رحب سكان قطاع غزة بالأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية، لكنهم يقولون أيضًا إنه لم يوقف العدوان الإسرائيلي عليهم، والمستمر منذ أكثر من 230 يومًا.
فقد أجمعت آراء عدد من سكان قطاع غزة أن القصف الإسرائيلي الذي استمر في رفح وجميع المناطق بقطاع غزة بعد الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية أثبت لهم أن سلطة الاحتلال الإسرائيلي باتت فوق القانون، ولا تعيره اهتمامًا.
اليأس يسيطر على ردود الفعل
فعلى رغم إجماعهم على أهمية الأمر الصادر عن محكمة العدل الدولية، إلا أن اليأس بدى مسيطرًا على ردود فعل سكان القطاع، الذين خبروا سلطات الاحتلال على مر العقود الماضية.
ومن بين هؤلاء النازحة إلى رفح سلوى المصري التي أعربت لـ"العربي" بينما كانت تحضر ما توفر لها لإسكات جوع أبناءها، عن أملها في أن لا يبقى أمر محكمة العدل، مجرد حبر على ورق.
وتقول السيدة سلوى: "نريد أن تتطبق هذه القرارات على أرض الواقع ووقف الحرب وليس فقط الكلام عما يحصل.. لقد ارتكبوا بحقنا (الاحتلال الإسرائيلي) إبادات ومجازر نحن نريد من الدول العربية والعالم كله الوقوف إلى جانبنا لوقف الحرب".
بينما يقول مواطن غزاوي بدوره: "لقد اختبرنا الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948، وشهدناه وهو يتنصل من القرارات الدولية ولا يستجيب للمجتمع الدولي".
ويردف مؤكدًا أن "إسرائيل دولة فوق القانون"، معربًا عن اعتقاده أن الاحتلال لن يوقف إطلاق النار والحرب نهائيًا إلا بالقوة.
الرد الإسرائيلي على الأرض
أما طيلة الساعات التي تلت إعلان خبر محكمة العدل الدولية، كانت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي تدك عددًا كبيرًا من الأحياء السكنية، وتقصف المدنيين في شمال ووسط وجنوب قطاع غزة.
فقد أفاد شاهد عيان بتدمير 3 شقق في محيط منطقة البرج، وهو مكان آمن يضم مواطنين عزل على حد تأكيده، ما أسفر عن استشهاد فلسطيني وإصابة عدد آخر.
وكذلك، يتخوف الفلسطينيون في قطاع غزة من اصطدام مساعي وقف الحرب الإسرائيلية عليهم بالفيتو الأميركي، ويقولون إن إسرائيل باتت فوق القانون الدولي.
وهذا ما أكده أحد النازحين لـ"العربي" بقوله إن "أميركا وإسرائيل حلف واحد، ويتفقان على استمرار الحرب".
وعليه، ستكون الأيام القادمة التي ستشهد تحويل أمر محكمة العدل الدولية إلى مجلس الأمن الدولي حاسمة لتأكيد مخاوف سكان غزة، أو إعطاءهم جرعة أمل وسط أجواء الحرب الشاملة.
