كشف متحدث باسم البيت الأبيض الخميس أن كوريا الشمالية قدمت "الشهر الماضي" أسلحة لمجموعة فاغنر، "ويمكن أن تقدم لها شحنات أخرى"، محذرًا من ازدياد قوّة هذه المجموعة الروسية.
وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي أن الولايات المتحدة ستعزز عقوباتها على مجموعة فاغنر بعد صفقة بيع الأسلحة الأخيرة والتي سلّمتها كوريا الشمالية بموجبها صواريخ، وهو ما يشكل خرقًا لقرارات مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة.
وفي تصريحات للصحافيين، قال كيربي: "فاغنر تبحث في جميع أنحاء العالم عن موردي أسلحة لدعم عملياتها العسكرية في أوكرانيا".
وأضاف: "يمكننا أن نؤكد أن كوريا الشمالية أكملت عملية تسليم أسلحة أولى إلى فاغنر التي دفعت ثمن تلك المعدات".
انفاق "فاغنر" على عمليات أوكرانيا
وأشار إلى إن المجموعة المستقلة عن مؤسسة الدفاع الروسية وتفرض حصارًا على مدينة باخموت في أوكرانيا، تنفق أكثر من 100 مليون دولار شهريًا على عملياتها في أوكرانيا، لافتًا إلى أن "فاغنر تبرز بصفتها مركز قوة منافسًا للجيش الروسي ووزارات روسية أخرى".
وجاء في بيان لوزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن تقييم المملكة المتحدة يتوافق مع التقييم الأميركي الذي يفيد بأن كوريا الشمالية باعت أسلحة لمجموعة فاغنر الروسية في خرق لقرارات الأمم المتحدة.
واعتبر كليفرلي أن "طلب الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين المساعدة من كوريا الشمالية هو مؤشر يدل على يأس روسيا وعزلتها"، مضيفًا: "سنعمل مع شركائنا على جعل كوريا الشمالية تدفع ثمنًا باهظًا لدعمها الحرب غير المشروعة لروسيا على أوكرانيا".
تجنيد معتقلين روس في جبهات أوكرانيا
ويُشتبه في أن مجموعة "فاغنر" قامت في الأشهر الأخيرة بتجنيد عدد كبير من المعتقلين في السجون الروسية وإرسالهم للقتال على الخطوط الأمامية في أوكرانيا، مقابل وعود بخفض محكومياتهم وتقديم رواتب مغرية. وتُتهّم هذه المجموعة بخدمة مصالح بوتين سرًا وارتكاب فظائع في عدّة مناطق نزاع منذ عام 2014.
وقد أفاد يفغيني بريغوجين (61 عاما) وهو متموّل روسي نافذ مقرّب من بوتين، في سبتمبر/ أيلول الماضي، بأنه أسّس هذه المجموعة بعد سنوات من النكران وبات ينشط في شكل مكشوف في روسيا، في مؤشّر إلى تنامي نفوذه.
وفي الشهر نفسه، انتشر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي قيل إنه لرئيس مجموعة "فاغنر" الروسية يفغيني بريغوزين، خلال لقاء مع سجناء روس، يعرض عليهم إطلاق سراحهم مقابل المشاركة في القتال في أوكرانيا لمدة ستة أشهر.
وقال ريغوزين حينها وفقًا لما نقلته صحيفة "تايمز" البريطانية: "أنا أمثّل شركة فاغنر العسكرية الخاصة. الحرب صعبة، فهي ليست مثل الحرب الأفغانية أو الشيشانية. ونحن نستهلك من الذخيرة مرتين ونصف أكثر مما جرى استخدامه في معركة ستالينغراد".
وتحدّث كيربي عن تقديرات تفيد بأن عديد عناصر مجموعة فاغنر يبلغ نحو 50 ألفًا بينهم عشرة آلاف "متعاقد" من ذوي المهارات و40 ألف من المحكومين.
ماذا نعرف عن مجموعة "فاغنر"؟
وتعتبر مجموعة "فاغنر"، أشهر مجموعة من مجموعات المرتزقة الروس، وقد أصبحت شبه رسمية، على مر السنين واكتسب مقاتلوها خبرة عسكرية في صراعات الشرق الأوسط في سوريا وليبيا. كما عمل مقاتلوها مستشارين أمنيين لحكومات مختلفة، بما في ذلك جمهورية إفريقيا الوسطى والسودان ومالي.
ورغم ارتباطهم الوثيق بالجيش الروسي، لكنهم يعملون عن بعد، مما أتاح للكرملين النأي عن المسؤولية عندما يخضع سلوك مقاتليها للمساءلة.
وقد فرضت إدارة الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترمب عقوبات على دميتري أوتكين من مجموعة فاغنر عام 2017 لدوره في تجنيد مقاتلين في صفوف القوات الانفصالية في أوكرانيا.
كما كشف تقرير للأمم المتحدة عام 2021 أن مرتزقة من "فاغنر" في جمهورية إفريقيا الوسطى قتلوا مدنيين ونهبوا منازل وقتلوا المصلين في مسجد.