يستمر إضراب كتّاب السيناريو في هوليوود عن العمل للشهر الثاني على التوالي، احتجاجًا على انخفاض أجورهم في عصر المنصات الإلكترونية.
ويواجه العاملون في قطاع الإنتاج السينمائي في الولايات المتحدة الأميركية تحديات عدة، لعل أبرزها التنامي المتزايد في تطبيق الذكاء الاصطناعي.
ويتخوّف كتاب السيناريو من قدرة هذه التطبيقات على توليف سيناريوهات وحوارات قد تستعمل في إنتاجات هوليوود.
وكانت نقابة كتّاب السيناريو الأميركيين أكدت أنها ضغطت خلال مفاوضات للحد من استخدام الذكاء الاصطناعي.
وطالبت النقابة بعدم إعطاء أي إنتاج آلي صفتَي مادة أدبية أو مصدر، وهي مصطلحات أساسية تتعلّق بحقوق المؤلف.
وكذلك سعت النقابة إلى منع استخدام السيناريوهات التي يكتبها أعضاؤها، في تدريب برامج الذكاء الاصطناعي.
وأسف كتّاب السيناريو لأن "شركات التكنولوجيا تدمّر السوق لكي تكتشف بنفسها حدود القدرات الإبداعية للبرامج الآلية".
ويخشى هؤلاء أن يكون مسؤولو شركات الإنتاج مستعدّين للتنازل من حيث النوعية الإبداعية، سعيًا لتعزيز ربحيتهم بعدما غيّرت ثقافة نتفليكس وسيليكون فالي المعادلات في هوليوود.
وتضاف هذه التحديات إلى مشكلات أخرى يعاني منها العاملون في هوليوود؛ منها ازدهار منصات البث الإلكترونية، التي باتت تنافس قطاع السينما التقليدي.
"ضحية النظام الرأسمالي العالمي"
وفي هذا الإطار، يرى الكاتب والمختص في الذكاء الاصطناعي منوّر محمد، أن الكتّاب هم ضحية النظام الرأسمالي العالمي، الذي يتمثل بالولايات المتحدة الأميركية.
ويشير في إطلالته عبر "العربي" من بيروت، إلى أن الاستديوهات وشركات الإنتاج تضغط باتجاه عصر النفقات وزيادة الربحية، وهو ما يؤثر على الكتّاب.
ويضيف أن الشركات والاستديوهات تلجأ إلى تطبيقات الذكاء الاصطناعي لكي تنتج مواد تلفزيونية وسينمائية حتى، حيث يتولى كتاب آخرون تحريرها فقط.
ويفيد بأن هذا الأمر يعني بالتالي خفض عدد الكتّاب الذين يتولّون مهمة كتابة البرامج التلفزيونية والمسلسلات على المنصات أو المحطات التلفزيونية.
ومنوّر الذي يؤكد أن بالإمكان صناعة نص بواسطة الآلة، يردف بأنه لن يكون نصًا إبداعيًا بشريًا خالصًا، لذلك تلجأ الاستديوهات إلى تحرير النصوص التي تقدمها تلك التطبيقات بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ولحماية كتاب السيناريو من التكنولوجيا المستقبلية، يشير إلى وجوب صدور تشريعات وقوانين في هذا الشأن.