نشر الرئيس الإيراني المنتخب مسعود بزشكيان مقالًا مطولًا اليوم السبت، أكد فيه أن على الولايات المتحدة أن تدرك بأن بلاده لن ترضخ للضغوط، مسلطًا الضوء على صداقة طهران مع الصين وروسيا.
بزشكيان أشار في المقال الذي حمل عنوان "رسالتي إلى العالم الجديد"، ونشر في صحيفة طهران تايمز اليومية، إلى أن إيران لا تسعى لامتلاك أسلحة نووية، مضيفًا أن طهران ستوسع علاقاتها مع جيرانها وتتعامل مع أوروبا.
وقال: إن "الولايات المتحدة، عليها أن تدرك الواقع وتفهمه مرة واحدة وإلى الأبد، وهو أن إيران لا تستجيب للضغوط، ولن تستجيب لها وأن عقيدة الدفاع الإيرانية لا تتضمن أسلحة نووية".
يأتي ذلك بعد أن لفتت الولايات المتّحدة الإثنين الفائت، إلى أنّها لا تتوقّع أيّ تغيير في سياسة إيران، بعد انتخاب الإصلاحي بزشكيان رئيسًا للبلاد. واعتبرت واشنطن أنّ هذا التطوّر لا يعزّز احتمالات استئناف الحوار بين البلدين، ولن يقود إلى "تغيير جوهري".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر حينها: "لا نتوقّع أن يقود هذا الانتخاب إلى تغيير جوهري في توجهّات إيران وسياساتها". وأضاف أنّ "المرشد الأعلى علي خامنئي هو من يتّخذ القرارات في إيران".
العلاقة مع روسيا والعالم العربي
وتعهد بزشكيان، جراح القلب البالغ من العمر 69 عامًا، في مقاله اليوم بتعزيز سياسة خارجية عملية، وتخفيف حدة التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وتحسين آفاق التحرير الاجتماعي والتعددية السياسية.
وأضاف بزشكيان: "لقد وقفت الصين وروسيا إلى جانبنا باستمرار خلال الأوقات الصعبة. ونحن نقدر هذه الصداقة بشدة".
وتابع: "روسيا حليف إستراتيجي وجار مهم لإيران، وستظل إدارتي ملتزمة بتوسيع وتعزيز تعاوننا"، مشيرًا إلى أن طهران ستدعم بقوة المبادرات الرامية إلى إنهاء الصراع في أوكرانيا.
وتابع: "لقد منحني الشعب الإيراني تفويضًا قويًا لمتابعة المشاركة البناءة بقوة على الساحة الدولية، مع الإصرار على حقوقنا وكرامتنا ودورنا المستحق في المنطقة والعالم". وقال: "أوجه دعوة مفتوحة لكل الراغبين في الانضمام إلينا في هذا المسعى التاريخي".
بزشكيان تطرق في المقال لعلاقات إيران ودول الجوار، لا سيما العربية منها، وأشار إلى أن بلاده "ستضع تعزيز العلاقات مع جيرانها على رأس أولوياتها".
وأعرب أيضًا عن اعتقاده بأنّ "الدول المجاورة والشقيقة ينبغي ألا تهدر مواردها الثمينة في منافسات استنزافية، أو سباقات تسلح، أو تقييد بعضها بعضًا بلا داع".
الحرب على غزة
وبما يخصّ العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، أكد بزشكيان أن إدارته ستحث "كإجراء أولي، الدول العربية المجاورة على التعاون والاستفادة من كل الوسائل السياسية والدبلوماسية، لإعطاء الأولوية لتحقيق وقف إطلاق نار دائم في القطاع، بهدف وقف المذبحة ومنع اتساع الصراع".
وشدّد الرئيس الإيراني، الذي انتخب كخليفة لإبراهيم رئيسي، بعد أن قضى هذا الأخير بحادث تحطم مروحية، على "وجوب العمل بعد ذلك لإنهاء الاحتلال المطوّل الذي دمّر حياة 4 أجيال من الفلسطينيين".
وفي هذا السياق، أكد أنّ "جميع الدول ملزمة بموجب اتفاقية الإبادة الجماعية لعام 1948 باتخاذ التدابير اللازمة لمنع الإبادة الجماعية، وليس مكافأتها من خلال تطبيع العلاقات مع مرتكبيها المجرمين".