تُعيد عروض الدار العراقية للأزياء، التي تحكي قصص بلاد الرافدين وتشبه همزة الوصل بين الماضي والحاضر، المشاهدين إلى أزمان سومرية وبابلية وأكادية وآشورية امتزجت فيها الحروف العربية وملامح الحضارة الإسلامية العباسية.
الدار تعد من أهم دوائر وزارة الثقافة، وكانت تأسست في عام 1970، وقدّمت مئات عروض الأزياء التاريخية والفلكلورية داخل البلاد وخارجها؛ في أكثر من 70 دولة عربية وأجنبية.
"رسالة فنية وثقافية"
تؤكد مديرة الدار أنعام عبد المجيد وفريقها أن الاستعداد للعرض ليس بالأمر الهيّن، فعلى عاتقهم إيصال رسالة فنية وثقافية إبداعية. ويبقى الطموح بإعادة المجد القديم للدار.
تقول عبد المجيد إن أهمية دار الأزياء تكمن في إبراز حضارة وادي الرافدين وتجسيدها على أرض الواقع في أعمال فنية يكون فيها الزي هو "البطل".
وتضيف: "نحن ننفذ على المسرح ما ندرسه في التاريخ ونستخرجه منه".
إلى ذلك، تنشط داخل الدار ورش التطريز والنقش والخياطة والتصميم، لترسم الأزياء بملامح وشكل حديث يسحر العقول ويسر الناظرين. ولكل ورشة جنودها المجهولون، الذين يحوزون على مفاتيح المهنة وأسرارها.
ويلفت مصمم الأزياء أحمد العدواني، إلى أنه ومجموعة مصممين تمكنوا من جمع كل ما في مخيلتهم، ونقله إلى الورق ثم تنفيذه على الأقمشة.
"حرفية وخيال واسع"
بدوره، يوضح مصمم الأزياء في الدار سيف العبيدي أن "عملنا يتطلب نقل التاريخ بكل حرفية ومصداقية، وبخيال واسع في الوقت نفسه".
ويقول في حديثه إلى "العربي" من بغداد، إن على المصمم في الدار العراقية للأزياء وبالنظر إلى الزخرفات والرسومات والمخطوطات والأختام الأسطوانية التي تحكي قصة حضارة وادي الرافدين، يقع عليه توليفها وتخيلها على شكل ملابس منها الفساتين والعباءات.
ويرى أنه لا يمكن لأي مصمم العمل داخل هذه الدار إن لم يجمع الخيال الواسع والثقافة الفنية.