الإثنين 16 Sep / September 2024

الروس والأوكرانيون القلقون يلجأون للمنجمين: هل تندلع حرب نووية؟

الروس والأوكرانيون القلقون يلجأون للمنجمين: هل تندلع حرب نووية؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" حول مسار المعارك في شرق أوكرانيا (الصورة: تويتر)
في مواجهة عالمهم المنهار، يُفضّل البعض اعتماد النجوم لإرشادهم بدلًا من قادتهم. ويُمثّل علم التنجيم حاليًا نوعًا من العلاج النفسي أو الدين الجديد.

هل تندلع حرب نووية؟ من سينتصر في الحرب؟ هل قُتل ابني في المعارك؟ أسئلة يحملها العديد من الروس والأوكرانيين إلى المنجّمين، سعيًا لأجوبة شافية حول مصير الحرب في أوكرانيا.

وأشارت المنجّمة إيلينا كوروليفا، وهي أستاذة في فقه اللغة اشتهرت نتيجة تناقل توقّعاتها بين سكان سانت بطرسبرغ، إلى أن عدد زبائنها ارتفع منذ بداية الحرب الأوكرانية في 24 فبراير/ شباط، مضيفة أن الناس يريديون معرفة ما سيحدث في روسيا، بعدما أصبحت معزولة عن بقية العالم، نتيجة العقوبات الغربية المفروضة عليها.

وبعد أن توقّعت فوز موسكو في الحرب، تؤكد المنجّمة (63 عامًا) التي تتقاضى عن كل استشارة خمسة آلاف روبل (81.23 دولارًا) أنّ "الكارثة العالمية ستشتد في سبتمبر/ أيلول، لكنّ روسيا ستخرج منها مستقرةً ومزدهرةً".

تنبؤات سياسية

وبعد أن سطع نجمه في موسكو إذ تنبأ بحصول جائحة كوفيد-19، أكد كونستانتين داراغان أن روسيا "ستُصبح مركز العالم" بعد انتهاء الحرب، مضيفًا أن موسكو "لن تكون منبوذة عالميًا" كما يريد لها الغرب.

وشدّد داراغان (49 سنة) عبر تطبيق تلغرام على أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيخسر الحرب، و"سيكون آخر رئيس لأوكرانيا بحدودها الحالية".

وانتقل داراغان، المتحدر من دونباس، إلى عالم التنجيم بعد أن كان مهندس طيران، مضيفًا أنه قدّم في الماضي استشارات لوزراء ومصرفيين وأعضاء في أجهزة المخابرات الأوكرانية.

وتزامنًا مع بدء الحرب، تلقّى عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة كثيرة منها: "هل ستتعرّض موسكو للقصف؟ هل ستُصاب دول البلطيق بالذعر؟ كيف ستكون ردة فعل بولندا؟"...

ونتيجة إقبال الروس على التنجيم، تضاعف عدد طلاب مدرسته في "علم التنجيم الكلاسيكي" في موسكو، منذ بدء الحرب، وباتت تضم نحو 200 طالب.

علاج نفسي

ورأى أليكسي ليفنسون، وهو عالم اجتماع في مركز ليفادا الروسي المستقل، أن تصديق التنجيم يشكّل بالنسبة الى "عدد من الروس والأوكرانيين المرتبكين" وسيلة لفهم الوقائع الجديدة.

وقال: "في مواجهة عالمهم المنهار، يُفضّل البعض اعتماد النجوم للإرشاد بدلًا من قادتهم.

من جهتها، شرحت آنا ماركوس، وهي طالبة في مدرسة دراغان، لوكالة فرانس برس، أنها تبحث في النجوم من أجل إيجاد "منطق للأحداث التي تُسجّل على الأرض".

وبينما كانت المرأة الخمسينية، وهي حرفية في صنع السيراميك، تحمل خارطة نجوم تُثبت، بحسب قولها، مسؤولية الولايات المتحدة في ما يحصل، قالت: "اعتُبرت روسيا المذنبة الوحيدة في الصراع، لكن من الواضح أنّ هناك دولة أخرى هي المُذنبة الفعلية".

وأدانت مجموعة دول العشرين الحرب الروسية على أوكرانيا عقب اجتماع عقد في إندونيسيا، ودعت إلى التحرك من أجل تعافي الاقتصاد وإيجاد حلول لأزمة الغذاء.

المنجّمون الأوكرانيون

أما في أوكرانيا، فتُظهر النجوم للمنجمّين عكس ما تبيّنه في موسكو.

ويردّد المنجّم فلاد روس، الذي ازداد ظهوره الإعلامي خلال الحرب، أنّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين "مريض، ولن يصمد بعد مارس/ آذار 2023".

وفي مقطع فيديو حصد مليون مشاهدة منذ منتصف مايو/ آيار، أكدت المنجّمة الأوكرانية الشهيرة أنجيلا بيرل أنّ "زُحل هو في فلك روسيا ضد أورانوس الموجود في فلك أوكرانيا، ما يشير إلى أنّنا سننتصر قريبًا".

وبعيدًا من التوقّعات الجيوسياسية، يلجأ الأوكرانيون إلى المنجّمين بحثًا عن إشارة حول ما إذا كان أحباء لهم سينجون على الجبهة، أو إن كان عليهم مثلًا الهروب مع تقدّم القوات الروسية.

وفي هذا الإطار، قالت المنجّمة أولينا أومانيتس (38 سنة) لوكالة فرانس برس إنّ الأوكرانيين يريدون "معرفة احتمال وقوع حرب نووية، أو إن كان عليهم مغادرة بلادهم، أو إن كان أحباؤهم في خطر".

وأكدت الموسيقية السابقة، التي لجأت إلى سويسرا في مارس/ آذار برفقة ابنيها، أنّ "الحرب ستطال الأراضي الروسية في مارس 2023".

وبعدما كانت كريستينا (46 سنة)، وهي منتجة تلفزيونية تعيش في كييف، قلقة على زوجها الذي انقطعت أخباره خلال قتاله في الخطوط الأمامية، طمأنتها المنجّمة على وضعه من خلال استشارة قدّمتها لها عن بعد، مقابل 100 دولار.

وكتبت صباح أحد أيام يونيو/ حزيران رسالة لأومانيتس قالت لها فيها: "اتصل بي زوجي للتو، ويشكر الله على نجاته بعد الليلة الماضية".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close