اعتبر سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن ما يجري في أوكرانيا هو مواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، وأن المسألة ليست حربا ضد كييف التي يستخدمها الحلف لمواجهة موسكو.
وشنت القوات الروسية الإثنين أكثر من مئة هجوم باستخدام الصواريخ والغارات الجوية والراجمات على محاور عدة في أوكرانيا، وفق تصريحات لهئية الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية.
وبينت الهيئة أنها تمكنت من صد عدد من الهجمات الروسية التي تركزت في مقاطعتي دونيستك ولوغنتسك.
هجمات مكثفة على سوليدار
وأكدت السلطات الأوكرانية أنها أرسلت تعزيزات إلى بلدة سوليدار الصغيرة قرب باخموت واصفة الوضع فيها بـ"الصعب" نظرًا لشن القوات الروسية هجمات عليها من اتجاهات مختلفة وإقحام الوحدات الأكثر احترافًا من مجموعة فاغنر.
وتقع سوليدار في منطقة دونباس الصناعية على بعد كيلومترات قليلة من باخموت، حيث تكبدت القوات من كلا الجانبين خسائر فادحة في بعض من أعنف حروب الخنادق منذ الهجوم الروسي قبل نحو 11 شهرًا.
وقالت هانا ماليار، نائبة وزير الدفاع الأوكراني، على تيليغرام، إن القوات الأوكرانية صدت محاولة سابقة للاستيلاء على البلدة، لكن عددًا كبيرًا من وحدات مجموعة فاغنر عاد بسرعة واستخدم تكتيكات جديدة والمزيد من الجنود تحت غطاء من المدفعية الثقيلة.
وقالت ماليار: "يدوس العدو حرفيًا جثث جنوده مستخدمًا ما حشد من مدفعية وأنظمة راجمات صواريخ وقذائف هاون"، ووصفت المهاجمين بأنهم من أفضل قوات احتياط مرتزقة فاغنر.
تعزيز التعاون بين دول الناتو
من جهة أخرى، يسعى حلف شمال الأطلسي "الناتو" والاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعاون بعد أن أدى الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا إلى قلب النظام الأمني الأوروبي، بحسب إعلان مشترك اطلعت عليه وكالة "فرانس برس" الإثنين.
تسعى المنظمتان ومقرهما بروكسل إلى تحسين التنسيق لسنوات، على الرغم من المخاوف في بعض الأوساط من أن الجهود المبذولة لتعزيز دور الاتحاد الأوروبي الدفاعي قد تقوض التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.
وأثارت الحرب في أوكرانيا دعوات لتسخير النفوذ المشترك للقوة الاقتصادية الأوروبية والقوة العسكرية الأميركية بشكل أفضل لتوفير حماية لمليار مواطن يعيشون في الدول الأعضاء.
وقال البيان الذي سيصدره كبار المسؤولين في الناتو والاتحاد الأوروبي الثلاثاء: "يعد ذلك منعطفًا رئيسيًا للأمن والاستقرار الأوروبي الأطلسي، وهو يثبت أكثر من أي وقت مضى أهمية العلاقات عبر الأطلسي ويستلزم تعاونًا أكبر بين الاتحاد الأوروبي والناتو".
#بوتين: الغرب كذب على العالم واستخدم #أوكرانيا وشعبها لتقسيم #روسيا 👇 pic.twitter.com/A5SwY59yME
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 1, 2023
وأضاف: "بما أن التهديدات والتحديات الأمنية التي نواجهها تتفاقم من حيث النطاق والحجم، سنرفع شراكتنا إلى مستوى أعلى".
ويشير البيان إلى معالجة "المنافسة الجيوستراتيجية المتنامية" وحماية البنى التحتية الحيوية والتعامل مع التهديدات من التقنيات الناشئة وفي الفضاء كمجالات مهمة لتعميق التعاون.
وهناك 21 دولة من أصل 27 في الاتحاد الأوروبي أعضاء أيضًا في حلف شمال الأطلسي وتسعى السويد وفنلندا حاليًا للانضمام إلى هذه المنظمة.
دور في دعم السلام الدولي
وقال البيان إن الهيئتان "تضطلعان بدور متكامل ومتماسك ومتبادل في دعم السلام الدولي" وتتعهدان بـ"تعبئة" قوتهما السياسية والاقتصادية والعسكرية على نحو أفضل.
وسيحمل النص توقيع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين.
وأدت الجهود التي تقودها فرنسا لتعزيز دور الاتحاد الأوروبي الدفاعي إلى توتر بين دول أوروبا الشرقية التي تعتبر واشنطن الدعامة الأساسية لضمان أمنها.
ومنذ الهجوم الروسي على أوكرانيا، عززت واشنطن عديد قواتها في أوروبا إلى أكثر من 100 ألف عنصر، حيث يجري الناتو أكبر عملية إعادة تنظيم لدفاعاته منذ نهاية الحرب الباردة.
ويشير الإعلان المشترك - الأول منذ عام 2018 - إلى أن التحالف "لا يزال ركيزة الدفاع الجماعي" لأعضائه والمنطقة الأوروبية الأطلسية. لكنه قال أيضًا "ندرك قيمة الدفاع الأوروبي الأقوى الذي يساهم بشكل إيجابي في الأمن العالمي وعبر الأطلسي".
ولطالما دفعت الولايات المتحدة حلفاءها الأوروبيين إلى إنفاق المزيد على جيوشها، ومواجهة التهديدات السيبرانية وتعزيز البنى التحتية في جميع أنحاء القارة اللازمة لتغيير القوى بسرعة.
ومارست واشنطن ضغوطًا أيضًا على أوروبا لاتخاذ موقف أكثر حزمًا بشأن التهديد الذي تشكله قوة الصين المتنامية. وجاء في الإعلان المشترك أن "نفوذ الصين المتزايد وسياساتها تطرح تحديات علينا معالجتها".