هنأ قائد الجيش الباكستاني اليوم السبت البلاد على نجاح إجراء الانتخابات العامة، قائلًا: إن البلاد بحاجة إلى "أيدي مستقرة" للانتقال من سياسة "الفوضى والاستقطاب".
والخميس، أجرت باكستان انتخابات عامة لم تظهر نتائجها بعد، في الوقت الذي تكافح فيه للتعافي من أزمة اقتصادية وتحارب عنف المتشددين في بيئة سياسية شديدة الاستقطاب.
وأعلن قائد الجيش عاصم منير في بيان نشره قطاع الإعلام بالجيش أن رئيس أركان الجيش الباكستاني "يتمنى أن تسفر هذه الانتخابات عن استقرار سياسي واقتصادي في البلاد وأن تكون نذير السلام والازدهار لباكستان الحبيبة".
قلق غربي من سير الانتخابات
وأمس الجمعة، عبّرت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عن قلقها إزاء العملية الانتخابية في باكستان في أعقاب الانتخابات التي جرت يوم الخميس، وحثت على إجراء تحقيق في المخالفات المبلغ عنها.
وشككت الولايات المتحدة الجمعة في "القيود غير المبررة" التي تم فرضها خلال العملية الانتخابية في باكستان، معربة عن قلقها لمزاعم بحصول تزوير، لكنها أبدت استعدادها للعمل مع أي حكومة مقبلة يتم تشكيلها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر: إن واشنطن تتطلع إلى "نتائج كاملة تصدر في الوقت المناسب وتعكس إرادة الشعب الباكستاني"، معربًا عن مخاوف بلاده بشأن العملية.
وكان نواز شريف وعمران خان، رئيسا الوزراء السابقان، قد أعلنا أمس الجمعة الفوز بالانتخابات العامة.
وأفاد خان، المسجون حاليًا، بفوزه في الانتخابات العامة بالبلاد، وذلك في رسالة صوتية ومرئية نُشرت بتقنية الذكاء الاصطناعي على حسابه بمنصة "إكس".
ورفض خان في الرسالة التي عادة ما يتسلمها منه المحامون شفهيًا ادعاء منافسه نواز شريف في وقت سابق الفوز في الانتخابات. ودعا خان أنصاره إلى الاحتفال بالفوز الذي تحقق رغم ما وصفه بحملة القمع على حزبه.
"حكومة وحدة"
وفاز المرشحون المستقلون المدعومون من خان بأكبر عدد من المقاعد في الانتخابات العامة، رغم وجوده في السجن ومنع حزبه من المشاركة في الانتخابات.
من ناحيته، كان رئيس الوزراء الباكستاني السابق نواز شريف أعلن الجمعة فوزه في الانتخابات العامة، قائلًا إن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية - جناح نواز شريف حصد أكبر عدد من الأصوات وسيبحث مسألة تشكيل حكومة ائتلافية.
وفي أول خطاب علني له في مدينة لاهور (شمال شرق) بعد الانتخابات، قال شريف الذي تقلد المنصب لثلاث مرات، إن "الحل الوحيد للأزمات السياسية والاقتصادية المتصاعدة في البلاد أن تتكاتف جميع الأحزاب السياسية وتشكل حكومة وحدة".
وشدد شريف على أن بلاده "لم تعد قادرة على تحمل سياسة المواجهة، لسنا في مزاج يسمح لنا بالقتال مع أي شخص، ولهذا السبب أعرض على جميع الأحزاب أن تجتمع معًا، وتُخرج البلاد من المآزق التي تواجهها".
