طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، الاتحاد الأوروبي بالاستعجال في تخصيص الحزمة التالية من المساعدات لبلاده، في وقت حذّر فيه الأوروبيين بأنّ موسكو تستعد لضربهم في مجال الطاقة.
جاءت تصريحات الرئيس الأوكراني خلال اتصال هاتفي مع رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، حيث حث زيلينسكي دول الاتحاد إلى فرض المزيد من العقوبات على روسيا التي تهاجم بلاده منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
"استعجال" المساعدات الأوروبية
وكتب زيلينسكي على تويتر: "بحثنا تخصيص الدفعة التالية من مساعدات الاتحاد الأوروبي (المالية) في أسرع وقت ممكن. وشددنا على الحاجة لإعداد الحزمة الثامنة من العقوبات (الغربية على روسيا)، بما يتضمن حظر إصدار التأشيرات للمواطنين الروس".
وأضاف الرئيس الأوكراني، الذي يحث الأوروبيين على توقع شتاء صعب بسبب تقليص صادرات النفط والغاز الروسية، أنه نسق مع فون دير لاين "الخطوات اللازمة للحد من حصول روسيا على أرباح زائدة عن الحد من بيع النفط والغاز".
وكان زيلينسكي قد حذّر الأوروبيين مساء السبت بأن يتوقعوا شتاء صعبًا، إذ أدى الهجوم الروسي على بلاده إلى أن تقلص موسكو صادرات النفط والغاز.
وقال: "روسيا تستعد لضرب جميع الأوروبيين في مجال الطاقة بشكل حاسم هذا الشتاء".
وأرجعت موسكو سبب تعطل إمدادات الطاقة إلى العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الهجوم على أوكرانيا ومسائل فنية.
كما اتهمت الدول الأوروبية، التي قدمت دعمًا دبلوماسيًا وعسكريًا للحكومة الأوكرانية، روسيا باستخدام إمدادات الطاقة سلاحًا.
إغلاق نورد ستريم 1
وقالت موسكو الأسبوع الماضي إنها ستُبقي خط أنابيب نورد ستريم 1، وسيلتها الرئيسية لتزويد ألمانيا بالغاز، مغلقًا. وأعلنت دول مجموعة السبع عن خطة لوضع حد أقصى لأسعار صادرات النفط الروسية.
في المقابل، حذر الكرملين من أنه سيتوقف عن بيع النفط لأي دولة تضع سقفًا للسعر.
وذكر المستشار الألماني أولاف شولتس اليوم الأحد أن حكومته كانت تخطط لوقف كامل في تسليمات الغاز في ديسمبر/ كانون الأول، لكنه تعهد بأن بلاده ستتغلب على هذا الأمر في الشتاء.
وقال شولتس في مؤتمر صحفي في برلين: "روسيا لم تعد شريكًا موثوقًا به في مجال الطاقة".
"صورة قاتمة" مقبلة
وفي حديث سابق لـ"العربي"، أشار نهاد إسماعيل الباحث الاقتصادي المتخصص في مجال الطاقة والغاز إلى أن أوروبا تواجه شتاء قاسيًا في ظل أزمة الطاقة، معتبرًا أن عام 2023 سيكون "بائسًا" في القارة بسبب الأزمة الاقتصادية الناتجة عن أزمة الطاقة.
ولفت إلى أن المواطن الأوروبي يتوقع أن تتضاعف فاتورة الكهرباء، ما سيؤدي إلى مزيد من التضخم والبطالة، إضافة إلى انكماش وتراجع اقتصادي في ألمانيا ومعظم الدول الأوروبية وربما ركود اقتصادي حاد.
وشدد على أن المواطن الأوروبي سيدفع ثمنًا باهظًا للأزمة في ظل صورة قاتمة مقبلة.
تعطل خط الكهرباء في محطة زابوريجيا
في غضون ذلك، قال مفتشو الأمم المتحدة أمس السبت: إن محطة زابوريجيا للطاقة النووية، التي تحتلها روسيا في جنوب أوكرانيا، انقطعت عنها إمدادات الطاقة الخارجية مرة أخرى.
وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بيان: أن آخر خط كهرباء خارجي رئيسي تعطل على الرغم من استمرار خط احتياطي في إمداد الشبكة بالكهرباء.
وأضافت أن واحدًا فقط من المفاعلات الستة في المحطة النووية ما زال يعمل.
وسيطرت القوات الروسية على المحطة بعد فترة وجيزة من غزوها أوكرانيا في 24 فبراير/ شباط. وأصبحت زابوريجيا نقطة محورية في الصراع.
واتهم كل من الطرفين بعضهما بعضًا بقصف المنطقة المحيطة بالمحطة مما أثار مخاوف من احتمال حدوث كارثة نووية.
"الوضع هادئ"
وفي سياق متصل، أفاد إيغور روجوف، وهو مسؤول من الإدارة التي عينتها روسيا في زابوريجيا، أن الوضع حول المحطة هادئ حتى الآن، اليوم الأحد.
وفي حديثه إلى إذاعة "كومسومولسكايا برافدا"، قال روجوف: إنه لم يكن هناك قصف أو توغلات. واتهمت روسيا أوكرانيا مرتين في اليومين الماضيين بمحاولة الاستيلاء على المحطة. وقالت أوكرانيا إن روسيا هاجمت المنطقة.
ونُقل عن روجوف قوله: إنه من المتوقع أن يواصل "خبراء الوكالة العمل في المحطة حتى يوم الإثنين على أقل تقدير".
النيران تقطع طريق مفتشي وكالة الطاقة إلى محطة زابوريجيا النووية وتبادل الاتهامات يتواصل بين #روسيا و #أوكرانيا #العربي_اليوم تقرير: براء لمحمد#العربي_على_أرض_عربية pic.twitter.com/GX8GxXK0xP
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 1, 2022
وفي الأسبوع الماضي، قامت بعثة من وكالة الطاقة الذرية بجولة في المحطة، التي ما زال يديرها أوكرانيون، وبقي بعض الخبراء هناك في انتظار صدور تقرير من الوكالة.
وقالت محطة زابوريجيا في بيان أمس السبت: إن المفاعل الخامس توقف "نتيجة القصف المستمر من قوات الاحتلال الروسي" وإنه "لا توجد طاقة كافية من آخر خط احتياطي لتشغيل مفاعلين".
وألقى زيلينسكي باللوم على قصف روسي في انقطاع الطاقة يوم 25 أغسطس/ آب، وكانت تلك أول مرة تنفصل فيها محطة زابوريجيا عن الشبكة الوطنية، وتجنبت بالكاد تسربًا إشعاعيًا. وأدى توقف المحطة عن العمل إلى انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء أوكرانيا.
وتتهم أوكرانيا والغرب روسيا بتخزين أسلحة ثقيلة في الموقع حتى لا تقوم أوكرانيا بقصفه. وأحجمت روسيا، التي تنفي وجود مثل هذه الأسلحة هناك، عن تلبية دعوات دولية لنقل القوات ونزع السلاح من المنطقة.
وعلى جبهات القتال الأخرى، أفادت حسابات أوكرانية على تطبيق تيلغرام بوقوع انفجارات عند جسر أنتونيفسكي بالقرب من مدينة خيرسون في جنوب أوكرانيا التي تحتلها القوات الروسية.
وتضرر الجسر بشدة جراء الصواريخ الأوكرانية خلال الأسابيع الماضية، لكن القوات الروسية كانت تحاول إصلاحه أو إقامة معبر عائم أو استخدام زوارق لتوصيل الإمدادات للوحدات الروسية على الضفة اليمنى لنهر دنيبرو.
وبدأت أوكرانيا هجوما مضادًا الأسبوع الماضي استهدف الجنوب، لا سيما منطقة خيرسون التي سيطر عليها الروس في بداية الحرب.