Skip to main content

اجتماع العلمين.. دعوات فلسطينية لترتيب البيت الداخلي لمواجهة الاحتلال

الأحد 30 يوليو 2023

اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم الأحد أن العدوان الإسرائيلي يفرض على الفلسطينيين جميعًا ترتيب بيتهم الداخلي، مشددًا على وجوب الالتزام بالبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وجاء حديث عباس في كلمته خلال افتتاح اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية في مدينة العلمين شمالي مصر، فيما طالب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل ووقف "الاعتقالات السياسية".

بحث "إنجاز الوحدة الوطنية"

وقال الرئيس الفلسطيني في كلمته: إنّ "العدوان الإسرائيلي الهمجي المتواصل يفرض علينا أن نرتقي جميعًا إلى مستوى المسؤولية الوطنية الحقة، وأن نعمل على ترتيب بيتنا الوطني، حتى نتمكن من مواجهة هذا الاحتلال الذي يستهدف وجودنا وحقوقنا ومقدساتنا"، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

وأضاف: "لأجل هذا وجهت الدعوة إليكم من أجل هذا اللقاء، لكي نتدارس سبل إنجاز وحدتنا الوطنية، وتعزيز صمود شعبنا، وصد العدوان المتواصل علينا وحماية وطننا وشعبنا ومقدساتنا".

ودعا عباس في العاشر من الشهر الجاري الأمناء العامين للفصائل إلى اجتماع طارئ بمصر، في أعقاب عملية عسكرية كبيرة لقوات الاحتلال استمرت نحو 48 ساعة في مدينة جنين ومخيمها شمالي الضفة الغربية المحتلة.

واستجاب للدعوة أغلب الفصائل، فيما تغيب كل من حركة الجهاد الإسلامي، وطلائع حرب التحرير الشعبية (الصاعقة)، والجبهة الشعبية/القيادة العامة؛ بسبب اعتراضها ما قالت إنها "اعتقالات سياسية في الضفة الغربية" من جانب السلطة الفلسطينية.

"منظمة التحرير الممثل الشرعي"

وأردف عباس أن ما سماه بـ"الانقلاب الذي وقع عام 2007، (يقصد سيطرة حركة حماس على غزة) وما جره علينا وعلى قضيتنا وشعبنا من انقسام بغيض، لهو نكبة جديدة أصابت شعبنا وقضيتنا، والواجب هو إنهاؤه فورًا".

ومنذ يونيو/ حزيران 2007، يسود أراضي السلطة الفلسطينية (الضفة الغربية وقطاع غزة) انقسام سياسي؛ بسبب خلافات حادة بين "فتح" بزعامة عباس و"حماس"، ولم تفلح وساطات إقليمية ودولية في إنهائه.

وأضاف: "وحدتنا وعملنا الجماعي المشترك، ولكي يحقق الأهداف والغايات النبيلة المرجوة منه لشعبنا وقضيتنا، يجب أن يقوم على مبادئ وأسس واضحة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة وترتيب البيت الداخلي".

وبشأن تلك المبادئ، قال عباس إن "منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ويجب الالتزام بها وببرنامجها السياسي وبجميع التزاماتها الدولية".

وزاد أن "العالم بأسره يعترف بـمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني (...) ولا يجوز لأي فلسطيني أن يتحفظ على هذه المنظمة وبرنامجها الوطني والسياسي، بل إنه من الواجب الإجماع على حمايتها".

عباس أردف أن المنظمة "نجحت بعزيمة شعبها، وتضحيات شهدائها، وحكمة سياساتها، في انتزاع اعتراف العالم أجمع بها، وبحق شعبنا في الحرية والاستقلال والدولة، وفي حجز مكان لائق لفلسطين في إطار الشرعية الدولية والقانون الدولي، وأتاح لنا هذا الإنجاز السياسي والقانوني الدولي، الانضمام كعضو كامل العضوية إلى أكثر من 130 معاهدة ومنظمة دولية من أصل 522".

وشدد على استمرار "النضال من أجل نيل العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، واعتراف الدول التي لم تعترف بعد بالدولة الفلسطينية".

"ترتيب البيت الداخلي"

وذكر عباس أن من مبادئ وأسس ترتيب البيت الداخلي أيضًا "وجوب الالتزام بالشرعية الدولية (و) المقاومة الشعبية السلمية.. مارسنا أشكال النضال المختلفة في مراحل مختلفة في مسيرتنا الوطنية، ونرى اليوم أن المقاومة الشعبية السلمية في هذه المرحلة هي الأسلوب الأمثل لمواصلة نضالنا".

وطالب عباس بـ"وجوب إنهاء الانقسام، وإعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، في إطار دولة واحدة، ونظام واحد، وقانون واحد، وسلاح شرعي واحد، وحكومة واحدة، ومصالح شعبنا وقضيتنا الوطنية تفرض ذلك وتوجبه".

وعن الانتخابات، قال إنها "وسيلتنا الوحيدة لتداول المسؤولية، والمشاركة الوطنية"، مضيفًا أن من يعطلها "هي دولة الاحتلال".

ودعا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، إلى الضغط على إسرائيل للسماح بإجرائها (الانتخابات) في مدينة القدس المحتلة".

وتعهد عباس في كلمته اليوم، بمواصلة التحرك السياسي والدبلوماسي والقانوني ضد إسرائيل "في المحافل الدولية كافة، بما في ذلك المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية".

وزاد بقوله: "سنقدم قضايا ضد كل من أميركا وبريطانيا لمسؤوليتهما في وعد بلفور، وتنفيذ ذلك من خلال الانتداب البريطاني على فلسطين، الذي كان بمثابة احتلال للشعب الفلسطيني".

هنية يدعو إلى إنهاء التنسيق الأمني

من جانبه، دعا رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، إلى تبني خيار المقاومة الشاملة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني ونضاله ضد جرائم الاحتلال والمستوطنين في الضفة والقدس، وإزالة كل العقبات من طريقها وكل الالتزامات التي تتناقض مع حق مقاومة الاحتلال.

وطالب هنية في كلمته خلال لقاء الأمناء العاميين اليوم الأحد، بضرورة إعادة بناء وتطوير منظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني جديد يضم الجميع على أساس الانتخابات الديمقراطية الحرة، وتشكيل المؤسسات الفلسطينية في الضفة والقطاع على أساس الانتخابات الرئاسية والتشريعية.

وجدد رئيس الحركة دعوته بضرورة إنهاء كل أشكال التنسيق الأمني مع الاحتلال، "ووقف وتحريم كل أشكال الملاحقة والاعتقال على خلفية المقاومة أو الانتماء الفصائلي أو العمل السياسي، ودعم صمود أهلنا في القدس والضفة والعمل على إنهاء الحصار عن قطاع غزة".

وكان مراسل "العربي" من مدينة العلمين قد نقل صورة عن هذا الاجتماع، وقال: "إن هذه الاجتماعات تهدف لإنهاء الانقسام الفلسطيني باعتباره عنوانًا عريضًا، ومن تحته يتم بحث التوافق حول تشكيل حكومة وطنية تؤسس لمرحلة الانتخابات".

إلى ذلك أوضح مراسلنا نقطة إعطاء مساحة أكبر للفصائل الفلسطينية في عملية صنع القرار واتخاذه داخل منظمة التحرير الفلسطينية إضافة لبحث إنهاء العزلة والأوضاع الاقتصادية الخاصة بقطاع غزة. 

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة