في وقت أعلن فيه الاحتلال الإسرائيلي عن توسيع عملياته البرية في غزة، ارتكب مجزرة جديدة في مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في القطاع، أسفرت عن استشهاد العديد من الأطفال والنساء، فيما أدانت دول عربية هذه المجزرة، معتبرة إياها "جريمة حرب".
ولم يتوقف الاحتلال عن ارتكاب المجازر بحق المدنيين في منازلهم أو مراكز الإيواء، أو حتى في المدارس التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بل استهدف أيضًا النازحين والمرضى في مستشفيات القطاع، حيث أخلى اليوم 500 مريض من مستشفى الشفاء في غزة.
أكثر من 12300 شهيد في غزة
وفيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بلغ عدد الشهداء أكثر من 12300 شهيد، بينهم أكثر من 5000 طفل، و3300 امرأة، وبلغ عدد شهداء الكوادر الطبية 200 طبيب وممرض ومسعف، كما استشهد 22 من رجال الدفاع المدني، و56 صحافيًا، فيما زاد عدد الإصابات عن 30 ألف إصابة، حسبما أفاد المكتب الحكومي في آخر إحصائية.
وأضاف: "بلغ عدد إجمالي المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 1300 مجزرة، وبلغ عدد المفقودين أكثر من 6000 إما تحت الأنقاض أو أن جثامينهم ملقاة في الشوارع والطرقات يَمنع الاحتلال من الوصول إليهم، بينهم أكثر من 4000 طفل وامرأة".
وأفاد المكتب أن عدد المقرات الحكومية المدمرة بلغ 95 مقرًا، و260 مدرسة، 64 منها خرجت عن الخدمة، وكان آخر مجازر المدارس، هي مجزرة مدرسة الفاخورة (شمال)، التي راح ضحيتها أكثر من 200 شهيد وجريح، فيما بلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا كليًا 77 مسجدًا، وبلغ عدد المساجد المدمرة تدميرًا جزئًيا 165 مسجدًا، إضافة إلى استهداف 3 كنائس".
وعن تضرر الوحدات السكنية، قال المكتب: "بلغ عدد الوحدات السكنية التي تعرضت لهدم كلي 43 ألف وحدة سكنية، إضافة إلى 225 ألف وحدة سكنية تعرضت للهدم الجزئي، وهذا يعني أن حوالي 60% من الوحدات السكنية في قطاع غزة تأثرت بالعدوان، ما بين هدم كلي وغير صالح للسكن وهدم جزئي".
وأكد "خروج 25 مستشفى عن الخدمة، و52 مركزًا صحيًا، كما استهدف الاحتلال 55 سيارة إسعاف".
قطر تطالب بتحقيق دولي
وبعد قصف تل أبيب مدرسة الفاخورة شمالي قطاع غزة، طالبت قطر بتحقيق دولي عاجل يتضمن إرسال محققين أمميين مستقلين لتقصي الحقائق في استهداف إسرائيل المستمر للمدارس والمستشفيات.
وعلى صعيد ردود الفعل المنددة، أدان الأردن جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة، وآخرها استهداف النازحين من أهالي القطاع في مدرسة الفاخورة التابعة لأونروا، ومدرسة تل الزعتر".
من جهتها، وصفت مصر القصف الإسرائيلي الذي استهدف مدرسة الفاخورة بأنه "جريمة حرب تستدعي المحاسبة".
من جانبها، أدانت السعودية، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي ووصفته بـ"السافر"، مطالبة بـ"الوقف الفوري لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين والمنشآت الإغاثية والعاملين فيها".
واستنكرت الإمارات، في بيان للخارجية، هذا القصف ونددت بـ"الهجمات اللاإنسانية التي تشنها إسرائيل على المدارس والمستشفيات في قطاع غزة"، مؤكدة "ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار لمنع سفك الدماء".
ووصفت الكويت، في بيان للخارجية، القصف الإسرائيلي للمدرسة، بأنه "مجزرة شنيعة"، وطالبت بالوقف الفوري لهذه "الاعتداءات وتفعيل آليات محاسبة دولية".
وأدان اليمن، في بيان للخارجية، هذا القصف داعيًا المجتمع الدولي إلى "وضع حد لإراقة الدماء وإرهاب الشعب الفلسطيني والعمل على إيقاف ذلك، بشكل فوري".
وعلى مستوى المنظمات العربية والإسلامية، أدانت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان، القصف واعتبرته "مجزرة بشعة"، داعية المجتمع الدولي إلى "وقف فوري وشامل لهذا العدوان الإسرائيلي الغاشم".
بدوره، اعتبر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، أن أخبار قتل أطفال ونساء ورجال أثناء احتمائهم بمدرسة الفاخورة شمالي غزة "مأساوية".
فيما قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف": إن "مشاهد القتل والدمار في أعقاب الهجمات على مدرستي الفاخورة وتل الزعتر في قطاع غزة "مروعة ومفجعة".
المقاومة الفلسطينية تتصدى للتوغل الإسرائيلي
وعلى الصعيد الميداني، تواصل المقاومة التصدي للتوغل الإسرائيلي في غزة، إذ أعلنت كتائب القسام الذراع العسكري لحركة حماس أنها "قصفت تل أبيب برشقة صاروخية ردًا على المجازر الصهيونية بحق المدنيين".
