السبت 16 نوفمبر / November 2024

تمهيدًا لانتخابات قد يغيب عنها عمران خان.. حل البرلمان في باكستان

تمهيدًا لانتخابات قد يغيب عنها عمران خان.. حل البرلمان في باكستان

شارك القصة

نافذة إخبارية تتناول توقيف رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان (الصورة: غيتي)
قررت باكستان المضي في انتخابات سيغيب عنها رئيس الوزراء السابق عمران خان المسجون والذي يشكل حجر عثرة في وجه تنامي شعبية الحكومة الحالية.

أعلنت الرئاسة الباكستانية في وقت متأخر من مساء أمس الأربعاء، أنّ الرئيسّ عارف علوي حل البرلمان، ما يمهد الطريق لتولي حكومة يهيمن عليها التكنوقراط الإعداد لانتخابات قد يغيب عنها السياسي الأكثر شعبية في البلاد، عمران خان.

وقالت الرئاسة في بيان إنّ "الرئيس حلّ الجمعية الوطنية بناء على توصية رئيس الوزراء". وبموجب القانون، يتوجب إجراء الانتخابات في غضون 90 يومًا من تاريخ حلّ البرلمان. لكنّ حكومة شهباز شريف أشارت الى أن إرجاءها أمر مرجّح.

"نبرة ودية"

وتسري منذ أشهر شائعات عن احتمال إرجاء الانتخابات، في ظل الأزمات التي تواجهها السلطة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة. وتعزّز هذا الاحتمال بعد صدور أرقام آخر تعداد سكاني في البلاد نهاية الأسبوع الماضي.

وأفاد وزير العدل، عزام نظير تارار، قناة تلفزيونية محلية بأنه سيتعيّن إعادة تحديد الدوائر الانتخابية بناء على التعداد السكاني الجديد، محذّرًا من أنّ ذلك قد يؤدّي لتأجيل الانتخابات. وأعرب عن أمله في أن يقتصر الإرجاء على فترة لا تتجاوز "50 إلى 60 يومًا".

وقال رئيس مجلس النواب الباكستاني، رجا برويز أشرف، في الجلسة الأخيرة للجمعية الوطنية خلال اجتماعها بعد ظهر الأربعاء: "جلسة اليوم ستختتم بنهاية سعيدة في بيئة مريحة". وأضاف: "عادة نناقش الشؤون السياسية، ولكن اليوم، دعونا نتحدث بنبرة ودية".

عمران خان

وتواجه باكستان أزمة منذ إبعاد خان، أحد أكثر السياسيين شعبية في البلاد، من الحكم في أبريل/ نيسان 2021 بموجب تصويت لحجب الثقة. وزادت الأزمة حدة الأسبوع الماضي مع إدخال نجم الكريكت السابق السجن تنفيذًا لعقوبة بحبسه ثلاثة أعوام لإدانته بتهم فساد.

وتقدم محامو خان بطلب لاستئناف العقوبة. وفي حال بقيت العقوبة نافذة، سيمنع رئيس الوزراء السابق البالغ من العمر 70 عامًا، من الترشح للانتخابات.

وعلى رغم إمساكه بالسلطة منذ 18 شهرًا، لم يفلح تحالف الأحزاب التقليدية الذي تكتّل لإبعاد خان، في كسب شعبية واسعة، اذ يواجه أزمة اقتصادية بالرغم من قرض من صندوق النقد الدولي، وتزايد التضخم وارتفاع البطالة في ظل تراجع النشاط الصناعي، جراء النقص في العملات الأجنبية.

دور الجيش في باكستان

ويحضر الجيش في كواليس أي عملية اقتراع في باكستان، اذ لا تزال المؤسسة التي نفذت ثلاثة انقلابات ناجحة على الأقل منذ استقلال البلاد عام 1947، تتمتع بنفوذ سياسي واسع.

ولطالما شكّل الدعم العسكري حجر زاوية لاستقرار أي حكومة باكستانية، على رغم أن مؤسسة الجيش دائمًا ما تنفي أداء أي دور سياسي. لكن اتساع الفجوة بين خان والضباط الكبار في سادس أكبر جيوش العالم، سيعقّد عودته إلى الحكم.

ووصل خان الى السلطة عام 2018 بدعم من الجيش، وأقصي منها في أبريل/ نيسان 2022 بتصويت برلماني على سحب الثقة بعد خلافات مع ضباط كبار على تعيينات والسياسة الخارجية.

وكانت السلطات الباكستانية أوقفت خان لثلاثة أيام في مايو/ أيار الماضي بعد ساعات من تكراره اتهام ضابط كبير في الاستخبارات بالضلوع في محاولة لاغتياله في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وضغط خان على الحكومة الحالية من أجل إجراء انتخابات مبكرة من خلال إقامة تجمعات ضخمة وسحب نوابه من البرلمان، من دون أن ينجح رهانه في تحقيق مبتغاه.

خان يواجه أكثر من 200 قضية

ومنذ إبعاده من الحكم، يواجه خان أكثر من 200 قضية، يؤكد أن دوافعها سياسية وهدفها منعه من خوض الانتخابات أو العودة رئاسة الوزراء. وأثار توقيفه لثلاثة أيام في مايو أعمال عنف دامية مع خروج عشرات الآلاف من أنصاره إلى الشوارع وتواجههم مع الشرطة.

ورئيس الوزراء السابق موقوف حاليًا في سجن يعود الى الحقبة الاستعمارية على أطراف مدينة أتوك التاريخية الواقعة على مسافة 60 كيلومترًا غرب إسلام آباد. وكان متحدث باسم خان أكد الإثنين أن معنويات خان عالية على الرغم من ظروف توقيفه "القاسية".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close