الجمعة 20 Sep / September 2024

تدخل دولي على وقع التجاذبات.. ماذا يعني غياب أميركا عن اجتماع الملف النووي؟

تدخل دولي على وقع التجاذبات.. ماذا يعني غياب أميركا عن اجتماع الملف النووي؟

شارك القصة

تتوالى المحاولات الدولية لإنعاش الاتفاق النووي مع إيران، وآخرها من بكين التي طالبت برفع العقوبات الأميركية "غير المشروعة" باعتباره شرطًا أساسيًا للعودة إلى الاتفاق.

رحّبت الولايات المتحدة بالإعلان عن عقد اجتماع افتراضي اليوم الجمعة يجمع ألمانيا وروسيا وبريطانيا لبحث الاتفاق النووي الإيراني.

ويأتي هذا التطور الدبلوماسي على وقع بدء إيران تخصيب سداسي فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة في محطة نطنز لتخصيب الوقود النووي، في انتهاك جديد للاتفاق النووي.

فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها نشر الأربعاء أن إيران بدأت "ضخّ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة من 174 جهاز طرد مركزي آي.آر-2 إم بمحطة تخصيب الوقود".

وسداسي فلوريد اليورانيوم هو المادة التي تتم بها تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم من أجل التخصيب.

وفي هذا السياق، تستمر التجاذبات بين واشنطن وطهران؛ حيث أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس أن العقوبات الأميركية على طهران باقية إلى حين التوصّل إلى تفاهم ضمن عملية دبلوماسية تنقذ الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.

وتتوالى المحاولات الدولية لإنعاش الاتفاق النووي مع إيران، وآخرها من بكين وهي الطرف الموقع على الاتفاق، التي طالبت برفع العقوبات الأميركية "غير المشروعة"، عن طهران باعتباره شرطًا أساسيًا لضمان العودة إلى الاتفاق الإيراني في مساره الأولي.

وتأتي التصريحات الصينية بعد أيام من توقيع اتفاقية تعاون استراتيجي مع إيران تغطي جميع المجالات الأمنية والتجارية والاقتصادية لمدة 25 عامًا، في تعاون يراه بعض المحافظين في أميركا تحديًا ومحاولة للالتفاف على العقوبات الأميركية.

ويدور الطرفان الأميركي والإيراني في دائرة مغلقة، حيث تريد واشنطن أن تلتزم طهران بشروط الاتفاق كي ترفع العقوبات، فيما تكرر إيران ضرورة رفع العقوبات كي تتمكن من الالتزام ببنود الاتفاق، في دبلوماسية إرغام سياسي.

وتعقيبًا على التطورات في هذا الملف، يعتقد الباحث في الشأن الإيراني نبيل العتوم أن غياب الولايات المتحدة عن الاجتماع الدبلوماسي لبحث الملف النووي سببه أن الدول المشاركة تسعى لمحاولة إنعاش مسار المفاوضات، في ظل تمسّك الطرفين بموقفيهما.

ويضيف العتوم في حديث إلى "العربي": "جلوس إيران على طاولة المفاوضات يعني إدراكها ضرورة تقديم تنازلات، ومعالجة الثغرات في الملف، والتطرق إلى دورها المزعزع في المحاور الإقليمية".

ويعتقد العتوم أن الملف النووي بات حاليًا في غرفة الإنعاش، لأن إيران ما زالت تمارس سياسية "حافة الهاوية"، وقد قامت بعدد من الإجراءات التصعيدية، أحدثها تخصيب سداسي فلوريد اليورانيوم الطبيعي، وإعلانها عزمها رفع قدرتها في تخصيب اليورانيوم إلى 60% وأكثر.

وعن عدم عكس بايدن لنهج ترمب في الملف النووي لجهة رفع العقوبات، يرى العتوم أن أميركا تدرك تمامًا أن الاستمرار في ممارسة سياسية الضغوط القصوى على إيران هي التي ستجلبها إلى طاولة المفاوضات؛ لأن المتغيرات الداخلية الإيرانية، من حيث الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، وانهيار العملة الوطنية الإيرانية، وقرب طهران من إجراء انتخابات رئاسية؛ سيحسن من وضع واشنطن في التفاوض.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close