طوى العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يومه الثامن عشر بعد المئة، مسجلًا ارتفاعًا في عدد الشهداء منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي إلى 27019، وفقًا لما أعلنت وزارة الصحة في القطاع الذي دمر القصف أكثر من نصف مبانيه بحسب تحليل حديث لبيانات الأقمار الصناعية.
وأفاد مراسل "العربي" باستشهاد شخصين وإصابة آخرين جراء استهداف الاحتلال مواطنين في منطقة جورة العقاد بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
وأشار إلى نقل 22 شهيدًا إلى مجمع ناصر الطبي بعد تراجع محدود لآليات الاحتلال من بعض المناطق الغربية لخانيونس.
حصار مستمر لمستشفى الأمل
إلى ذلك، أكدت وزارة الصحة في غزة أن محيط مستشفى الأمل بخانيونس جنوب القطاع يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل وتهديدات للطواقم الطبية والمرضى لإخلائه. وأشارت الوزارة لـ"العربي" إلى أن المسيّرات الإسرائيلية تقصف بشكل مستمر محيط مجمع الشفاء الطبي في غزة.
من جهته، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني أن "آليات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت، فجر الخميس، ساحات مستشفى الأمل، للمرة الثالثة، وتمركزت فيها، وقامت بإطلاق النار بشكل كثيف في محيط المستشفى وعلى مبانيها، قبل أن تنسحب لاحقًا".
وأوضح، أن المستشفى تعامل يوم أمس مع 12 شهيدًا، من بينهم موظف، ومتطوع في الجمعية، بالإضافة إلى 6 إصابات، لافتًا إلى أن إطلاق الاحتلال النار على المستشفى ومبانيها، أدى إلى اختراق الرصاص خمس مركبات، من بينها ثلاث مركبات إسعاف.
حماس أعطت "تأكيدًا إيجابيًا أوليًا" بشأن مقترح الهدنة
وسجّل اليوم الخميس أيضًا إعلان المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن حركة حماس أعطت "تأكيدًا إيجابيًا أوليًا" بشأن مقترح الهدنة الإنسانية في قطاع غزة.
وأوضح الأنصاري أن "الاجتماع في باريس نجح في دمج المقترحات... لقد وافق الجانب الإسرائيلي على هذا الاقتراح والآن لدينا تأكيد إيجابي أولي من جانب حماس"، في إشارة إلى المحادثات التي استضافتها العاصمة الفرنسية الأحد وشارك فيها مسؤولون من قطر والولايات المتحدة وإسرائيل ومصر.
المقاومة تستهدف آليات الاحتلال
وفي الأثناء، واصلت فصائل المقاومة التصدي لتوغل قوات الاحتلال وآلياته على مختلف لمحاور في القطاع. فقد أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الخميس، أنها قصفت تجمعًا لجنود الاحتلال غرب مدينة غزة بقذائف الهاون من العيار الثقيل.
كما بثت القسام مشاهد لاستهداف وتدمير آليات الاحتلال في محاور القتال بمدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة.
من جانبها، أعلنت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي اليوم الخميس عن قصفها لحشود عسكرية إسرائيلية في محيط موقع "كيسوفيم" العسكري بوابل من قذائف الهاون. كما خاض عناصرها "اشتباكات ضارية بالأسلحة الرشاشة والمناسبة مع جنود وآليات الاحتلال في محاور التقدم غرب وجنوب غرب خانيونس".
وفي المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، استبدال لواء "الاحتياط 55" في خانيونس جنوب قطاع غزة بقوات أخرى، بعد شهرين من العمل هناك. وقال في بيان: "غادر اللواء جنوب قطاع غزة وتم استبداله بقوات أخرى في المنطقة"، دون مزيد من التفاصيل بشأن أسباب القرار.
وعلى وقع المعارك المحتدمة، يخوض الغزيون معركة الصمود في ظل ظروف إنسانية كارثية وشح المساعدات التي يعرقل الاحتلال وصولها.
فقد اعتدى اليوم متظاهرون إسرائيليون على سائقي شاحنات المساعدات الإنسانية لقطاع غزة في ميناء أسدود. وأفاد شهود عيان، بأن المتظاهرين ليسوا من عائلات المحتجزين في غزة إنما من جمعيات استيطانية يمينية.
تعليق دعم الأونروا "عقاب جماعي"
كما يفاقم تعليق الدعم الغربي للوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا من معاناة الغزيين.
وفي هذا الإطار، اعتبر الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، أن تعليق الدعم المالي للأونروا، بمثابة "عقاب جماعي للشعب الفلسطيني".
وأوضح بوريل في تصريحات صحفية قبيل قمة خاصة للاتحاد الأوروبي أن الاجتماع سيناقش الوضع في قطاع غزة، ويتطرق إلى قرار الولايات المتحدة وبعض الدول تعليق دعمها المالي للأونروا.
وبدروها، أكدت الولايات المتحدة أن "الأونروا" تعد مؤسسة هامة للغاية "لا يمكن الاستعاضة عنها" من أجل قطاع غزة، وأنها تنتظر التحقيقات حول المزاعم الأخيرة المتعلقة بها.
وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت أيده لوكالة "رويترز" اليوم الخميس، إنه "متفائل بشكل معقول" بأن بعض الدول التي أوقفت تمويل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" ستستأنف تمويلها.
وفي خطاب جديد، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، إن بلاده "تعمل من أجل سلام يضمن قيام دولتين إسرائيلية وفلسطينية". وأضاف بايدن، أن "واشنطن تعمل أيضًا من أجل تحقيق السلام وعودة الرهائن من قطاع غزة إلى منازلهم".