارس/ آذار. لكن في وثيقة مكتوبة، طعنت موسكو في اختصاص المحكمة بشأن مطالبة أوكرانيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close