كما أعلنت أنها قصفت تجمعات إسرائيلية شرق خانيونس، جنوبي قطاع غزة، بقذائف الهاون.
وقالت الحركة في بياناتها: إنها "قصفت موقع مارس العسكري، وكيبوتس نيريم (في غلاف غزة) برشقات صاروخية".
وأعلنت أيضًا "قصف تحشدات للعدو شرق خان يونس (جنوب قطاع غزة) بقذائف الهاون".
من جانبها، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي استهداف 11 آلية عسكرية لقوات الاحتلال في محاور التوغل في القطاع.
وقالت السرايا في بلاغ عسكري لها: إن "مجاهديها استهدفوا 7 آليات عسكرية إسرائيلية بعمليات منفصلة في تل الهوى والصبرة جنوب غرب مدينة غزة".
كما أعلنت السرايا تمكن عناصرها من تدمير دبابتين وجرافة إسرائيلية بقذائف “التاندوم” والـ(RPG) في بيت حانون وغرب بيت لاهيا، مضيفة أنها قصفت تحشدات العدو في السناطي شرق خانيونس بوابل من قذائف الهاون.
الاحتلال يعلن توسيع العملية العسكرية
وعلى المقلب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي اليوم السبت، إنه وسّع عمليته البرية إلى حي الزيتون شرق مدينة غزة، ومنطقة جباليا شمال القطاع.
وزعم في بيان: "تواصل قيادة المنطقة الجنوبية توسيع نشاطها الهجومي، ليشمل أحياء أخرى في قطاع غزة، حيث داهمت القوات التابعة لها منطقتي الزيتون وجباليا".
كما أعلن مقتل 6 جنود وإصابة 8 آخرين بجروح خطيرة خلال المعارك الدائرة في قطاع غزة.
وأشار الجيش إلى أن "8 جنود آخرين أصيبوا بجروح خطيرة، خلال اليومين الأخيرين في المعارك بقطاع غزة".
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حكومته لم تبرم أي صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس في غزة، مؤكدًا أن الحرب على القطاع مستمرة.
تصريحات نتنياهو جاءت في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الأمن يوآف غالانت، والوزير في مجلس الحرب بيني غانتس، بمدينة تل أبيب.
وأضاف نتنياهو: "هناك العديد من الشائعات فيما يخص الأسرى المحتجزين في غزة، لكن حتى الآن لم تتم أي صفقة مع حماس بخصوصهم".
من جهته، قال الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إن إسرائيل "ليست معنية بإدارة قطاع غزة، لكنها لن تسمح لحماس بإدارته أيضًا".
تركيا تدعو إلى فتح تحقيق بشأن مجازر إسرائيل
وعلى صعيد المواقف السياسية، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس نظيره الأميركي جو بايدن إلى "التدخل الفوري لوقف الكارثة الإنسانية والإبادة الجماعية" بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية.
كما دعا إلى "التدخل العاجل أيضًا لوقف اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي وإرهاب المستوطنين المتواصل ضد أبناء شعبنا في الضفة الغربية والقدس والذي ينذر بانفجار وشيك".
ودعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم السبت، إلى فتح تحقيق على المستوى الدولي بشأن الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة.
كما أعلن أن بلاده ستبذل جهودًا لإعادة بناء المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدمرة في غزة حال التوصل لوقف إطلاق نار هناك، حسبما ذكرت وسائل إعلام تركية اليوم السبت.
من جانبها، أعلنت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين أنها تعارض "التهجير القسري" للفلسطينيين، وذلك بعد لقائها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، فيما جدد هذا الأخير رفض بلاده تهجير الفلسطينيين بالنزوح داخليًا أو خارج أراضيهم لاسيما سيناء.
كما رفض وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي السبت أي إمكانية لنشر قوات عربية في غزة بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
تظاهرات في مختلف أنحاء العالم تضامنًا مع غزة
إلى ذلك، تواصلت المظاهرات الداعمة للفلسطينيين في مختلف أنحاء العالم، حيث تظاهر آلاف الأشخاص مجددًا السبت في بريطانيا وفرنسا وألمانيا دعمًا للفلسطينيين، وللمطالبة بوقف العدوان في قطاع غزة.
كما شهدت العاصمة النمساوية فيينا مظاهرة حاشدة تطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، فيما شهدت العاصمة البلغارية صوفيا مظاهرة داعمة لفلسطين على خلفية استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي هولندا، شهدت العاصمة أمستردام مسيرة داعمة لفلسطين للمطالبة بالحرية لفلسطين، ووقف الهجمات الإسرائيلية.
وفي سياق متصل، نظمت مئات الحقوقيات المغربيات السبت وقفة احتجاجية بمدينة الدار البيضاء، للمطالبة بـ"وقف الحرب ضد غزة، وحماية النساء والأطفال في فلسطين".
وفي اليمن، تظاهر الآلاف في العاصمة صنعاء تنديدًا باستمرار "جرائم الاحتلال الإسرائيلي" في قطاع غزة، حيث رفعت الأعلام الفلسطينية، وصور عدد من المدنيين الذين استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.
إلى ذلك، تظاهر آلاف الأشخاص في إيران السبت احتجاجًا على القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من شهر.