استُشهد شاب فلسطيني على حاجز قلنديا، شمال مدينة القدس المحتلة، إثر إصابته بجروح خطيرة برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم السبت.
وفي التفاصيل، فقد أصابت قوات الاحتلال أحد الشبان بإصابة خطيرة، توفي على إثرها في وقت لاحق، بادعاء إطلاقه النار على حاجز قلنديا.
ووفقًا لادعاء الشرطة الإسرائيلية فإنه في حوالي الساعة 02:40 وصل إلى حاجز قلنديا بمنطقة القدس، شاب من المناطق الفلسطينية وقام بإطلاق النار باتجاه قوات الأمن المتواجدة في المكان، مما أدى إلى إصابة "حارس أمن مدني" بجروح طفيفة.
مصادر محلية: "أصوات صراخ جنود الاحتلال بعد إطلاق النار الذي استهدف حاجز مخيم قلنديا شمال القدس". pic.twitter.com/ZgomjCcs4L
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) June 24, 2023
وقامت قوات الأمن بالرد على إطلاق النار وتحييد الشاب، ولاحقًا أُعلن عن "مقتله"، وتم ضبط بندقية M-16 كانت بحوزته، حسب موقع "عرب48".
وأشارت إلى أن الشاب وصل مشيًا على الأقدام من جهة الضفة الغربية وقام بإطلاق النار باتجاه قوات الأمن المتواجدة في مكان الحادث، ونتيجة لذلك، أصيب "حارس أمن مدني" كان يعمل في المكان بجروح طفيفة (بحسب مسؤولين طبيين)، حيث تمت إحالته لتلقي العلاج الطبي في مستشفى "هداسا عين كارم".
والأربعاء، استشهد ثلاثة فلسطينيين، إثر استهداف مركبتهم من قبل طائرة إسرائيلية مسيرة شمال جنين بالضفة الغربية.
"تسعير للحرب الدينية"
سياسيًا، اعتبرت فصائل المقاومة الفلسطينية أن تدنيس المسجد الأقصى ومسجد عوريف وتمزيق المصاحف، إجرام إسرائيلي متواصل يمثل تسعيرًا للحرب الدينية التي ستكون مآلاتها وخيمة على الاحتلال.
وأكدت الفصائل في بيان أمس الجمعة، أن هذا السلوك العدواني الخطير لا يمكن قبوله من أبناء شعبنا وأمتنا، داعية إلى المزيد من الرباط في ساحات الأقصى والتكاتف في مواجهة المتطرفين الصهاينة وعدوانهم على المقدسات وتدنيس حرماتها.
وأظهر مقطع فيديو نشر، أمس الخميس، مستوطنين يقتحمون مسجدًا في قرية عوريف جنوب نابلس، بصحبة كلب بوليسي، قبل أن يمزق أحدهم نسخة من المصحف الشريف عند باب المسجد.
دنس مستوطنون أمس الخميس المصحف الشريف في انتهاك جديد ضد المسلمين ومقدساتهم، حيث قاموا برمي نسخ القرآن أمام مدخل مسجد في بلدة عوريف جنوب #نابلس - يتزامن هذا مع اعتداءات قام بها مئات #الصهاينة على بلدات عوريف وترمسعيا وبيت أمر وحوارة، وقاموا بإحراق عشرات المنازل والسيارات وتخريب… pic.twitter.com/ofcnQABc0j
— د. محمد الصغير (@drassagheer) June 23, 2023
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، حذر الجمعة، من مخاطر "خروج العنف في الضفة الغربية المحتلة عن السيطرة".
وأكد المسؤول الأممي أن "تدهور الوضع الحاد كان له تأثير شديد على كل من الفلسطينيين والإسرائيليين"، داعيا إلى إنهاء فوري للعنف.
والأربعاء، تعرضت بلدة ترمسعيا (شمال مدينة رام الله وسط الضفة) لهجوم نفذه مئات المستوطنين، أسفر عن استشهاد شاب فلسطيني وإصابة 12 آخرين بالرصاص، إضافة إلى حرق وتحطيم عشرات المنازل والسيارات.
وفد أوروبي أميركي يزور بلدة #ترمسعيا الفلسطينية، ويندّد باعتداءات المستوطنين#العربي_اليوم #فلسطين تقرير: عميد شحادة pic.twitter.com/8T5A87riV0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 23, 2023
وعلى صعيد آخر، جددت الولايات المتحدة، الجمعة، معارضتها توسيع إسرائيل رقعة المستوطنات، مؤكدة أن موقفها في هذا الشأن "لم يتغير".
وخلال اليومين الأخيرين، عاد عشرات المستوطنين إلى بؤرة "أفتار" الاستيطانية التي كان جيش الاحتلال الإسرائيلي أعلن إخلاءها منتصف 2021 واعتبرها منطقة عسكرية.
ومعظم البؤر الاستيطانية غير الشرعية يقيمها مستوطنون متطرفون يطلقون على أنفسهم جماعة "شبيبة التلال"، وهي المسؤولة أيضًا عن ارتكاب جرائم متواصلة بحق الفلسطينيين تحت شعار "تدفيع الثمن".
تغيير الواقع الجغرافي السياسي في الضفة الغربية
وفي هذا الإطار، يرى منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال جمعة أن ما يجري حاليًا وليس بعد عشر سنوات، هو عملية تغيير كل الواقع الجغرافي السياسي في الضفة الغربية إلى منظومة أبارتهايدوكنتونات، موضحًا أن الهجمة الاستيطانية تتم الآن على تهويد مناطق واسعة من مساحة الضفة الغربية بالتوسع الهائل والاستيطان، ونشر البؤر الاستيطانية وتسريعها، ومصادرة الأراضي بمئات آلاف الدونمات، وإقامة مناطق صناعية.
وبشأن موقف الولايات المتحدة حيال الاستيطان، يضيف جمعة في حديث لـ"العربي" من رام الله، أن واشنطن ضد التوسع الاستيطاني وضد المستوطنات منذ عقود طويلة جدًا، ولكن عند حديثها على الطرفين الفلسطينيين والإسرائيليين فهي تحث على عدم استخدام العنف، موضحًا أن أميركا لن تفعل أي شيء.
ويردف أن فعل شيء بهذا الخصوص، وإجبار أميركا وأوروبا على الوقوف أمام الاعتداءات الإسرائيلية، يبدأ عند الفلسطينيين، ومن السلطة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير التي يجب أن تأخذ دورها في حماية الشعب الفلسطيني وليس فقط من الهجمات الإرهابية.
ويشدد جمعة على ضرورة سحب الاعتراف بإسرائيل، ووقف التنسيق الأمني، وإطلاق يد الفلسطينيين في مقاومة الاحتلال.