قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجولة عند الحدود الشمالية مع لبنان، اليوم الأربعاء، مهددًا بأنّ إسرائيل مستعدة لـ"تحرك قوي للغاية" في الجبهة الشمالية.
وقال نتنياهو خلال زيارة إلى مستوطنة كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية: "نحن جاهزون لشن عملية مكثفة للغاية في الشمال. وبهذه الطريقة أو بأخرى سنعيد الأمن للمنطقة الشمالية"، وفق قوله.
من جهتها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنّ الحكومة قررت استدعاء 50 ألف جندي احتياط إضافي استعدادًا لأي تصعيد على جبهة لبنان، مشيرة إلى أن الحكومة سمحت بزيادة عدد المجندين الاحتياط من 300 ألف إلى 350 ألفًا.
"تحويل لبنان إلى ساحة حرب رئيسية"
ويأتي ذلك في غمرة التصعيد المتبادل بين جيش الاحتلال وحزب الله اللبناني، حيث أفادت هيئة البث العبرية اليوم، بأن الجيش الإسرائيلي ينتظر قرارًا من الحكومة لجعل المواجهة مع حزب الله في لبنان "ساحة لحرب رئيسية"، تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى "ساحة معارك ثانوية".
وهدد وزراء يمنيون في حكومة نتنياهو لبنان، بعد أن اجتاحت جبهة الشمال منذ يوم الأحد حرائق غابات أشعلها سقوط صواريخ ومسيّرات أطلقها حزب الله، ضمن قصف يومي متبادل مع الجيش الإسرائيلي منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن طائراته الحربية قصفت أهدافًا لحزب الله في خمس مناطق متعددة جنوبي لبنان، خلال ساعات الليل.
وأشار الجيش الإسرائيلي في بيانه، إلى استهداف منصتين تابعتين للحزب في منطقتي زبقين وعيتا الشعب، وأضاف أنه قصف أيضًا ثلاثة مبانٍ عسكرية للحزب في مناطق العديسة والبليدة ومركبا، بحسب بيان جيش الاحتلال.
وتواصل القيادة العسكرية الإسرائيلية، وفق هيئة البث العبرية، "الاستعداد لحرب واسعة النطاق تشمل عملية برية لتطهير المنطقة على الجانب الآخر من الحدود"، في إشارة إلى عناصر وأسلحة حزب الله.
عمليات جديدة لحزب الله
من جهته، أعلن حزب الله اليوم الأربعاء في بيان عن استهداف عناصره صباحًا "تجمعًا لجنود العدو الصهيوني في محيط موقع بركة ريشة بالأسلحة الصاروخية".
وكان رئيس الأركان الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، قد صرح أمس خلال جولته في الشمال، بأن إسرائيل تستعد للتصعيد ضد حزب الله، لكن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية كشفت أن الموقف في جيش الاحتلال يأتي على عكس التصريحات التي أدلى بها هاليفي.
ونقلت "هآرتس" عن مصادر في الجيش الإسرائيلي قولها: إن الحرائق التي انتشرت في الجولان والجليل خلال الأيام القليلة الماضية أدت إلى تغير موقف الجيش من حرب شاملة على لبنان إلى حرب محتملة محدودة الوقت في الجنوب فقط.
المصادر ذاتُها أكدت أنها تخشى أن الإسرائيليين لا يعرفون تبعات أي حرب محتملة مع حزب الله على الجبهة الداخلية، إذ إن قصفَ حزب الله خلال حرب مفتوحة سيؤدي إلى أضرار ٍ كبيرة في الشمال ووسط إسرائيل، ناهيك عن الحرب في غزة.
كما تخشى مصادر في الجيش الإسرائيلي من احتمال مرتفع لأن تؤدي الحرب الشاملة على لبنان إلى فتح جبهات أخرى أمام إيران والحوثيين ومَن تصنفها إسرائيل مليشيات في سوريا بشكل أوسع مما يدور الآن.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي قال في وقت سابق إن إسرائيل اقتربت من نقطة اتخاذ القرار المتعلق بجبهة الشمال. وأضاف هيرتسي هاليفي أن جيشه جاهزٌ ومستعدٌ للانتقال إلى الهجوم.