تتواصل المطالب الدولية والأممية من أجل تمديد الهدنة في اليمن. واليوم الجمعة، دعا المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ إلى تمديد وتوسيع الهدنة في البلد العربي الذي يشهد حربًا منذ أكثر من 7 سنوات.
جاء ذلك خلال لقائه مع المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي ديفيد بيزلي، وفق بيان مقتضب لمكتب المبعوث الأميركي عبر حسابه على تويتر من دون أن يذكر مكان عقد الاجتماع.
وأشار ليندركينغ إلى أن "ندرة واردات القمح العالمية أدت إلى زيادة انعدام الأمن الغذائي بين اليمنيين"، وأضاف: "لكن هدنة الأمم المتحدة باليمن جلبت لحظة من الأمل والراحة".
وشدد في الوقت ذاته على أنه "يجب على طرفي النزاع (الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي) تمديد الهدنة وتوسيعها من أجل أبناء اليمن".
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ قد أعلن الخميس أنه يجري اتصالات مكثفة لتمديد الهدنة وتوسيع نطاقها.
واعتبر غروندبرغ في بيان أن" الهدنه أحدثت تحولًا كبيرًا لليمن، وحققت فرقًا ملموسًا في حياة الناس".
ومطلع يونيو/ حزيران الماضي، وافقت الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، على تمديد هدنة إنسانية في البلاد مدة شهرين، بعد انتهاء هدنة سابقة مماثلة بدأت في 2 أبريل/ نيسان الماضي.
ومن أبرز بنود الهدنة السارية حاليًا وقفُ إطلاق النار وفتحُ ميناء الحُديدة، وإعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ 2015.
مقتل أربعة أطفال
في غضون ذلك، قتل 4 أطفال تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عامًا بانفجار لغم في مدينة الحديدة اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين غرب البلاد.
وقال مدير أحد المستشفيات لوكالة "فرانس برس"، إنّ الحادث وقع الخميس عندما سار الأطفال فوق أرض ترابية في جنوب المدينة بالقرب من مطار الحديدة المطلة على البحر الأحمر والتي تشكل الألغام فيها خطرًا يتربّص بالسكان على الدوام.
وأوضح أن "عدد الأطفال سبعة وكانوا يسيرون باتجاه واحد، ثلاثة في المقدمة، وواحد يسير بمفرده خلفهم، وثلاثة في الخلف. توفّي الأطفال الثلاثة الذين كانوا يسيرون في المقدمة جراء دهس أحدهم للغم، فيما أصيب الطفل الذي كان يسير خلفهم بمفرده وتم إسعافه للمستشفى وتوفي هناك".
وتابع أن الأطفال الثلاثة الباقين لم يصابوا بأذى، مشيرًا إلى أن أعمار الذين لقوا حتفهم هي 10 أعوام، و13 عامًا، و14 عامًا، و15 عامًا.
وقال يحيى عبدالله وهو والد طفلين توفيا في الحادث إنّ "الاطفال خرجوا صباحًا أثناء نوم أهاليهم ودخلوا مناطق ترابية. جاء الأطفال الناجون وأخبرونا بالحادث، فذهبت ووجدت أحد أبنائي الاثنين مصابًا إنّما على قيد الحياة بينما توفي شقيقه". وتابع: "قمت بتغطية بطنه بعدما أصيب بشظية في معدته وحمله إلى المستشفى، لكنّه توفي في غرفة العمليات".
ويدور النزاع في اليمن منذ العام 2014 بين الحوثيين الذين يسيطرون على صنعاء ومناطق أخرى في شمال البلاد وغربها، وقوات الحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية. وتسبّبت الحرب بمقتل مئات آلاف الأشخاص بشكل مباشر أو بسبب تداعياتها، وفق الأمم المتحدة.
ويسيطر الخوثيون على صنعاء ومعظم مناطق الشمال اليمني ومن بينها مدينة الحديدة على ساحل البحر الأحمر والتي تضم ميناء يعتبر شريان حياة ملايين السكان في مناطق الحوثيين.
وفي مطلع شهر يونيو/ حزيران، أعلنت الأمم المتحدة مقتل 19 مدنيًا وإصابة 32 آخرين خلال الهدنة السارية في اليمن منذ أبريل/ نيسان، بسبب الألغام خصوصًا أو العبوات الناسفة اليدوية الصنع أو الذخائر غير المنفجرة.