الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

بعد الضربات الإيرانية على كردستان.. ما هي حدود الردّ العراقي؟

بعد الضربات الإيرانية على كردستان.. ما هي حدود الردّ العراقي؟

شارك القصة

مراسل "العربي" ينقل الموقف العراقي من الضربات الإيرانية على إقليم كردستان (الصورة: الأناضول)
استهدفت ضربات إيرانية جديدة المعارضة الكردية في العراق، بعد أقل من أسبوع على ضربات مماثلة.

اعتبر العراق أن الضربات التي تستهدف إقليم كردستان تعدّ خرقًا لسيادته، وتخالف مبدأ حسن الجوار والمواثيق الدولية.

ويأتي ذلك، بعد استهداف إيران المعارضة الكردية الإيرانية المتمركزة في الإقليم بضربات جديدة، بعد أسبوع على ضربات مماثلة استهدفت هذه المجموعات التي تتهمها طهران بإثارة الاحتجاجات في إيران، منذ سبتمبر/ أيلول الماضي إثر وفاة الشابة مهسا أميني.

قصف مقرات أحزاب معارِضة

وقالت أجهزة "مكافحة الإرهاب" بإقليم كردستان العراق، إن الحرس الثوري استهدف مجددًا أحزابًا كردية إيرانية من دون الكشف عن أية حصيلة، بينما أوردت وكالة الأنباء العراقية تعرض مقرّ 3 أحزاب إيرانية معارضة داخل كردستان للقصف بالصواريخ والطائرات المسيرة الإيرانية.

ومن بين هذه الأحزاب المستهدفة، تنظيم "كومله" القومي الكردي، والحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني الذي أكّد بدوره استهداف موقعين له قرب أربيل.

كما وصف الديمقراطي الكردستاني الذي يعدّ أقدم الأحزاب الكردية في إيران، هجمات طهران "بالعشوائية" قائلًا: إنها تأتي في سياق عجز النظام الإيراني عن وقف المظاهرات المستمرة في كردستان.

وعقب اتهام الحكومة الإيرانية هذه الجماعات المعارضة بإثارة الاضطرابات، حذّر كبار المسؤولين الإيرانيين السلطات في بغداد وأربيل مطالبين بالقضاء على هذه الجماعات المعارِضة.

إدانة أميركية 

في السياق، أدانت القيادة العسكرية الأميركية للشرق الأوسط في بيان ما أسمتها "الضربات الإيرانية عابرة الحدود"، معتبرةً أنها عشوائية وغير قانونية، "وتعرّض المدنيين للخطر بالإضافة إلى انتهاكها للسيادة العراقية، وتقوض أمن العراق والشرق الأوسط واستقرارهما".

أما إقليم كردستان العراق، فيضم المحافظات الرئيسة الثلاث: أربيل، ودهوك، وسليمانية. وعاش خلال العقدين الأخيرين ظروفًا آمنة مقارنةً ببقية محافظات العراق.

لكن يبدو أن الإقليم يقع اليوم بين كماشتي التهديدات، وأعمال القصف المتواصلة من الجارتين، إيران وتركيا.

تفاصيل الردّ العراقي

ومن بغداد، ينقل مراسل "العربي" ضياء الناصري تفاصيل الردّ العراقي على الهجمات الإيرانية، مشيرًا إلى أن الرد الرسمي جاء متأخرًا بعد حوالي 24 ساعة، على لسان وزارة الخارجية في بيان نشر على موقعها.

رغم ذلك، فقد أدانت الخارجية العراقية هذا الاعتداء ورفضته بشكل قاطع مطالبة جارتها إيران باحترام سيادة العراق، واللجوء إلى الخيارات والحوار المباشر، وفق الناصري.

ويردف مراسلنا، أن هذا القصف جاء عقب يومين من زيارة قام بها رئيس "قوة القدس" إسماعيل قاآني إلى جانب مسؤولون إيرانيون آخرون إلى العاصمة العراقية.

كما تطرق الناصري إلى بيان آخر، صادر عن الكتل الكردستانية المقدر عددها بحوالي 65 نائبًا، طالبت فيه البرلمان العراقي بعقد جلسة يوم غد الثلاثاء لإدانة ومناقشة هذه الاعتداءات على الأراضي العراقية.

وما كان لافتًا أيضًا، هو بيان صادر عن أمين عام "عصائب أهل الحق" قيس الخزعلي، الذي أدان فيه "بعبارات بدت وكأنها مفاجئة وغير معتادة" هذه الضربات وفق الناصري، حيث طالب طهران باحترام سيادة العراق والمساعدة بملاحقة الإرهابيين على حد قول الخزعلي.

ويردف مراسل "العربي": "تختزل الإدانات الصادرة عن القوى المختلفة وتوجهاتها المختلفة، المشهد العراقي الذي ينظر إلى الضربات الإيرانية على أنها اعتداء سافر، ولا سيما وأنها وقعت على مقربة من عاصمة إقليم كردستان".

حدود الرد العراقي

وعن الخطوات الإضافية التي قد تقوم بها السلطات العراقية للرد على هذه الضربات، يقول الناصري إنّه بحال عقدت جلسة لمجلس النواب يوم غد، قد يصدر توصيات إلى الحكومة العراقية باتخاذ تدابير أو خطوات أخرى.

ولكن يوضح مراسلنا من بغداد، أنه بحسب ما جاء في بيان وزارة الخارجية العراقية قد يكتفي أيضًا الجانب العراقي بالإدانة والرفض القاطع، إذ لم يصدر حتى الساعة أي تلويح باتخاذ إجراءات إضافية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close