دعت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، إلى تدخل عاجل لوقف "المجازر" بحق مستشفيات غزة ومن فيها، وسط ما تتعرض له من حصار وقصف جيش الاحتلال.
وطالبت وزيرة الصحة في رام الله مي الكيلة في بيان "بوقف المجازر بحق المستشفيات ومن فيها من مرضى وطواقم طبية ونازحين"، مضيفة أن "الكارثة التي تحدث في غزة الآن لم يشهدها التاريخ الفلسطيني والعالمي".
أزمة في مستشفات غزة
وتابعت أن "مستشفيات تحاصر وتقصف ويقتل من فيها على مرأى العالم بأسره، دون أن تحسب إسرائيل حسابًا لا لقانون ولا لأخلاق ولا لأعراف، هذه مذبحة بكل ما تحمله الكلمة من معنى".
ووصفت ما يجري الآن بحق المستشفيات بأنه "قرار بقتل من فيها، حيث بات الجرحى يرتقون بسبب نفاد الوقود والمستهلكات الطبية".
وأشارت الكيلة، إلى أن "20 مستشفى من أصل 35 في غزة توقفت تمامًا وخرجت عن الخدمة، حيث باتت غير قادرة على تقديم خدماتها للجرحى".
وفي وقت سابق أعلن متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، أن قوات الاحتلال تحاصر "مستشفيي الرنتيسي والنصر للأطفال وتعرض حياة آلاف المرضى والطواقم الطبية والنازحين للموت المحقق بالجوع والعطش والقصف المباشر".
وأضاف أن "مستشفيات غزة وشمال غزة أمامها ساعات حرجة للخروج التام عن الخدمة نتيجة عدم دخول الوقود".
تنديد باستهداف فرق وكالة الأونروا
إلى ذلك، أعربت منظمة الصحة العالمية، عن شعورها بـ"ألم لا يوصف لفقدان الزملاء" من فريق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في قطاع غزة.
وكتب المدير العام للمنظمة الأممية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الجمعة، عبر حسابه على منصة "إكس": "نشعر بألم لا يوصف بعد تأكيد مقتل المزيد من زملائنا في غزة".
وأضاف: "ممتنون إلى ما لا نهاية لالتزامهم وشجاعتهم والخدمات التي قدموها في غزة، ونتعاطف مع عائلاتهم وجميع أفراد فريق أونروا".
وفي وقت سابق الجمعة، قالت "أونروا"، في تدوينة عبر حسابها على منصة "إكس": لقد "دمرنا تأكيد مقتل 101 من زملائنا بقطاع غزة في شهر". وأضافت الوكالة الأممية: "نكرم ذكراهم ونقدر الخدمات التي قدموها".
قصف ممرات النازحين إلى جنوب القطاع
في غضون ذلك، وصفت حركة "حماس" استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين النازحين من شمال قطاع غزة إلى الجنوب هربًا من القصف المستمر بأنه عمل "فاشي مجرم" و"عار على جبين" المجتمع الدولي.
واعتبرت حماس أن "قتل الاحتلال لأكثر من 50 شهيدًا في هذه المجازر واستمراره في ارتكاب المزيد من الجرائم، أمام سمع وبصر العالم، يشكل وصمة عار على جبين المجتمع الدولي والإنسانية جمعاء".
وبينما كشفت "حماس" عن عدد الضحايا جراء قصف قوات الاحتلال شارع صلاح الدين ومدرسة البراق في بيانها، لم يصدر تصريح رسمي من وزارة الصحة أو الداخلية في قطاع غزة بشأن الحصيلة النهائية لهذين القصفين.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها نازحون من شمالي قطاع غزة نحو الجنوب، لقصف إسرائيلي أثناء استخدامهم لممرات النزوح التي تعلن عنها سلطات الاحتلال.
والإثنين الماضي، تحدث المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، عن بلاغات تفيد بوجود جثث لمئات النازحين الفلسطينيين على طرقات كانت أعلنتها إسرائيل "آمنة" باتجاه جنوب القطاع.
بلينكن يدعو لإدخال المساعدات إلى غزة
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن "عددًا كبيرًا جدًا" من الفلسطينيين قتلوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي عقده الجمعة، على هامش زيارة رسمية للعاصمة الهندية نيودلهي.
وأشار بلينكن إلى وجود "المزيد مما يتعين القيام به لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية إليهم".
وأضاف: "لقد قُتل عدد كبير جدًا من الفلسطينيين حتى الآن، وتعرض عدد كبير جدًا من المدنيين للضرر في الأسابيع القليلة الماضية".
وتابع: "نريد أن نفعل كل ما في وسعنا لمنع تعرضهم للأذى، وزيادة إيصال المساعدات الإنسانية إلى أقصى قدر".
