أطلقت منظمات مدنية تعنى بالبيئة في المغرب، حملة للتنبيه من خطر انتشار الغبار الأسود في هواء مدينة القنيطرة بسبب الدخان المنبعث من مداخن الوحدات الصناعية القديمة للمدينة، الأمر الذي يتسبب في تلوث الهواء معرّضًا المواطنين للخطر.
واستعرض تقرير لـ"العربي" معاناة سكان القنيطرة مع الغبار الأسود الذي سكن هواء المدينة، بالصوت والصورة، ناقلًا صرخة السكان المحليين الذين يعانون اليوم من حساسية في العيون والروايا وغيرها من الأمراض.
فقد دفعت هذه المخاطر بمنظمات المجتمع المدني إلى دق ناقوس الخطر، من بينها جمعية "أوكسيجين" للبيئة الذي يؤكد رئيسها أيوب كرير أنهم راسلوا المؤسسات المعنية وقدموا عريضة إلكترونية للنظر في الموضوع وإنقاذ أهالي المنطقة من الأمراض الفتاكة على حد تعبيره.
وأضاف كرير: "ننادي كل الفئات المعنية لوقف هذا النزيف الخطير في القنيطرة".
لكن هذه التجربة ليست بالجديدة على هذه المدينة مع تلوث الهواء، إذ يؤكد الأهالي أنهم عاشوا تجربة شبيهة قبل سنوات قبل أن يختفي الغبار حينها ليعود اليوم من جديد ليؤرّق السكان ويفرض الرمادي سيدًا على سماء المدينة.
في المقابل، يخشى البعض من إقفال هذه المصانع التي توفر فرص عمل للناس في المدينة، فما بين المكاسب الاقتصادية والمخاطر الصحية معادلة يبدو أنها حتى الساعة عصيّة على الحل.
ومن الرباط، يتابع أيوب كرير حديثه لـ"العربي" عن سحب الدخان الأسود التي باتت تقض مضاجع السكان شارحًا أن هذه الأزمة تلاحق سكان القنيطرة منذ عشرات السنين، فكل سنة أو اثنين تعود هذه الكارثة إلى بقعة الضوء من جديد رغم صدور مجموعة من التقارير التي تحاول التخفيف من وطأة هذه الكارثة الصحية والبيئية.
وعن نوعية هذا الغبار الذي يسيطر على القنيطرة يفيد رئيس جمعية "أوكسيجين" بأنها جسيمات ملوثة ومسرطنة تؤدي إلى أمراض خطيرة من بينها الربو، وأمراض القلب والشرايين وقد تصل أحيانًا إلى حد الإصابة بالسكتات القلبية وأمراض قد تؤثّر على ذاكرة الإنسان.
وتشير أصابع الاتهام بشكل مباشر وفق كرير إلى محطات توليد الكهرباء الحرارية وأيضًا المخلفات الصناعية التي تنتجها المنطقة الصناعية.
ويتابع الناشط البيئي المغربي: "إنما علميًا لم يحدد بشكل رئيس بعد السبب الواضح لذلك ننادي بأن تجري السلطات تحقيقًا يعطينا حقيقة مصدر هذا الغبار وما هو مسببه".
بدورها، أرسلت وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة فريقًا خاصًا لرصد جودة الهواء حيث سيقدم تقريرًا مفصلًا إلى اللجنة الإقليمية، لكن كرير يؤكد أن التقارير التي كانت تصدر على مر السنين لم تذكر بالضبط ما هي المشكلة.
وأردف: "نحن كمواطنين وجمعيات نرصد بشكل يومي مقذوفات هائلة من الدخان الأسود الذي ينبعث من المحطة الحرارية وأيضًا من المصانع المجاورة ولا سيما في الليل وعند الصباح الباكر".