الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

الضفة على صفيح ساخن.. أي تداعيات لعملية جنين على خطط الاحتلال؟

الضفة على صفيح ساخن.. أي تداعيات لعملية جنين على خطط الاحتلال؟

شارك القصة

فجرت كتيبة جنين آليتين عسكريتين للاحتلال بكمين مركب - الأناضول
فجرت كتيبة جنين آليتين عسكريتين للاحتلال بكمين مركب - الأناضول
أقرّ الاحتلال بأن المتفجرات التي تواجهها قواته في الضفة الغربية أصبحت أكثر تعقيدًا وأكبر حجمًا بعد تنفيذ نحو 40 عملية بمخيمات شمال الضفة.

توازيًا مع تهديدات المستوطنين المتطرفين وتصاعد العمل المقاوم المسلح، الذي تشهده مدن الضفة الغربية المحتلة، أوقعت المقاومة الفلسطينية قوتين إسرائيليتين في كمين محكم شمال مدينة جنين، أسفر عن مقتل ضابط وإصابة 16 آخرين بجروح متفاوتة.

وقد أوضح الناطق باسم سرايا القدس أبو حمزة في منشور له على موقع "تلغرام"، أن كتيبة جنين فجرت آليتين عسكريتين للاحتلال بكمين مركب، لافتًا إلى أن المقاومين فجروا أكثر من ست عبوات ناسفة، واشتبكوا مع قوات الاحتلال.

المتفجرات أصبحت "أكثر تعقيدًا"

وفي المقابل، أقرّ الاحتلال بأن المتفجرات التي تواجهها قواته في الضفة الغربية أصبحت أكثر تعقيدًا وأكبر حجمًا، بعد تنفيذ نحو 40 عملية في مخيمات اللجوء الفلسطيني في شمال الضفة الغربية.

ويسير مسلسل الاعتداءات العسكرية، وما يصاحبه من حملات اعتقال وترويع وتخريب، جنبًا إلى جنب مع فرض وقائع استيطانية على امتداد مساحة الضفة بما فيها القدس المحتلة، بقيادة اليمين المتطرف وبغطاء حكومي.

ومع المشهد المعقد في الضفة الغربية المحتلة، يبدو أن قوات الاحتلال تدخل مرحلة جديدة من العمليات العسكرية في قطاع غزة.

عملية "غير عادية" في الشجاعية

وقد دشنتها بتنفيذ عملية غير عادية، وفق وصف الاحتلال، في مخيم الشجاعية. وتمثل هذه العملية جزءًا من مرحلة الاجتياحات، التي ستستمر لمواجهة أي محاولة من قبل المقاومة لإعادة ترتيب صفوفها. 

وتأتي العملية المفاجئة في سياق الحديث عن خطط الجيش لإنهاء عملياته العسكرية الواسعة في رفح، والانتقال للمرحلة الثالثة التي ترتكز على تنفيذ اجتياحات محدودة في أعقاب ما يزعمه جيش الاحتلال من أنه أكمل تفكيك قدرات المقاومة الأساسية. لكن هذه الادعاءات سرعان ما تدحرها مواصلة المقاومة عملياتها النوعية.

الضفة البقعة الأخطر

وفي هذا السياق، يشير نائب رئيس هيئة الأركان الأردنية الأسبق الفريق قاصد محمود إلى أن عملية جنين "تمثل مفترقًا نوعيًا في المواجهات بين الاحتلال والمقاومة في الضفة الغربية، لافتًا إلى أن الضفة تعد الجغرافيا الأخطر على الصعيد الإستراتيجي إسرائيليًا بسبب موقعها. 

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من عمّان، يوضح محمود أن جنين أعيت إسرائيل منذ عقود، مستذكرًا دورها في الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

ويردف بأن "عملية اليوم أعادت جنين إلى المقدمة من حيث الثبات على خط المقاومة والقدرة على التأثير، ومن حيث احتواء قوة رئيسية للمقاومة يمكن تفعيلها وتوظيفها في الوقت المناسب". 

كما يؤكد محمود على قوة جبهة الضفة الغربية، مشيدًا بعمليات سرايا القدس في قطاع غزة والضفة. ويقول: "أثبتت سرايا القدس وكتائب القسام أنهما تشكلان محورًا عسكريًا يصعب على إسرائيل الصمود أمامه لفترة طويلة". 

المقاومة تراكم تجارب نضالية بوجه الاحتلال

ومن جهته، يعتبر الباحث في مركز مدى الكرمل الدكتور مهند مصطفى أن "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تراكم تجارب نضالية بالاشتباك مع قوات الاحتلال، رغم أن إسرائيل وضعت خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة نصب عينيها هدفًا يتمثل بمحاولة تقويض أي تنظيم مسلح في الضفة الغربية، لا سيما في جنين وطولكرم ونابلس". 

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، يلفت مصطفى إلى أن التجربة الفلسطينية المتراكمة خاصة بعد الانتفاضة الثانية انتصرت على ما بذلته إسرائيل من موارد عسكرية لتفكيك البنية الفلسطينية المسلحة. 

ويقول مصطفى: "كلما زادت محاولات إسرائيل لقمع التنظيم الفلسطيني في الضفة الغربية، يزداد هذا التنظيم صلابة وإيلامًا للجيش الإسرائيلي. وهذا يدل على أن المقاربة الإسرائيلية للضفة الغربية خاطئة، لا سيما من حيث السياسة الاستعمارية في بعدها الاستيطاني". 

ويرى أن "الدافعية الداخلية تحرك جيلًا لم يشارك في الانتفاضة الفلسطينية الثانية نحو مواجهة القمع الإسرائيلي"، مشيرًا إلى أن "المقاومة الفلسطينية تتعلم كيف تتعامل مع اجتياحات الاحتلال المتكررة". 

حالة التحام مباشر مع ما يجري في غزة

وبشأن موقف الاحتلال من الضفة الغربية، يعتبر رئيس قسم العلوم السياسية في جامعة الخليل بلال الشوبكي أن إسرائيل ليست على قلب رجل واحد في ما يتعلق بالضفة، لافتًا إلى أن المتغيرات المرتبطة بالمرحلة الحالية وما يجري في جنين هو إعلان فشل أطروحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن غزة، لأن ما يريد فعله لاحقًا في القطاع هو استدعاء نموذج الضفة الغربية. 

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من الخليل، يقول الشوبكي إن هذا النموذج رغم أنه تم العمل عليه طيلة سنوات، يفرز ما يفرزه على صعيد عمليات المقاومة. 

ويرى أن ما تقوم به الفصائل الفلسطينية في الضفة لا يأتي في سياق رد الفعل على اعتداءات الاحتلال في الضفة، بل يمثل حالة التحام مباشر مع ما يجري في غزة. 

كما يعتبر الخليل أن المقاومة توجّه رسائل للاحتلال بأنه ستتم مواجهة أي سياسات تسعى لسلب حقوق الفلسطينيين.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close