أعلن الرئيس التونسي قيس سعيّد ترشحه رسميًا للانتخابات الرئاسية المقررة في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل. وأضاف أن قراره جاء تلبية لدعوة الواجب المقدس الذي لم يترك له حرية الاختيار، على حد قوله.
وقال سعيّد في كلمته: "لو كُنت خيرت لما أخترت ولكن حين يدعوك الواجب الوطني المقدس فلا مجال للتردد، ولا مجال إلا أن تقول إنني استجبت ولبيت"، مضيفًا أنه "من برج الخضراء يعلن رسميًا ترشحه للانتخابات الرئاسية".
استبعاد المعارضين لسعيّد
وفي سياق متصل، قضت محكمة تونسية بالسجن ثمانية أشهر في حق لطفي المرايحي وحرمانه من الترشح للانتخابات الرئاسية "مدى الحياة".
وكانت السلطات التونسية قد اعتقلت الأمين العام لحزب الاتحاد الشعبي الجمهوري في الثالث من الشهر الجاري تنفيذًا لمذكرة بحث أصدرتها النيابة العامة في حقه في قضية تتعلق بشبهات فساد مالي، حد قولها.
وفي هذا الإطار، يفيد مراسل التلفزيون العربي في تونس، خليل كلاعي، بأنّ سعيّد اختار آخر نقطة في جغرافيا البلاد التونسية، وهي منطقة "برج الخضرا"، الواقعة في أقصى الجنوب التونسي لإعلان ترشحه للمرة الثانية للانتخابات الرئاسية.
ووفقًا للمراسل، فإنّ الرئيس التونسي اختار هذا المكان لأنه "ارتأى" أنه يمتلك رمزية تشير إلى مناعة تونس ورمز مقاومتها خلال فترة من تاريخها.
الترشح رسميًا
وبحسب كلاعي، فبينما قال سعيّد إنّ "الواجب الوطني المقدس هو الذي دعاه للترشح مرة ثانية للانتخابات"، كان على الصعيد الآخر لطفي المرايحي، الذي يعد مرشحًا بارزًا لهذه الانتخابات، رهن الإيقاف وصدر بحقه يوم أمس حكم ابتدائي بمنعه من الترشح مدى الحياة مع دفع غرامة ألفي دينار تونسي والسجن ثمانية أشهر مبدئيًا.
ويشرح المراسل أن هذا حكم ابتدائي وفق القوانين والتشريعات المتوافق عليها، كما أن هذا الحكم لا يعني بالضرورة إقصاءه من سباق الترشح، لأن الحكم ابتدائي وليس حكمًا باتًا ونهائيًا. وبالتالي، لا يزال لديه مرحلتا الاستئناف، وهو ما قام به محاموه. ونظريًا، لا زالت هناك مراحل وأشواط أمام المرايحي ولا يمكن الحديث هنا عن استبعاده نهائيًا، وفق المراسل.
"تقييد الحملة الانتخابية"
وإلى جانب المرايحي، يقول مراسلنا، هناك عبد اللطيف المكي الذي تمت دعوته للتحقيق في الثاني عشر من هذا الشهر، فأُبقي في حالة سراح على ذمة قضية يقول إنه لا ناقة له فيها ولا جمل ولا علاقة له بها نهائيًا. لكن قاضي التحقيق اتخذ قرارًا بمنعه من السفر وتقييد إقامته ومنعه أيضًا من الظهور في وسائل الإعلام.
لكن مقربين منه يقولون، وفقًا للمراسل، إنه من الواضح أن هذا القرار لا علاقة له بمجرد التحقيق ومجريات البحث في هذه الاتهامات المفترضة الموجهة ضده، وإنما هذا الحكم التكميلي بتقييد السفر والإقامة يهدف إلى إثنائه وتعطيله عن القيام بحملة انتخابية والتواصل مع الناس، وهو بدوره مرشح لهذه الانتخابات الرئاسية وضمن مجموعة من المرشحين الجديين، كما يُطلق عليهم.