طالبت الأمم المتحدة إسرائيل، اليوم الخميس، بـ"وضع حد لعمليات القتل غير المشروع وعنف المستوطنين" بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، منددة بـ"التدهور المتسارع" في وضع حقوق الإنسان فيها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
ودعا التقرير إلى "وضع حد فوري لاستخدام الأسلحة وأساليب وتكتيكات الوسائل العسكرية خلال عمليات إنفاذ القانون، ووضع حد للاحتجاز التعسفي الجماعي وإساءة معاملة الفلسطينيين، ورفع القيود التمييزية المفروضة على حرية التنقل".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك في بيان: إنّ "استخدام التكتيكات العسكرية والأسلحة في سياقات إنفاذ القانون، واستخدام القوة غير الضرورية أو غير المتناسبة، وفرض قيود واسعة على الحركة هي أمور مقلقة للغاية"، مضيفًا أن "شدة العنف والقمع أمر لم نشهده منذ سنوات".
أعلى حصيلة منذ 2005
وارتفع عدد الشهداء قي الضفة إلى 312 شهيدًا منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وبينهم 77 طفلًا، و520 شهيدًا منذ مطلع العام الجاري.
وذكر التقرير أنه من أصل هذه الحصيلة التي تناولت فترة ما بعد العدوان على غزة "قتلت القوات الإسرائيلية ما لا يقل عن 291 فلسطينيًا، وقتل المستوطنون ثمانية، بينما قتل فلسطيني واحد إما على يد القوات الإسرائيلية أو المستوطنين". وأشار إلى أن حصيلة الشهداء منذ بداية العام وحتى السابع من أكتوبر، هي أعلى حصيلة منذ بدء الأمم المتحدة تدوين هذه السجلات في 2005.
وتناول التقرير وضع حقوق الإنسان في الضفة الغربية المحتلة والقدس الشرقية بصورة مفصلة من الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر و20 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
وأفاد التقرير الأممي عن "زيادة حادة في الغارات الجوية وكذلك في عمليات التوغل التي تقوم بها ناقلات الجنود المدرعة والجرافات في مخيمات اللاجئين وغيرها من المناطق المكتظة بالسكان في الضفة الغربية"، ما تسبب بـ"سقوط قتلى وجرحى وإلحاق أضرار جسيمة بالبنية التحتية والمنشآت المدنية".
أكثر من 4800 معتقل
ويأتي التقرير الأممي بالتزامن، مع صدور بيان مشترك عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، أكد ارتفاع حصيلة المعتقلين من الضفة الغربية في السجون الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر إلى 4820 فلسطينيًا عقب اعتقال 25 شخصًا فجر الخميس.
ووفق البيان توزعت الاعتقالات الجديدة بمحافظات نابلس وطولكرم وجنين وطوباس وقلقيلية (شمال)، ورام الله (وسط)، والخليل (جنوب). ولا تشمل هذه الحصيلة الاعتقالات التي نفذتها القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة، بحسب المصدر ذاته.
وقال البيان إن حملة الاعتقالات والمداهمات رافقتها "عمليات تنكيل واسعة واعتداءات بالضرب المبرح، وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تحقيق ميداني وتخريب وتدمير واسع في منازل المواطنين وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل".
عنف المستوطنين
تقرير الأمم المتحدة، كان قد أشار إلى أنه في الأسابيع الأولى من العدوان الإسرائيلي على غزة "شهدت هجمات المستوطنين في الضفة ارتفاعًا حادًا بلغ في المتوسط ستة حوادث في اليوم" بما فيها "إطلاق النار وإحراق المنازل والمركبات واقتلاع الأشجار".
وقال تورك: "أدعو الإسرائيليين إلى اتخاذ خطوات فعالة واضحة وفورية لوضع حد لعنف المستوطنين ضد السكان الفلسطينيين، والتحقيق في جميع حوادث العنف التي يرتكبها المستوطنون وقوات الأمن الإسرائيلية وضمان الحماية الفعالة للمجتمعات الفلسطينية من أي شكل من أشكال الترحيل القسري وضمان قدرة المجتمعات الرعوية التي شردت بسبب الهجمات المتكررة من قبل المستوطنين المسلحين على العودة إلى أراضيها".