ستشهد الانتخابات الرئاسية في البرازيل جولة إعادة في 30 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري بين الرئيس اليميني جايير بولسونارو، ومنافسه اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، وفق ما أعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، الأحد.
وقالت الهيئة على موقعها على الإنترنت: بعد فرز 97.3% من أصوات الناخبين عبر التصويت الإلكتروني حصل لولا على 47.9% من الأصوات الصحيحة مقارنة مع 43.7% لبولسونارو، مما يجعل الفوز في الجولة الأولى أمرًا صعبًا.
وجاء تقدم الرئيس اليساري الأسبق دا سيلفا في الجولة الأولى أقلّ ممّا توقّعته استطلاعات الرأي، بعد أن أدلى الناخبون البرازيليّون أمس بأصواتهم في انتخابات، شهدت توتّرًا شديدًا كان يأمل لولا بالفوز فيها من الدورة الأولى على بولسونارو الذي سبق أن هدّد برفض الاعتراف بالنتائج.
الزعيم اليساري لولا دا سيلفا يتصدر استطلاعات الرأي في انتخابات #البرازيل#العربي_اليوم تقرير: مراد البطوش pic.twitter.com/O7P6RXKfuV
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2022
"لينتصر الأفضل"
وبعد أن أدلى المرشّحان لولا (76 عامًا) وبولسونارو (67 عامًا) بصوتَيهما في الصباح الباكر، تشكّلت صفوف انتظار أمام مراكز الاقتراع وقف فيها ناخبون يرتدون ملابس بلون العلم الوطني تأييدًا لبولسونارو، وآخرون يرتدون الأحمر تأييدًا للولا.
وأدلى الرئيس اليساري الأسبق (2003-2010) بصوته في ساو برناردو دو كامبو، الضاحية العمّاليّة لساو باولو، حيث اشتهر بكونه زعيمًا نقابيًّا. وقال لولا الذي خاض سادس معركة انتخابيّة رئاسيّة في مسعى منه للفوز بولاية ثالثة بعد 11 عامًا من مغادرته الحكم مع شعبيّة غير مسبوقة: "بالنسبة إليّ، إنّها الانتخابات الأكثر أهمّية".
وصرّح معلّقًا على الانقسام الذي يسود البرازيل: "لم نعد نريد كراهية وخلافات، نريد بلدًا في سلام".
بُعيد ذلك، أدلى بولسونارو بصوته في ريو دي جانيرو، مرتديًا قميص المنتخب الوطني لكرة القدم الأصفر، والأخضر فوق سترة واقية من الرصاص، ولوّح مجدّدًا بإمكان الطعن في النتائج. وقال الرئيس المنتهية ولايته الذي انتقد مرارًا نظام الاقتراع الإلكتروني: "إذا كانت الانتخابات نظيفة، لن تكون هناك أيّ مشكلة. ولينتصر الأفضل!".
"مستقبل الديمقراطية"
ظهرًا، أكّد رئيس المحكمة الانتخابية العليا، ألكسندر دي مورايس أنّ التصويت يجري "بلا مشاكل، في هدوء تامّ"، حارصًا على "إعادة تأكيد موثوقيّة" نظام الاقتراع الإلكتروني و"شفافيّته".
وكان آخر استطلاع للرأي أجراه معهد داتالوفها قد توقّع فوز لولا بحصوله على 50% من الأصوات مقابل 36% لبولسونارو.
انتخابات حاسمة .. القواعد التي تحكم العملية الانتخابية في #البرازيل وطرق الاقتراع👇 pic.twitter.com/N2yVZwg5R2
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) October 2, 2022
الطوابير الطويلة التي انتظرت منذ الصباح لا سيما في العاصمة برازيليا استمرت حتى الساعة الخامسة مساءًا بحسب التوقيت المحلي، وتمَّ فتح بعض مراكز الاقتراع في مواقع غير معتادة، مثل فندق فخم على شاطئ كوبا كابانا في ريو.
وشهدت هذه الانتخابات الحاسمة لمستقبل الديمقراطيّة في البرازيل مواجهة شديدة بين أبرز مرشّحَين، وحجبت تمامًا المرشّحين التسعة الآخرين الذين لم يكُن لهم حضور يُذكر.
نيمار وترمب
في حال فاز لولا في الدورة الثانية، سيُشكّل ذلك عودةً إلى الحياة السياسيّة لم يكُن يأمل بها بعد سجنه المثير للجدل في قضايا فساد.
غير أنّ تنظيم دورة ثانية سيُتيح لبولسونارو تعبئة مؤيّديه والتقاط أنفاسه. وقد نشر على حسابه في تويتر رسائل دعم تلقّاها من حلفائه النادرين، أمثال نجم كرة القدم نيمار والرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الذي دعا البرازيليّين إلى "إعادة انتخاب أحد أعظم الرؤساء في العالم".
ولوّح الرئيس المنتهية ولايته بتحرّكٍ عنيف، ما أحيا مخاوف من حصول أحداث شبيهة بالهجوم على مبنى الكابيتول بواشنطن في يناير/ كانون الثاني 2021 بعد هزيمة ترمب الانتخابيّة.
ولم تصدر أيّ مؤشّرات قلق من جانب الجيش. وأعلنت الولايات المتحدة أنّها ستتابع الانتخابات في البرازيل "من كثب". ونُشر أكثر من 500 ألف عنصر من قوّات حفظ النظام تولّوا ضمان الأمن.
كما انتخب البرازيليون الأحد نوّابهم الفدراليّين الـ513 وحكّام الولايات الـ27 ونوّاب مجالس الولايات. ويُنتخب هؤلاء المسؤولون لولاية من أربع سنوات. كما سيجري تجديد ثلث مقاعد مجلس الشيوخ الـ81 إنّما لثماني سنوات.