تعثّرت مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا أمس الثلاثاء، مع تبادل الطرفين للاتهامات، وفق ما كشف مسؤولون، بينما أشارت موسكو إلى أنه "ربما" يكون من الصعب العودة إلى المحادثات.
واتهمت روسيا جارتها أوكرانيا بالتشدد في موقفها، بينما وجهت اتهامًا للغرب بتقوية "شوكة" حكومة كييف، إذ قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن واشنطن ولندن وبروكسل تستغل أوكرانيا لتحقيق منافع إستراتيجية.
"فرصة" الاتفاق بين موسكو وكييف
وأضاف لافروف أنه لا يعتقد أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق سلام، إذا حاول المفاوضون "تحويل دفة الحوار" للتركيز على ما يريد الغرب قوله بدلًا من مناقشة الوضع الراهن في أوكرانيا، معتبرًا أن هذا الأمر هو ما قوّض من فرص إحراز أي تقدم في المحادثات.
ومنذ نهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، عقدت روسيا وأوكرانيا محادثات متفرقة حيث جرت المحادثات الأولى على الحدود البيلاروسية البولندية، ثم بوساطة تركية في أنطاليا وإسطنبول وعبر الفيديو أيضًا، لكن التواصل بين البلدين كان مقطوعًا في الأسابيع القليلة الماضية.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد أبدى استعداده لمناقشة مبدأ حياد بلاده والضمانات الأمنية لموسكو ووضع خال من الأسلحة النووية بالنسبة لكييف، لكنه يقول إن هذه المسائل تحتاج إلى استفتاء شعبي.
وأمس الثلاثاء، قال نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو: "لا تُجرى مفاوضات. أوكرانيا انسحبت عمليًا من عملية التفاوض".
أما ميخائيلو بودولياك، مستشار الرئيس الأوكراني، فأكّد أن المحادثات "توقفت"، لأن روسيا ترفض قبول أنها "لن تحقق أي أهداف"، وأن الحرب لم تعد دائرة وفقًا لقواعد الكرملين.
وقال لافروف: "الآن سنحل المشكلات وفقًا لكيفية رؤيتنا لها. أؤكد دائما أننا مستعدون لحل الأمور الإنسانية".
مرصد لتوثيق "جرائم حرب"
على صعيد آخر، كشفت وزارة الخارجية الأميركية الثلاثاء، عن تشكيل وحدة جديدة لتقصّي وتوثيق ممارسات يشتبه بأنها تنطوي على "جرائم حرب" ارتكبتها روسيا في أوكرانيا.
وقالت الوزارة في بيان إنّ "مرصد النزاع"، سيعمل على "جمع أدلة على ارتكاب روسيا جرائم حرب وغيرها من الفظائع في أوكرانيا، وتحليلها وإتاحتها على نطاق واسع".
وسيعمل المرصد على جمع معلومات متاحة للعامة أو متوافرة عبر منصات تجارية، ولا سيّما وسائل التواصل الاجتماعي وصور الأقمار الاصطناعية التجارية، لاستخدامها أدلّة في إجراءات قانونية جنائية ومدنية حالية ومستقبلية.
وبعد مرور نحو ثلاثة أشهر على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، تقول كييف إنّها رصدت آلاف الحالات التي يمكن أن تنطوي على "جرائم حرب".
وأبرز هذه الحالات التي أُدينت بشكل واسع من المجتمع، كانت في بلدة بوتشا القريبة من كييف، حيث انتشرت صور جثث تعود إلى عشرات المدنيين في الشوارع بعد انسحاب القوات الروسية منها.
دمار فادح وجثث متناثرة.. #بوتشا تحاول لملمة جراحها بعد أسابيع من الحصار#روسيا #أوكرانيا تقرير: صابر أيوب pic.twitter.com/526Z3navC0
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 6, 2022
وأوضحت الخارجية الأميركية أنّ المرصد سينشئ منصّة على الإنترنت "للمساعدة في دحض جهود التضليل الإعلامي الروسي وتسليط الضوء على الانتهاكات".
وسيتم إنشاء المرصد بالتعاون بين وزارة الخارجية وكل من شركة "إسري" لبرمجيات الخرائط، ومختبر الدراسات الإنسانية في جامعة ييل، و"مبادرة الإنقاذ الثقافي في مؤسسة سميثسونيان"، و"بلانيت سكيب ايه.اي" التي تعنى بدمج تحليلات مبنية على الذكاء الاصطناعي مع صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية وغيرها من البيانات.