الأحد 8 Sep / September 2024

تحدٍ للعقوبات الدولية.. عمال من كوريا الشمالية لإعادة إعمار دونباس

تحدٍ للعقوبات الدولية.. عمال من كوريا الشمالية لإعادة إعمار دونباس

شارك القصة

تقرير عن حرب استنزاف تجري في إقليم دونباس (الصورة: غيتي)
توقّعت موسكو أن يكون هناك "الكثير من الفرص" للتعاون الاقتصادي بين بيونغيانغ وجمهوريتي دونيستك ولوغانسك، على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة.

بعد أيام من اعتراف كوريا الشمالية باستقلال ما يُعرف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين، قال السفير الروسي في بيونيغيانغ ألكسندر ماتسيغورا: إن عمالًا كوريين شماليين قد يُساعدون موسكو في إعادة إعمار دونباس، في خطوة من شأنها أن تشكّل تحديًا للعقوبات الدولية ضد برنامج الأسلحة النووية لكوريا الشمالية.

وأوضح ماتسيغورا، في مقابلة مع صحيفة "إزفستيا" الروسية، أن "بإمكان العمال الكوريين الشماليين المساعدة في إعادة بناء البنية التحتية التي دمّرتها الحرب في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك"، مرجّحًا أن يكون هناك "الكثير من الفرص" للتعاون الاقتصادي بين بيونغيانغ والجمهوريتين الانفصاليتين، على الرغم من عقوبات الأمم المتحدة.

وأشاد بقدرات عمّال البناء الكوريين الشماليين العالية على العمل في أصعب الظروف، مضيفًا: "يمكنهم مساعدتنا في استعادة مرافقنا الاجتماعية والبنية التحتية والصناعية".

وفتح ماتسيغورا الباب أمام احتمال مواجهة أخرى مع الأمم المتحدة بشأن العقوبات، بعد أن اقترح أن تستفيد المصانع ومحطات الطاقة الكورية الشمالية التي بنيت خلال الحقبة السوفيتية من المعدات "التي صنعتها مصانع الهندسة الثقيلة في سلافيانسك وكراماتورسك" ومنشآت أخرى في منطقة دونباس.

وإذ أقرّ بأن مثل هذه التجارة ستكون صعبة بسبب العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية، إلا أنه اعتبر أن تطوير العلاقات الاقتصادية بين الطرفين "مبرّر تمامًا".

وفرضت الأمم المتحدة عقوبات منعت بموجبها كوريا الشمالية من شراء الآلات الصناعية والمعدات الإلكترونية والأدوات وقطع الغيار وغيرها من العناصر منذ ديسمبر/ كانون الأول 2017.

تهرّب من العقوبات الدولية

وقال جو ميونغ هيون، الباحث في معهد آسان للدراسات السياسية في سول، لموقع "إن كي نيوز": إن التعاون الاقتصادي سيؤكد أن روسيا أصبحت "دولة مارقة. وبمجرد أن تنتهك روسيا العقوبات ذاتها التي سمحت بها، سيتقوّض عمل مجلس الأمن بشكل خطير".

من جهته، قال روديغر فرانك، الأستاذ في جامعة فيينا: إن تصريح السفير يمكن تفسيره على أنه "مقايضة" بين الحلفاء.

وأوضح أنه في مثل هذه الصفقة "لا تدعم روسيا العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة ضد كوريا عن طريق استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن الدولي. وفي المقابل، تقدّم بيونغيانغ الدعم السياسي لروسيا، على سبيل المثال من خلال الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك".

وقال: "التفاصيل المحددة تختلف بالطبع، ولكن من حيث المبدأ، هذا هو النمط الذي شهدناه خلال الحرب الباردة الأولى، وسوف يتكرّر مرة أخرى بانتظام خلال الحرب الباردة الثانية".

بدوره، قال فيودور ترتيتسكي، الباحث الروسي في جامعة كوكمين في سول، لموقع "إن كي نيوز": إن ماتسيغورا أشار إلى أنه يُمكن لبيونغيانغ استخدام دونيتسك للتحايل على العقوبات كون الأخيرة تمتلك منفذًا بحريًا وميناء يقع تحت سيطرتها بعد سقوط ماريوبول.

وأضاف: "في المقابل، يمكن لموسكو أن تزعم أن جمهورية دونيتسك دولة مستقلة، وأن هذه مسألة محضة بين دونيتسك وبيونغ يانغ، لا يتدخّل الكرملين فيها".

إلى ذلك، قال أندريه لانكوف، مدير مجموعة كوريا للمخاطر والأستاذ بجامعة كوكمين، لموقع "إن كي نيوز": "من الممكن أن تصبح جمهوريات دونباس الآن طرقًا لروسيا وكوريا الشمالية لتجنّب بعض عقوبات الأمم المتحدة".

وأضاف لانكوف: "من السهل إرسال العمال الكوريين الشماليين إلى إقليم دونباس، كونها تحت السيطرة الروسية حاليًا. وبما أن جمهوريات دونباس ليست أعضاء في الأمم المتحدة، فبإمكانها تجاهل العقوبات مع الإفلات من العقاب".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close