أضرّت أزمة المحروقات في العاصمة السورية دمشق وريفها بقطاع الأفران والمخابز، كما تسببت في إغلاق عدد منها بسبب عدم القدرة على الاستمرار.
وكشفت مصادر محلية أن سعر ليتر المازوت غير المدعوم وصل في المناطق التي يسيطر عليها النظام السوري إلى ما يعادل 3 دولارات تقريبًا في ظل أزمة المحروقات التي طفت على السطح الشهر الماضي.
ووفق المصادر، فإن هذا الأمر انعكس سلبًا على كل المدن التي باتت شبه خالية من السيارات والمارة، في العاصمة دمشق وحلب، كبرى مدن الشمال السوري.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في مركز أمية للبحوث والدراسات عبد الله زيزان: "إن النظام السوري بات يعاني بشكل أكبر في الفترة الأخيرة بعد أن خسر أكبر حليفين هما إيران وروسيا من الناحية الاقتصادية".
تفكك الحاضنة الشعبية الصغيرة
ويشير الباحث زيزان في حديث لـ"العربي" من عمّان، إلى أنّ إيران تعاني كثيرًا منذ وفاة الشابة مهسا أميني في منتصف سبتمبر/ أيلول الماضي، معتبرًا أنّ الاحتجاجات في إيران "ساهمت في التأثير بشكل مباشر على تزويد النظام السوري سواء بالأموال أو بالمحروقات".
كما يوضح أن روسيا التي تعد حليفًا وداعمًا كبيرًا للنظام، تعاني هي الأخرى منذ بداية الحرب في أوكرانيا من مشاكل اقتصادية واجتماعية كبيرة، لافتًا إلى أنّ خسارة النظام لأكبر حليفين جعله يعاني بشكل مباشر.
ويذكّر بما نقلته وكالة أسوشيتد برس عن رفض روسيا إعطاء البنك المركزي السوري لقرض، مشيرًا إلى أنّ هذا الأمر "سيؤثر على نحو 2.3 مليون موظف سوري قد يفقدون وظائفهم أو لن يتمكنوا من استلام رواتبهم بعد أقل من ثلاثة أشهر من الآن".
كما يشير الباحث عبد الله زيزان إلى بداية فقدان النظام السوري للحاضنة الشعبية القليلة التي كان يمتلكها وتستفيد منه وقد بدأت تتفكك وتنهار، بحسب قوله.