نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا يزعم أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي أبلغ الارتباط الفلسطيني صباح الخميس 14 ديسمبر/ كانون الأول الحالي، أنّه مناطق "أ" (A) في الضفة الغربية التي كانت تحت سيطرة السلطة الفلسطينية باتت ضمن التصنيف "ب" (B)، أي أنّها باتت تحت سيطرة الاحتلال.
وبالبحث عن الحقيقة، وجد موقعا مكافحة الإشاعات والأخبار الكاذبة "مسبار" و المرصد الفلسطيني لتدقيق المعلومات والتربية الإعلامية "تحقق" أنّ المزاعم مضلّلة وملفقة.
وتواصل "مسبار" مع مسوؤل في الارتباط العسكري الذي نفى الادعاء المتداول مؤكدًا عدم تلقّي أي بلاغ يفيد بسيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على المناطق "أ".
كما بحث "مسبار" في الإعلام العبري ولم يجد أي إشارة للادعاء المتداول ولا تأكيدًا لصحته.
"الاحتلال ليس مخولًا بالإعلان عن هذه القرارات"
من جهته، بحث "تحقّق" في المصادر العلنية العبرية، كما تواصل مع مصدر من الارتباط العسكري الفلسطيني الذي أكد عدم صحة القرار، وأنّهم لم يبلغوا بهكذا قرار من قبل الاحتلال.
كما أكد المختص في الشأن الإسرائيلي محمد أبو علان لموقع "تحقّق"، عدم ورود الخبر المتداول في المصادر العبرية المختلفة، مشيرًا إلى أنّ جيش الاحتلال ليس مخولًا بالإعلان عن قرارات من هذا النوع، إذ تعد مثل هذه القضايا سياسية بالدرجة الأولى، وبالتالي تصدر رسميًا عن المستوى السياسي الإسرائيلي، قبل أن تصل للارتباطين الإسرائيلي والفلسطيني.
وقسّم "اتفاق أوسلو" بين الاحتلال الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية، المناطق الجغرافية في الضفة الغربية إلى ثلاثة مناطق، حيث تخضع المنطقة "أ" للسيطرة المدنية والأمنية الفلسطينية بشكل كامل، والمنطقة "ب" (B) إداريًا للسلطة الفلسطينية وأمنيًا لإسرائيل، في حين تخضع المنطقة "ج" (C) للسيطرة الإسرائيلية الكاملة.
ويأتي تداول الادعاء مع تصاعد العنف الإسرائيلي في الضفة الغربية بالتزامن مع العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأشارت إحصاءات الأمم المتحدة إلى أنّ الهجمات اليومية التي ينفّذها مستوطنون في الضفة الغربية زادت أكثر من الضعفين منذ عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها "القسّام" في السابع من أكتوبر الماضي، ناهيك عن اعتقال نحو 4400 فلسطيني وفقًا لمؤسسات فلسطينية معنية بشؤون الأسرى.
