لم يعد جيش الاحتلال الإسرائيلي يحاول التنصّل من جريمة استهداف المستشفيات والمرافق الطبية في قطاع غزّة، بل بات يحضّر العالم لكل جريمة قصف بادعاءات ومزاعم لا دليل عليها.
ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال باللغة العربية أفيخاي أدرعي تغريدة مرفقة بمقطعي فيديو، زعم فيها أنّ المقاومة الفلسطينية تستخدم مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية في قطاع غزة لأغراض عسكرية.
حلّلت وحدة التحقق عبر المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي الخرائط والرسومات الهندسية للمستشفى، وكشفت عدم صحة المزاعم الإسرائيلية.
"مدخل لأحد الأنفاق"
وكانت أول ادعاءات الاحتلال عن وجود ما وصفته بأنّه "مدخل لأحد الأنفاق" على الجانب الشرقي للمستشفى. وبالتدقيق، تبين أنّ الصور هي لفتحة طوارئ عادية مكشوفة ومُعلنة ومعروفة، وتوجد في الجانب الشرقي لمستشفى حمد، تحديدًا عند الإحداثيات التالية:
والفتحة هي من أساسيات التصاميم الحديثة للمستشفيات، وتؤدي إلى مخازن الديزل والوقود اللازمة لتشغيل مولدات الكهرباء، وتُعرَف بـاسم "UTS" اختصارًا باللغة الإنكليزية.
وبمزيد من البحث، تبيّن أنّ شركة الإنشاء "سقا وخضري للمقاولات" التي تولّت إنجاز المبنى، نشرت على قناتها على "يوتيوب" في مارس/ آذار عام 2015، فيديو يوثّق مراحل إنشاء المستشفى. وتظهر بوضوح في المقطع الترويجيّ فتحة الخزّانات الاحتياطية للمستشفى على يساره بشكل مطابق لما تبدو عليه في الخريطة.
وبتجميع الأدلة المرئية والخرائط، بات جليًا بما لا يدع مجالًا للشكّ أنّ هذه فتحة طوارئ وأنّ إسرائيل تكذب.
من يتحرك خارج مبنى المستشفى؟
والأمر اللافت هو أنّ ادعاءات الاحتلال وصلت إلى وضع دوائر حمراء في مقاطع الفيديو حول أشخاص يتحرّكون خارج مبنى المستشفى، من دون إيضاح السبب، بما يُوحي أنّهم عناصر من المقاومة الفلسطينية.
لكنّ هؤلاء الأفراد هم في الحقيقة جنود من جيش الاحتلال الذي يسيطر على المستشفى حاليًا.
ووصلت قوات الاحتلال إلى منطقة المستشفى خلال الأيام القليلة الماضية، بحسب المسار الذي استطاع فريق التحقّق في "العربي" تتبّعه عبر صور الأقمار الصناعية. وجاء ذلك بعد قصف متواصل للمستشفى، حيث ظهر في مقاطع الاستهداف التي نشرها جيش الاحتلال نفسه.
وبسبب العدوان على غزة، خرج مستشفى الشيخ حمد و16 مستشفى آخر و32 مركزًا صحيًا عن الخدمة.
وبينما كانت إسرائيل في البداية وحتى مع ارتكاب مجزرة المستشفى المعمداني، تنفي استهداف المشافي والمباني الخدمية، صارت الآن تنفّذ تلك الجرائم من دون بذل جهدٍ يُذكر في التنصل منها.
