قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، تعازيه بعد "مأساة" مقتل قائد فاغنر يفغيني بريغوجين وأعضاء كبار آخرين في المجموعة المسلحة.
وتعد تصريحات بوتين أول تأكيد رسمي لمقتل قائد فاغنر الذي قاد تمردًا عسكريًا قبل شهرين ضد كبار القادة العسكريين الروس، اعتبر على أنه أكبر تهديد لحكم بوتين. ووصف بوتين بريغوجين بأنه "القائد الموهوب الذي ارتكب أخطاء جسيمة".
سقوط طائرة بريغوجين
ومساء الأربعاء، تحطمت طائرة خاصة كانت تقل إلى جانب بريغوجين تسعة أشخاص آخرين من بينهم نائبه ديمتري أوتكين، وهو شخصية غامضة أدارت عمليات فاغنر وأوردت تقارير أنه عمل سابقًا في الاستخبارات العسكرية الروسية.
ورغم فتح موسكو تحقيقًا في انتهاكات محتملة لقواعد الحركة الجوية، إلا أن لجنة التحقيق التزمت الصمت مع تزايد التكهنات باحتمال أن يكون تحطم الطائرة مدبرًا بهدف اغتيال بريغوجين.
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية عدم امتلاكها معطيات تدعم فرضية أنّ الطائرة التي كان بريغوجين على متنها قد أُسقطت بصاروخ أرض-جو.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بات رايدر، إنّ الجيش الأميركي لا يمتلك "معلومات تؤشّر إلى ارتباط صاروخ أرض-جو" بالحادث، مشيرًا إلى أنّ التكهّنات بتحطّم الطائرة لهذا السبب "غير دقيقة".
كما أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن كييف ليس لها علاقة بالحادث، وقال: "أعتقد أن الجميع يعرف من يهمه الأمر"، في إشارة على ما يبدو إلى نظيره الروسي.
"تغييرات" منتظرة في مهام فاغنر
وتعليقًا على تصريحات بوتين بشأن مقتل بريغوجين، يذكّر رئيس المجلة العسكرية السويسرية الكسندر فوترافير بالمهام المهمة التي قامت بها مجموعة فاغنر منذ السيطرة على شبه جزيرة القرم في العام 2014 والمشاركة الفعّالة في النزاع داخل الأراضي الأوكرانية.
ويشير فوترافير في حديث لـ"العربي" من جنيف، إلى تحول مجموعة "فاغنر" إلى "عقبة" أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، "لذلك بات هذا الأخير أكثر راحة بعد رحيل بريغوجين" عن الساحة.
ويرى أن هناك تغييرات ستحصل في التركيبة العسكرية لمجموعة "فاغنر" ولا سيما بعد مقتل رئيسها، لافتًا إلى التغييرات والإقالات في صفوف العسكريين المقربين من بريغوجين.
ويتوقع أن تكون هناك تغييرات في المهام وتطورات هامة ستحصل على صعيد عمل مجموعة "فاغنر" العسكرية الروسية الخاصة، مشيرًا إلى أنها واحدة من بين 37 شركة أمنية خاصة تعمل داخل روسيا.
ويخلص إلى أن روسيا ستعمل على "التقريب" بين الشركات الأمنية الخاصة لتكون تحت "رقابة" مؤسسات حكومية خلافًا لمؤسسة الجيش الروسي.