الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الرئيس الإيراني ينتقد واشنطن.. ما هي مآلات التصعيد الأميركي ضد طهران؟

الرئيس الإيراني ينتقد واشنطن.. ما هي مآلات التصعيد الأميركي ضد طهران؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش الموقف الإيراني بعد فرض واشنطن عقوبات جديدة على منتجين ايرانيين للبتروكيميائيات (الصورة: وكالة إرنا الإيرانية)
أعرب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي عن استغرابه مما سماه "السلوك المتناقض للإدارة الأميركية"، مؤكدًا عدم ثقة طهران بالجانب الأميركي.

انتقد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة واشنطن لفرضها عقوبات جديدة على منتجين إيرانيين للبتروكيميائيات، تشتبه الولايات المتحدة في أنهم يتحايلون على العقوبات الدولية.

وأعرب رئيسي عن استغرابه مما أسماه "السلوك المتناقض للإدارة الأميركية"، وأشار في كلمة له إلى أن الأميركيين يبعثون رسائل بأنهم جاهزون للاتفاق ثم يوسعون قائمة العقوبات، مؤكدًا عدم ثقة طهران بالجانب الأميركي.

والخميس، فرضت الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على شبكة من منتجي بتروكيميائيات إيرانيين، وكذلك على شركات وهمية في الصين والإمارات، متهمة إياهم بمساعدة طهران في بيع منتجاتها في الخارج رغم العقوبات على قطاع البتروكيميائيات الايراني.

"الاتفاق النووي الإيراني"

وتأتي العقوبات الجديدة في وقت وصلت المحادثات النووية مع إيران الى طريق مسدود.

ومطلع عام 2021، راهن الرئيس جو بايدن على مفاوضات سريعة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 والذي انسحب سلفه الجمهوري دونالد ترمب منه. لكن المفاوضات لم تنجح وزادت حدة التوتر.

ومستندة إلى نتائج تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تتهم إيران بالاقتراب من كمية اليورانيوم المخصب اللازمة لصنع قنبلة ذرية، وبعد عدم تبديد مخاوفها بشأن بعض الأنشطة المشبوهة، طلبت الولايات المتحدة والأوروبيون من الوكالة الدولية أن تلزم طهران بالتعاون بعد تقرير انتقد غياب الأجوبة الإيرانية الكافية في قضية العثور على آثار لمواد نووية في مواقع لم يصرّح عنها سابقًا.

وردت طهران بسحب 27 كاميرا مراقبة لبرنامجها النووي.

من جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان الثلاثاء: إنه ما زال يؤمن بالمفاوضات، معتبرًا أن الدبلوماسية "أفضل طريقة" لإحياء الاتفاق النووي.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، في تصريحات صحافية أن بلاده "ثابتة وعازمة" على اتباع الدبلوماسية التي تهدف إلى التوصل لعودة متبادلة للاتفاق النووي مع إيران.

من جهته، أكد وزير الدفاع الإيراني محمد رضا أشتياني أن وزراته تعمل على تعزيز القوة الدفاعية، مضيفًا أن قوة إيران الجيوسياسية تحظى بأهمية إستراتيجية، وعليه فإن بلاده تعمل بشكل خاص على تحديث وتجهيز القوة البحرية وفقًا لاحتياجات القوات المسلحة والتهديدات الإقليمية.

وأكد أشتياني أن السلام والاستقرار في منطقة الخليج يمكن أن يتحقق بمشاركة جميع دول الإقليمي معتبرًا أن الوجود الأجنبي هو سبب انعدام الأمن فيها.

الأزمة السياسية بين طهران وواشنطن

وفي هذا الإطار، اعتبر الدبلوماسي الإيراني السابق سيد هادي أفقهي، أن المعركة بين طهران وواشنطن على أشدها وأن ليس هناك حاجة للتصعيد أكثر من ذلك، مشيرًا إلى تجمد المفاوضات بشأن الملف النووي الإيراني، وتوقيف عمل 27 كاميرا، وتنشيط إيران لأجهزة الطرد المركزي من الجيل الثاني والرابع والسادس، وتحديد الكثير من نشاطات وكالة الطاقة الذرية احتجاجًا على قرار مجلس المحافظين في الوكالة الذي استند إلى معلومات إسرائيلية.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من العاصمة الإيرانية طهران، أن بلاده لا تكترث للتصريحات الأميركية ولا للحرب النفسية التي تقودها، وأن الجمهورية الإسلامية تتحرك بعقلانية ومنطق وبخطوات ثابتة.

وشدد على ضرورة أن تعيد واشنطن حسابتها، لأن طهران لم تمزق الاتفاق أو تقوم بفرض عقوبات أو حتى تهدد بتصعيد عسكري، لافتًا إلى أن أميركا هي الخاسرة، "لذلك هي تنتقل من معركة إلى أخرى".

وأكد أفقهي أن إيران ثابتة على مواقفها، مشددًا على أن طهران لم تطالب بأي ملف خارج الاتفاق النووي، وكل ما طلبته كان في صلب العقوبات ومنها ملف الحرس الثوري.

وعام 2015، أبرمت طهران مع القوى الكبرى اتفاقًا بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع عقوبات مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.

إلا أنّ الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد رئيسها السابق دونالد ترمب وأعادت فرض عقوبات على طهران في إطار سياسة "ضغوط قصوى". وردت إيران بعد عام ببدء التراجع عن كثير من التزاماتها الأساسية، أبرزها مستويات تخصيب اليورانيوم.

وانطلقت المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي في أبريل 2021، وحققت تقدمًا كبيرًا قبل أن يطالها الجمود في مارس/ آذار، مع تبقّي نقاط تباين بين الطرفين الأساسيَين، طهران وواشنطن.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close