الأحد 29 Sep / September 2024

بمشاركة دولية واسعة.. افتتاح قمة "الميثاق المالي العالمي الجديد" في باريس

بمشاركة دولية واسعة.. افتتاح قمة "الميثاق المالي العالمي الجديد" في باريس

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول قمة "الميثاق المالي العالمي الجديد" التي تستضيفها باريس (الصورة: غيتي)
تأتي قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" من أجل تلبية حاجات الدول الفقيرة الهائلة لمواجهة موجات الحر والجفاف والفيضانات.

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أمام نحو أربعين رئيس دولة وحكومة مجتمعين في باريس لمحاولة إعادة صياغة النظام الاقتصادي العالمي، إلى "صدمة تمويل عام" لمواجهة الفقر واحترار المناخ.

وقال ماكرون خلال افتتاح قمة "ميثاق مالي عالمي جديد" في باريس إن الدول "لا ينبغي أن توضع أمام خيار محاربة الفقر أو مكافحة تغير المناخ"، مضيفًا: "علينا أن نحدث صدمة تمويل عام ونحتاج إلى المزيد من التمويل الخاص".

وأكد أنه من دون "تغيير النظام برمته، يمكننا أن نجعله يعمل بشكل أفضل بكثير إذا وظّفت هذه الأموال وهذه السيولة في خدمة تقدم الكوكب وهذا التحدي المزدوج الذي ذكرته، الفقر والمناخ، والتنوع البيولوجي".

وأوضح الرئيس الفرنسي أمام رؤساء الدول والحكومات وبينهم عدد من الأفارقة أن "هذه القمة هي قمتكم، أنتم الذين تقفون على خط المواجهة" في مكافحة تغير المناخ وتزايد الفقر وعدم المساواة.

وجدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من جهته دعواته إلى التغيير قائلًا إن "الهيكلية المالية الدولية فشلت".

وأضاف أن القواعد التي تخصص بموجبها الأموال من صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي "أصبحت غير أخلاقية للغاية" و"الجمود ليس خيارًا".

"الوعود الكاذبة تكلف أرواحًا"

من جهتها، دعت الناشطة الأوغندية الشابة فانيسا ناكاتي رؤساء الدول والحكومات إلى التزام دقيقة صمت تكريمًا "لجميع الذين يعانون والجياع والمشردين والذين يتركون المدرسة". كذلك، طالبت بـ"التخلص بطريقة عادلة من الوقود الأحفوري" منتقدة بشكل مباشر أرباح شركات النفط الغربية. وقالت: "الوعود الكاذبة تكلف أرواحًا".

وإن كان من المستبعد أن تفضي المحادثات الجارية في قصر برونيار في وسط باريس إلى قرارات ملموسة، إلا أنها تستفيد من ثقل الضيوف المشاركين وبينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا والمستشار الألماني أولاف شولتس ووزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين.

وفي خطاب ألقته يلين صباح الخميس في باريس، قالت إن واشنطن "ستضغط" من أجل أن يشارك دائنو الدول الفقيرة والنامية في مفاوضات لإعادة هيكلة ديونها.

ونشأت فكرة القمة في نوفمبر/ تشرين الثاني خلال مؤتمر الأطراف للمناخ (كوب27) في مصر، عقب الخطة التي قدمتها رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي. فقد أعادت إحياء الأمل في إحراز تقدم بشأن هذه المسألة التي باتت عقبة بوجه مفاوضات المناخ بين الدول الفقيرة والدول الغنية المسبب الرئيسي لانبعاثات غازات الدفيئة.

ودعت موتلي التي حضّت على إعادة توجيه التمويل الدولي نحو قضايا المناخ، الخميس إلى "تحول مطلق" في النظام المالي وليس فقط "إصلاح مؤسساتنا".

وأضافت: "نأتي إلى باريس اليوم بقلب حزين لكن بأمل".

كلفة باهضة على الدول الفقيرة

والهدف من القمة هو تجديد الهيكل المالي الدولي المنبثق عن اتفاقات بريتون وودز في العام 1944 مع إنشاء صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وتقول الدول النامية: إن الحصول على تمويل من المؤسستين صعب في حين أن حاجاتها هائلة لمواجهة موجات الحر والجفاف والفيضانات، وأيضًا للخروج من الفقر مع التخلص من الوقود الأحفوري والحفاظ على الطبيعة.

ومن أجل تحقيق ذلك، سيتعين على الدول النامية باستثناء الصين إنفاق 2400 مليار دولار سنويًا بحلول العام 2030، وفق تقديرات مجموعة من الخبراء تحت رعاية الأمم المتحدة، وكذلك زيادة إنفاقها على الوقود غير الأحفوري من 260 مليار إلى نحو 1,9 تريليون دولار سنويًا على مدى العقد، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.

ومن بين الطروحات العديدة التي تُناقش، تكتسب فكرة فرض ضريبة دولية على انبعاثات الكربون من النقل البحري زخمًا.

إلى ذلك، يتحدّث قادة العالم عن ضرائب أخرى ولكن أيضًا عن إصلاحات مؤسسية وإعادة هيكلة ديون الدول الفقيرة وتعزيز دور القطاع الخاص.

وتدعم رئيسة وزراء بربادوس بقوة فكرة تعليق سداد الديون في حال حدوث كارثة طبيعية.

فالأعاصير "لا تفرّق" بين الدول الغنية والفقيرة، لكنها قد "تتسبب في خسارة سنوات من التنمية" وفق ما ذكر فاتومانافا باولولي لوتيرو رئيس تحالف الدول الجزرية الصغيرة، رأس الحربة في هذه المعركة من أجل تمويل جديد.

وستوضع الدول الغنية في مواجهة وعدها بتقديم 100 مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول الفقيرة في مواجهة احترار المناخ. وهو وعد يفترض أن يتم الوفاء به هذا العام، بعد ثلاث سنوات من التأخير، وهو ما أدى إلى تراجع عميق في الثقة بين الشمال والجنوب.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close